افراسيانت - الناصرة -“رأي اليوم”- من زهير أندراوس - كشفت مجلة “نيويوركر” عن مُخططٍ لترامب وإسرائيل ودول الخليج لمحاربة إيران، وترك الفلسطينيين وسنوات أوباما من ورائهم، وفي تقريرٍ للصحافي آدام إنتوس، تحت عنوان “النظام العالم الجديد لترامب” أُفصح عن تفاصيل علاقةٍ سريّةٍ طويلة بين إسرائيل والإمارات، ووجهات نظرٍ جديدةٍ بشأن العلاقات بين إسرائيل وإدارتي أوباما وترامب، لافتًا أنّ أوباما حارب محاولات السلطة الفلسطينيّة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدوليّة، بعد احتجاجٍ شديدٍ من نتنياهو.
وتابعت: قُبيل انتهاء ولاية أوباما الثانية، عندما وصل وزير الخارجية كيري إلى واشنطن وهو يحمل خرائط للضفّة الغربيّة تظهر المشروع الاستيطانيّ، خلُص مسؤول لم يتم ذكر اسمه، إلى أنّ هذه الخرائط تثبت أنّ حل الدولتين لم يعد قابلاً للتطبيق. وأكّد كاتب التقرير أنّ فرانك لوينستين، أحد كبار مستشاري كيري، وصف له الأمر بأنّ الخرائط سمحت له برؤية “الغابة عبر الأشجار”، وعندما تمّ تجميع المناطق الاستيطانية والبؤر الاستيطانية غير القانونية والمناطق الأخرى التي تُحظر فيها التنمية الفلسطينيّة، غطّت هذه المناطق أكثر من 60 بالمائة من الضفة الغربية، ولفت المُستشار إلى أنّ الخريطة بدت وكأنّها ورم في المخ.
وتابعت الصحيفة، التي تلقّفها الإعلام العبريّ، إنّه قبل تنصيب ترامب، أرسل نتنياهو سرًا رئيس الموساد لإطلاع مستشار الأمن القومي المقبل، مايكل فلين، على التهديدات التي تشكلها إيران، لافتةً إلى أنّ الزيارة بحسب مخضرمين في أجهزة الاستخبارات كانت خرقًا للبروتوكول.
كما كشفت عن أنّ تل أبيب حافظت على علاقةٍ سريّةٍ مع دولة الإمارات يعود تاريخها إلى بداية تسعينيات القرن الماضي، على الرغم من الضربة المؤقتة التي تلقتها هذه العلاقة بعد أن قام الموساد كما زُعم باغتيال محمود المبحوح، في دبي في عام 2010.
وأضافت: في بداية الولاية الأولى لبيل كلينتون، أرادت الإمارات شراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 من واشنطن، لكن المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين كانوا قلقين من قيام إسرائيل بالاحتجاج، وبدلاً من ذلك، قال جيريمي يسسخاروف، سفير إسرائيل بألمانيا اليوم، إنّ إسرائيل سترغب بمناقشة المسألة مباشرةً مع الإماراتيين، وتمّ تنظيم اجتماع وتطور ذلك إلى سلسلة متواصلة من الاجتماعات ونمو تدريجي في الثقة، مُضيفةً أنّ البلدين تشاركا المخاوف بشأن صفقة أوباما مع إيران، ونجحت أجهزة المخابرات الأمريكيّة بالتقاط اجتماعٍ سريٍّ بين قادة إماراتيين وإسرائيليين كبار عُقد في قبرص، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون بأنّ نتنياهو حضر الاجتماع، كما أكّد التحقيق الاستقصائيّ للصحيفة.
وأيضًا: في اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين في الرياض وواشنطن، أشار ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان وبشكلٍ روتينيٍّ إلى أنّ إسرائيل لم تهاجمنا أبدًا، ولدينا عدو مشترك، مُوضحةً أنّه في اجتماعاتٍ خاصّةٍ أكّد أنّه على استعداد بأنْ تكون لديه علاقة كاملة مع إسرائيل.
في سبتمبر 2016، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة، التقى نتنياهو ودريمر، سفير تل أبيب بواشنطن، بترامب وجاريد كوشنر وستيف بانون، وناقشوا احتمالات شراكة إسرائيليّة-عربيّة تشمل دول الخليج، وانبهر بانون من الرؤية، ونقلت الصحيفة عن مستشارٍ سابقٍ لترامب قوله إنّ دريمر ونتنياهو فكّرا بهذا الأمر مليًا، وتوافق ذلك تمامًا مع تفكيرنا، مُضيفًا أنّهما كانا مصدر الإلهام للإدارة الجديدة فيما يتعلق بسياستها بالشرق الأوسط.
وكشف التقرير أيضًا أنّه في الوقت الذي اجتمع فيه ترامب مع القادة العرب في الرياض في مايو 2017، اتفق كوشنر وولي العهد السعوديّ على الخطوط العريضة للتحالف الإستراتيجيّ في المنطقة، والذي ستكون فيه إسرائيل، في الوقت الحالي، شريكًا صامتًا، وستتخذ واشنطن خطًا أكثر تشدّدًا مع إيران، في حين سيساعد بن سلمان على ضمان التوصل إلى اتفاق إسرائيلي-فلسطيني. ونقلت الصحيفة عن ولي العهد السعودي قوله: أنا سأقوم بتسليم الفلسطينيين، في حين سيقوم ترامب بتسليم الإسرائيليين.
وأردفت: في حين سعت إسرائيل إلى إقناع إدارة ترامب بالتوسط لعقد قمةٍ، يشارك فيها أيضا القادة السعوديون والإماراتيون، رفض قادة الخليج الفكرة بشدة، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى التنازل عن الفكرة.
وشدّدّت الصحيفة على أنّه عندما اتصلّ ترامب بعباس لإبلاغه بنيتّه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي، شهد الاتصال انقطاعًا مستمّرًا، وأبلغ ترامب عبّاس بأنّه سينفذ وعده الانتخابي بنقل السفارة. وقال ترامب لعبّاس إنّه يلتزم بحصول الفلسطينيين على أفضل صفقةٍ ممكنةٍ وبأنْ تقوم إسرائيل بتنازلات حقيقية ستًسعده، إذا بقي منخرطًا في عملية السلام.
وخلُص التقرير، الذي نشرته أيضًا صحيفة (هآرتس) إلى أنّه الآن، في الوقت الذي تنتظر فيه جميع الأطراف قيام كوشنر بالكشف عن خطة السلام التي طال انتظارها، يفترض نتنياهو أنّ عباس سيرفضها والسؤال سيكون كيف سيكون ردّ فعل القادة العرب الذين هناك تواصل بينهم وبين إسرائيل. لافتةً إلى أنّ نتنياهو يأمل بألّا يعترض القادة العرب على “صفقة القرن”، وأنْ يختاروا بدلاً من ذلك تعميق التعاون ضدّ إيران والأعداء الآخرين، واختتم التقرير باقتباس أحد مساعدي عباس يقول لمسؤول في إدارة أوباما: أسوأ كابوس لنا هو أنْ ينجح نتنياهو بإيجاد طريقة للتفريق بين دول الخليج والفلسطينيين، فيما قال الأمريكيّ: أعظم حلم لنتنياهو وأسوأ كابوس لعبّاس قد يتحقق، بحسب تعبيره.