واشنطن - افراسيانت - نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأحد، افتتاحية تحت عنوان "غطرسة ترامب قلصت فرص حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، أشارت في مستهلها إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فشل في السنة الأولى من منصبه، في التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى "تسوية نهائية".
وتقول الصحيفة "مقارنة بأسلافه السابقين، تضاءلت الجهود التي يبذلها ترامب لإنهاء هذا الصراع المرير، الذي كان جاريا بشكل أو بآخر لأكثر من 100 عام" معتبرة أن "غطرسة ترامب وجهله وقصر نظره أمور أدت في نهاية المطاف إلى وضع غير مُرض، على الرغم من أنه كان يتفاخر بأن الصفقة في متناول اليد".
واستشهدت الصحيفة بحديث الرئيس ترامب عن التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي اعتاد أن يقول "ليست صعبة كما يعتقد الناس على مر السنين"، مؤكدة أن فريقه من المبعوثين لاستكشاف إمكانيات السلام، ومن بينهم صهره جاريد كوشنر، فشل في تحقيق أي تقدم لافت في المفاوضات بين الجانبين. ومن ثم تصف الصحيفة سياسة الرئيس ترامب بـ "المرتبكة"، والتي أعطت دوافع قوية للنزعات المتطرفة لدى الجانبين في العزوف عن واشنطن بسبب تزايد الشكوك حول النوايا الأميركية موضحة (الصحيفة) أن ترامب "عكس مسار عقود من السياسة الأميركية تجاه الصراع في الشرق الأوسط عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة سابقة لأوانها، واستفزازية برغم التأييد العارم لأنصاره، الذي ناله في أعقابها".
ومن ثم توجه الصحيفة نصيحة للرئيس ترامب "بعدم الانسياق وراء أهواء الجمهور والمحيطين به، لاسيما أن الجانب الفلسطيني لن يعود إلى طاولة المفاوضات بسبب أفعاله المخيبة للآمال" مشيرة إلى "إن الفلسطينيين لم يكونوا مطمئنين لموقف ترامب المبهم تجاه حل الدولتين"، مذكرة بأن"تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، وهو مؤيد طويل الأمد للقضايا الإسرائيلية اليمينية، عززت في إثارة الشكوك بأن البيت الأبيض يعادي تطلعات الفلسطينيين.
وكانت هيئة الإذاعة الإسرائيلية قد نقلت عن فريدمان قوله الشهر الماضي إنه يحث وزارة الخارجية الأميركية على التوقف عن استخدام كلمة "محتلة" لوصف الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والتي يطالب بها الفلسطينيون.
ووفقا للصحيفة، "لقد كانت عملية السلام في الشرق الأوسط في حالة مرضية قبل تولي ترامب منصبه، وفيما لا يمكن إلقاء اللوم بأكمله على قيادته وقيادة صهره (كوشنر)، لكنهما بحاجة إلى أن يفهما أن حل الدولتين المعقد في الوقت الراهن يعتبر الأمل الواقعي الوحيد لحل الصراع".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها مشيرة إلى أنه إذا أراد الرئيس الأميركي اجتياز كل العراقيل نحو حل عادل ودائم، فعليه أن يتوقف عن الانسياق وراء آراء الجمهور المحلي، وأن يتمرس على جلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات صعبة لحل القضايا الشائكة.