افراسيانت - نشرت صحيفة "غيوبوليتيكا" مقالا للأستاذ الجامعي المساعد من الجبل الأسود غوران لومبار عن المختبرات الأمريكية السرية في أوكرانيا، التي يجري فيها العمل على قدم وساق.
جاء في المقال:
في أوكرانيا، بينما يجري العمل على قدم وساق في المختبرات العسكرية–الأمريكية، بترخيص من السلطات الأوكرانية ووزارة الصحة الأوكرانية أيضا، تتفشى الأوبئة المعدية الواحد تلو الآخر. ويكفي هنا التذكير بجائحة الإنفلونزا الكاسحة، التي جاءت إلى روسيا من أوكرانيا في يناير/كانون الثاني عام 2016، ثم اجتياح وباء "طاعون الخنازير الأفريقي" جنوب روسيا، والذي قضى عمليا على مزارع الخنازير عن بكرة أبيها.
وقد اتضح أن أوكرانيا المجاورة هي مصدر هذه الأوبئة، كما كشفت عن ذلك وسائل أعلام غربية، تتهم البنتاغون بالعمل على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة البيولوجية في مختبرات عسكرية–سرية تعمل على الأراضي الأوكرانية، وأشار إلى ذلك موقع "Info Wars" الأمريكي الإخباري في وقت سابق عام 2015.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المختبرات العسكرية الأمريكية قد أنشئت في أوكرانيا، وفقا لاتفاق ثنائي عقد في عام 2012 بين وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الصحة الأوكرانية. واليوم يوجد منها، على أقل تقدير، أكثر من 13 مختبرا عسكريا سريا–بيولوجيا فاعلا، موزعة على المدن الأوكرانية، وتخضع مباشرة لوزارة الدفاع الأمريكية، كما ذكرت "The International Mass Media Agency"، التي أكدت أيضا أن العمل في هذه المختبرات يقتصر فقط على المختصين الأمريكيين، الذين يتلقون رواتبهم من وزارة الدفاع الأمريكية، التي تتعهد بنفقاتهم كاملة، بينما أخذت السلطات الأوكرانية على عاتقها الالتزام بعدم التدخل في شؤون هذه المختبرات.
وقد أصبح معلوما أن المختبرات العسكرية–البيولوجية على الأراضي الأوكرانية، تعمل بشكل رئيس في دراسة وإنتاج نواقل الأمراض المعدية مثل الجدري، قرحة سيبيريا والتسمم الوشيقي.
غير أن وجود شبكة المختبرات العسكرية الأمريكية في أوروبا الشرقية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، الذي يتجسد في مضمون معاهدة جنيف عام 1972، والتي تمنع استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والتي صدَّق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 1973.
ومن الجدير بالملاحظة أن وسائل الإعلام الأوكرانية، قد بدأت تتحدث كثيرا عن تفشي الأوبئة المعدية في بلدها بدءا من عام 2010، وهو العام الذي شكل البداية الزمنية لفتح المختبرات العسكرية–البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.
كما أن وسائل الإعلام الغربية لم تتوانَ في هذا المجال، وأعربت عن قلقها إزاء أوبئة الأمراض المعدية في أوكرانيا، وأشار بعض منها هذا الصيف إلى أن مصدر هذه العدوى - هو المختبرات البيولوجية الأمريكية.
إلى ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا النوع من الأسلحة قد يقع في أيدي الإرهابيين، بسبب تدني مستوى الإجراءات الأمنية في أوكرانيا، التي يوجد على أراضيها نزاع داخلي مجمد.
وكما أظهرت الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا، فإن "الجهاديين" يسعون لإيجاد وسائل جديدة قادرة على قتل أعداد كبيرة من الناس في الأماكن المكتظة.
والأسلحة الكيميائية والبيولوجية تمثل خطرا بالغا على العالم كله بسبب تأثيراتها المعدية، وقدرتها على الانتشار في مساحات جغرافية واسعة، غير عابئة بحدود دول أو قارات.