افراسيانت - استضافت موسكو اجتماعا هاما لكل الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة بصورة خاصة، وصدرت تصريحات ايجابية من وزير الخارجية الروسي اكد فيها ان «صفقة القرن» تعصف بالقضية الفلسطينية وخاطب ممثلي القوى الفلسطينية قائلا: عليكم تجاوز الانقسام والادارة الاميركية تسعى لفرض حلول انفرادية تهدف الى تدمير كل القرارات والأسس السابقة بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس.
الفصائل الفلسطينية اكدت في اعلان مشترك تقديرها للدور الايجابي الذي تقوم به موسكو سواء بدعم الموقف الوطني عامة او بالعمل لتحقيق الوحدة الوطنية، وجددت التمسك بالثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية ورفض ما يسمى بالسلام الاقتصادي او الدولة ذات الحدود المؤقتة، ولعل اهم ما جاء في هذا الاعلان هو التمسك بالوحدة الوطنية ورفض اية مشاريع او محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة، ومن المعروف ان اسرائيل تحاول ذلك وهي تسمح بايصال المساعدات المالية احيانا وتواصل حصار القطاع في الوقت نفسه بينما تتمادى بالاستيطان ومصادرة الارض ومساعي التهويد التي لا تتوقف بالضفة.
ولا بد من الاشارة في هذا السياق الى موقف حركة الجهاد الاسلامي التي رفضت التوقيع على اعلان موسكو لانها ترفض القبول بدولة على حدود ١٩٦٧، كما تطالب باعادة بناء وتطوير منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة عام ٢٠٠٥. وحركة الجهاد تتصرف حسب مبادئها ولها كل الحق ان تفعل ما تريد خاصة وانها لا تعيق استعادة الوحدة كما تعمل على تحقيقها بكل ما اوتيت من امكانات ومواقفها الوطنية واضحة تماما.
هذا اللقاء الوطني في موسكو ليس الاول من نوعه والاعلان الصادر عنه هام وايجابي ولكنه يظل مجرد مقدمة لما يجب القيام به فعلا وهو تحقيق الوحدة الوطنية فعلا لا قولا. وما دامت النوايا طيبة كما عبر عنها الاعلان فإن التساؤل الاساسي هو ما الذي يمنع استعادة الوحدة؟؟؟
ومن المقرر ان تلتقي الفصائل الفلسطينية بالقاهرة التي ترعى كل مساعي المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية خاصة ونحن نرى كل مخططات التهويد ومصادرة الارض في القدس وكل انحاء الضفة، وعمليات هدم المنازل بالعشرات واعتقال الكثيرين.
ان هذه القوى التي اتفقت في موسكو مدعوة للتقدم خطوات اخرى عديدة وبسرعة لان التحديات تتصاعد والاحتلال يتمادى ولا يراعي اية قوانين دولية او حقوق او مسؤولية ولا يسمع الا لغة القوة والضغط، واستعادة وحدتنا الوطنية من اهم وسائل الضغط واحباط المخططات المدمرة ...!!