افراسيانت - اعلان “الجزيرة” عن حديث مع الشيخ حمد بن جاسم يتناول فيه الازمة القطرية السعودية الإماراتية ثم التراجع عن بثه يثير الكثير من علامات الاستفهام.. تكهنات بتدخل كويتي سعيا للتهدئة.. ورغبة بتوجيه عدة رسائل للخصوم.. فما هي؟
اصابت “الحيرة” الكثير من متابعي قناة “الجزيرة” القطرية ليلة امس وصباح اليوم، مثلما حدث اثناء قطع مذيعة المحطة خديجة بن قنة البث المعتاد لنقل خطاب الأمير تميم بن حمد آل ثاني ليلة الثلاثاء الماضي للحديث عن الازمة القطرية مع السعودية والامارات والبحرين ليتبين لاحقا ان الأمير قطع خطابه بعد دقائق بناء على اتصال هاتفي من امير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر، الذي تمنى عليه اللجوء الى التهدئة وعدم التصعيد لاعطاء فرصة لوساطته.
القصة بدأت عندما غرد الإعلامي القطري عبد الله العذبة المري، رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية، والمقرب من الأمير تميم ووالده الشيخ حمد بن خليفة، على حسابه على “التويتر” قائلا “اضبطوا التلفاز على قناة “الجزيرة” بعد الساعة 12″ في اشارة الى بث لقاء مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، واكد هذا الخبر الإعلامي جمال ريان الذي كشف في تغريده له ان الشيخ بن جاسم سيتحدث عن الازمة الخليجية، و”سيكاشف الاشقاء الخليجيين”.
الحديث لم يبث حتى هذه اللحظة، وترددت انباء غير مؤكدة انه جرى تسجيل 17 دقيقة منه ثم جرى إيقافه لاسباب ما زالت مجهولة، ولم يتم تحديد أي موعد جديد للبث.
الشيخ حمد بن جاسم يعتبر من الشخصيات القطرية البارزة، وتحظى مقابلاته وتصريحاته باهتمام خاص، خليجي وعربي، لان الرجل يعتبر مدفعية قطر “الثقيلة”، وعودته الى الساحة السياسية، بعد انقطاع طويل، يعني انه كان ينوي الاقدام على خطوات تصعيدية في الازمة.
مصدر خليجي قال لـ”راي اليوم” ان ظهور الشيخ بن جاسم على شاشة “الجزيرة” يعني عدة أمور وتوجيه عدة رسائل:
• الأولى: ظهور الاسرة القطرية الحاكمة بانها متماسكة، وملتفة حول نظام الحكم، والأمير تميم تحديدا، وان كل ما يشاع عن صراع الاجنحة مبالغ فيه وغير دقيق.
• الثانية: ان قطر قررت استخدام كل أسلحتها السياسية والإعلامية والمالية في مواجهة خصومها في المربع السعودي الاماراتي البحريني المصري، بما في ذلك الحرس القديم الذي يقوده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد، وجهازه القوي المعروف بعدائه للمملكة العربية السعودية وحلفائها.
• الثالثة: دخول قناة “الجزيرة” الى حلبة الصراع بقوة، والخروج عن الخط الحذر الهاديء الذي اتبعته منذ بداية الازمة، ولوحظ ان بعض نجومها الذين احتلوا شاشاتها اثناء بداية الازمة السورية قبل ست سنوات وقبلها وبتقاريرهم القوية، قد بدأوا يعودون بقوة، مثل السوداني فوزي بشري، الذي قدم برنامجا قبل يومين على شاتها تحت عنوان “التفحيط السياسي السعودي”، وتضمن انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية ودورها في الازمة الحالية.
وتكهنت مصادر إعلامية في الدوحة اتصلت بها “راي اليوم” بأن التصريح الذي ادلى به الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الذي قال فيه “ان قطر باتت مستعدة لتفهم هواجس اشقائها في الخليج”، وتأكيده في الوقت نفسه على استمرار الوساطة الكويتية، هذا التصريح ربما دفع بالسلطات القطرية الى التخلي عن فكرة ظهور الشيخ بن جاسم على قناة “الجزيرة” والجنوح الى التهدئة.
وكان الشيخ بن جاسم ظهر مرتين في اقل من عامين على وسائل الاعلام، الأولى عندما اعطى مقابلة للصحافية رولى خلف، نائية رئيسة “الفايننشال تايمز″ وكشف فيها ان قطر اختيرت لكي تكون في مقعد القيادة في الازمة السورية، ثم ازيحت الى المقاعد الخلفية لافساح المجال لدولة أخرى لم يسمها ويعتقد انها السعودية، اما المرة الثانية فكانت مقابلة مع الزميلة رشا قنديل على شاشة قناة “بي بي سي” العربية وبرنامجها “بلا قيود”.
ويذكر ان الشيخ بن جاسم ابعد من جميع مناصبه في الدولة وانسحب من السلطة في حزيران (يونيو) عام 2013 مع حليفه وصديقه امير قطر السابق عندما تنازل الأخير عن السلطة لابنه تميم، وتفرغ بعدها لاعماله التجارية الخاصة، وبات يقضي معظم اوقاته في شقة فاخرة في لندن تقدر قيمتها بحوالي 200 مليون جنيه إسترليني تطل على حديقة الهايدبارك، وهناك من يقدر ثروته بأكثر من عشرين مليار دولار.