خبراء عسكريون يرجحون أن يكون التدخل البري وشيكا في اليمن، وسيكون للقوات العسكرية المصرية دور أساسيا في المرحلة المقبلة.
افراسيانت - القاهرة - العرب اون لاين - تحركت مصر سريعا لتوفير القطعات العسكرية المطلوبة من قبل السعودية لدعم عاصفة الحزم في اليمن، وذلك مباشرة بعد إعلان باكستان عدم مشاركتها في قوات التحالف.
ووصفت مصادر سعودية الموقف الباكستاني بـ”المتخاذل” إثر فشل إسلام آباد في اتخاذ قرار المشاركة في تحالف عاصفة الحزم، وهو موقف قد يؤثر على المصالح الباكستانية مع الرياض وباقي دول الخليج.
وأقر البرلمان الباكستاني مشروع قانون أمس يحث إسلام آباد على الالتزام بالحياد في الصراع الدائر في اليمن ويدعو كافة الفصائل اليمنية إلى حل خلافاتها سلميا.
وعلمت “العرب” أن زيارة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري إلى السعودية، بعد زيارته باكستان، كان الهدف منها ترتيب أوراق التدخل البري في اليمن بين الرياض والقاهرة، وأن الفريق صبحي أعلم نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان أن القاهرة جاهزة لتوفير كل ما يلزم لإنجاح مهمة قوات التحالف في اليمن سواء العمليات الجوية أو البرية أو البحرية.
وراهنت القاهرة كثيرا على إدماج باكستان في عاصفة الحزم، لتضييق الخناق على إيران، وإغلاق الطريق أمام تركيا للقيام بدور مؤثر في المنطقة، ولا تزال تأمل في حدوث خلخلة في الموقف الباكستاني المتحفظ على المشاركة المباشرة، عبر قوات برية.
وقالت مصادر مطّلعة لـ”العرب” إن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الانخراط العملياتي المصري في حرب عاصفة الحزم، وحال تحديد موعد نهائي بالتدخل بريا، سيكون للقوات العسكرية المصرية دور أساسي في المرحلة المقبلة، مع إسناد وغطاء جوي من باقي دول التحالف.
وكانت مصر قد أرسلت حتى الآن لمضيق باب المندب 6 سفن حربية، وعليها قوات خاصة من المجموعة 999 المسؤولة عن مكافحة الإرهاب في الخارج، وحوالي ألف عنصر من جنود الصاعقة البحرية.
وكشفت المصادر أن مصر لديها سيطرة كافية على بعض مداخل ومخارج البحر الأحمر، من ناحية طريق المرور نحو قناة السويس وخليج العقبة.
وأضافت أن القيادة المصرية ملتزمة بالدفاع عن دول الخليج، إذا اضطرت إلى ذلك، والدور الرئيسي للقوات المصرية خلال الأيام الماضية، كان هدفه المحوري تأمين الممرات الأمنية الهامة.
ومع أن القاهرة لم تكن راغبة في التدخل المباشر في اليمن وتفضل الحلول السياسية، لكن التطورات المتسارعة فرضت عليها تبني المشاركة العسكرية الفاعلة إلى جانب السعودية.
وتوقّع خبراء سياسيون وعسكريون أن يكون التدخل البري وشيكا وأن يكون الخطوة التالية لـ”عاصفة الحزم” بعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاقها.
ويرجّح ترقب التدخل البري بعض الشواهد إلى جانب الاتصالات الباكستانية السعودية، وهي تدريب على “إنزال” في بيئة جبلية خلال المناورات السعودية الباكستانية التي حملت مسمى “الصمصام” في نسخته الخامسة في ميدان “شمرخ” بمركز الملك سلمان للحرب الجبلية، شمال منطقة الباحة الجمعة الماضية.
هذا إلى جانب عدم استبعاد تدخل إحدى دول التحالف، بريا، وهو ما دعمه اجتماع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقادة الجيش، الأحد الماضي، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، لا سيما بعد تصريحات قال فيها السيسي إن بلاده “لن تتخلى عن الأشقاء في الخليج، وستقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر”.
ونقل موقع “بازفيد” الإخباري الأميركي، الأربعاء، عن مسؤول عسكري مصري قوله إن “القرار قد اتخذ بالفعل”، موضحا أن “قوات برية ستدخل الحرب”.
وبحسب ما نقله الموقع فإن “توقيت مثل هذه الخطوة ما زال جاريا نقاشه”، لكن المصدر الذي تحدث للموقع الإخباري شرط عدم ذكر هويته إنه “قد يحدث خلال يومين أو ثلاثة أيام”.
بدوره، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اليمني العميد المتقاعد حسن خصروف إن التدخل العسكري وجدواه في اليمن محدودان وتبعاتهما سلبية.
وأوضح خضروف أن البديل هو دعم المقاتلين اليمنيين الذين يناوئون الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دعما لوجستيا كاملا ومتصلا.
واضاف الخبير اليمني أن هذا الأمر هو الذي “سيحدد مصير المعركة ويجبر الأطراف الأخرى على الجلوس على طاولة المفاوضات بعد إلحاق الهزيمة بالمشروع الحوثي الصالحي”.