افراسيانت - لفتت مجلة "فورين بوليسي" أنه بعد مرور سنة على الانقلاب الفاشل ، إلى أن وجه الجيش التركي تغير جذريا، وتبينت ملامح "جيش أردوغان الشخصي" الذي سبق له أن تولى تدريب "معارضين" في سوريا.
وذكرت "فورين بوليسي" في هذا الخصوص أن الجيش التركي بعد عمليات التطهير في صفوفه لم يعد كما كان عليه قبل عام، معتبرة أن تركيا فقدت "أبرز وأفضل جنرالاتها". كما ذكّرت المجلة بإقالة قرابة 400 مبعوث تركي إلى الناتو للاشتباه بتورطهم في الانقلاب الفاشل، فيما تشير التقييمات أن عدد الجنرالات تراجع في الفترة بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول عام 2016 بنسبة 38% مع تراجع عدد الضباط بـ8%، علما بأن عدد أفراد الجيش التركي يبلغ 350 ألف عسكري.
وأشارت المجلة أيضا إلى مصير مئات الضباط الأتراك الملحقين بمراكز الناتو في أوروبا والولايات المتحدة، الذين رفضوا الخضوع لأوامر القيادة والعودة إلى وطنهم، خشية من الوقوع في السجون التركية.
وعلى هذا الخلفية، تناولت المجلة موضوع "الحراس الشخصيين" للرئيس أردوغان، ولفتت في هذا الخصوص إلى تقارير إعلامية ظهرت ليلة الانقلاب عن وجود عناصر من "مجموعة أمنية خاصة" في شوارع اسطنبول وعن دورها في التصدي للانقلابيين على جسر البوسفور.
وأظهرت فيديوهات التقطت قبيل الفجر رجالا أقوياء البنية بقمصان " T-shirt " وسترات واقية من الرصاص، حاملين بنادق شبه أوتوماتيكية، وهم يطلقون النار في الهواء أو يحتشدون قرب أنصار أردوغان المحتفلين بالانتصار أو يعتدون على الانقلابيين المنطرحين على الأرض بالركلات.
وذكر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن هؤلاء عناصر من "SADAT" التي تصف نفسها بأنها "الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي تقدم الخدمات الاستشارية وخدمات التدريب العسكري على المستوى الدولي".
وكشفت المجلة أن هذه الشركة تأسست في عام 2012 من قبل عدنان تانريفيردى، وهو جنرال متقاعد تمت إقالته من الجيش بسبب نزعاته الإسلاموية المكشوفة. ونقلت "فورين بوليسي" عن الموقع الإلكتروني لشركة "SADAT " أن مهمة الشركة تكمن في "التعاون الدفاعي والتعاون في مجال الصناعة العسكرية بين الدول الإسلامية، لمساعدة العالم الإسلامي".
وأضافت المجلة أن عمليات "SADAT " داخل سوريا قد لفتت انتباه بعض البرلمانيين الأتراك منذ فترة. وفي سبتمبر/أيلول عام 2012، قدمت مجموعة من النواب البرلمانيين العلمانيين قائمة من الأسئلة حول أنشطة الشركة لتدريب وتزويد عناصر من المعارضة السورية داخل الأراضي السورية والتركية على حد سواء. وذكرت المجلة أن الحكومة آنذاك نفت الاتهامات، وتم شطب الأسئلة المطروحة من قبل النواب من محاضر البرلمان.
وبعد مرور فترة وجيزة على الانقلاب الفاشل، تم تعيين تانريفيردى في منصب مستشار كبير لأردوغان، فيما بدأ صحفيون معارضون يتساءلون عما إذا كان الرئيس يعمل على إنشاء جيش خاص به.
وقالت المجلة إن هناك مجموعات مختلفة تعزز قدراتها داخل الجيش التركي في أعقاب عمليات التطهير، لكن ما يجمع أتباعها هي قاعدة مشتركة معادية لأمريكا. وأشارت "فورين بوليسي" في هذا الخصوص إلى مجموعة "الأوراسيون" التي تركز على التعاون مع روسيا والفضاء الأوراسي الذي تتحدث عنه موسكو، ومجموعة عسكرية أخرى تابعة لـ دوجو برينجيك، زعيم الحزب الوطني اليساري المتشدد الذي أيضا يدعو للتقارب العسكري مع روسيا بدلا من الناتو. واعتبر المجلة أن عناصر " SADAT " و"الأخوة" - أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، معجبون بخطاب أردوغان المعادي للغرب ضمن رؤيتهم لـ "تقديم المساعدة للعالم الإسلامي".
واعتبرت "فورين بوليسي" أن الوضع الحالي داخل الجيش التركي يترك مجالا لانقسامات مستقبلية محتملة بين مختلف الجماعات، لكنها شددت على أن "العضو المسلم الوحيد (تركيا) في حلف الناتو بات يتهرب من التعامل مع الغرب لكي يوسع تأثيره في الشرق. وبعد مرور سنة على الانقلاب الفاشل الذي غير تاريخ تركيا المعاصر، بات النظام القديم الذي تشكل بعد الحرب، على المحك".
المصدر: فورين بوليسي