افراسيانت - "القدس" دوت كوم - بعد اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس بنظيره الأميريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، فإن أمام الأخير ثلاث سيناريوهات.
الصحافي في وكالة الأنباء الأمريكية محمد دراغمة تحدّث عن هذه السيناريوهات، بناءً على تحاليل معمّقة، ومقابلات مع مسؤولين وخبراء فلسطينيين، وغربيين.
الخيار الأوّل
أن يقوم ترامب بدعوة الجانبين؛ الفلسطيني والإسرائيلي للعودة للمفاوضات المباشرة في إطار إقليمي تشارك فيه مصر والأردن والسعودية، وربما عدد آخر من الدول العربية. وهو خيار مقلق للجانب الفلسطينيّ لأنّه يقود لإقامة علاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى، تحت غطاء المفاوضات الإقليمية، دون أن تدفع إسرائيل الثمن المطلوب منها، والمتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
والرئيس عباس هُنا يردد دائمًا أنّ إعطاء الفلسطينيين دولة سيؤدي لفتح أبواب 50 دولة عربية وإسلامية أمام إسرائيل، لكنّه يحذّر دائمًا من أنّ تطبيق مبادرة السلام العربية يجب أن يبدأ من الألف إلى الياء وليس العكس؛ أي أن يبدأ من إقامة الدولة وليس من إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية.
الخيار الثاني
اقتراح صفقة سياسيّة على الفلسطينيين والإسرائيليين، تقوم على حسابات ترامب، وهي حسابات أقرب إلى "البزنس" منها إلى حسابات التاريخ وعدالته.
وبحسب دراغمة فإنّ الخيار الثاني مقلق للفلسطينيين أيضًا، لأنّ الصفقة المقترحة لا يمكن أن تكون إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 67، لأن ذلك ما يرفضه نتنياهو وشركاؤه في الحكم بقوة، وإنما على حدود أقل من ذلك بكثير، وربما لن تزيد عن 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية.
الخيار الثالث
أن ينفض ترامب يده من الموضوع، ويتركه عائمًا، كما فعل سلفه أوباما في نهاية ولايته.
ويمضي دراغمة بالقول إنّ ترامب استقبل الرئيس عباس استقبال رؤساء الدول، واعتبره شريكًا في العملية السياسية، وأبدى استعداده لبناء علاقة شراكة سياسيّة معه. لكن، عندما سيحين موعد تقديم المبادرة السياسية، فإنه سينظر إلى المعادلة من الزاوية التالية:
- إسرائيل شريك استراتيجي لأمريكا، والعلاقات بين الشركاء تقوم على التفاهم بينهما على المستقبل، وليس على فرض المواقف بالقوة.
- فريق ترامب السياسي أقرب للموقف الإسرائيلي، وبعضهم عاش في مستوطنات، أو ساهم في تمويلها، لذلك فإن توصياتهم المقدّمة للرئيس ستكون أقرب للموقف الإسرائيلي.
- المرجّح أن ترامب الذي التقى نتنياهو، وسيلتقيه هذا الشهر، سيتبنى موقفًا أقرب لحليفه الذي سيبيّن له أنه لا يمكنه وقف الاسيتطان لاعتبارات عديدة، منها انهيار ائتلافه الحكومي، وموقف حزبه وغيرها.
- نتنياهو بدأ اتباع تكتيك يقوم على إضافة مواضيع تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائي، مثل التحريض ورواتب الأسرى والمناهج الدراسية بهدف مقايضتها بالاستيطان، وبالتالي فإنّ نتنياهو سيقول لترامب: عباس لا يستطيع وقف رواتب الأسرى والجرحى والشهداء، وأنا لا أستطيع وقف الاستيطان.
- المقلق بالنسبة للفلسطينيين هو أن قبولهم أيًا من الخطط الامريكية القادمة سيكون صعبًا، ورفضها سيكون صعبًا أيضًا.
- وقبولها يعني قبول أقل من دولة، وأقل من حدود العام 67، وربما تكون دولة ذات حدود مؤقتة على 60 في المئة من مساحة الضفة، وهو ما رفضوه سابقًا. ورفضها يعني المخاطرة بالتعرّض لعقوبات أمريكية مثل قطع العلاقات وقطع المساعدات والتهديد بخلق قيادة بديلة.
ويختم دراغمة بالقول إنّ السيناريو الأقل سوءًا للفلسطينيين هو عدم التدخل الأمريكي، وبقاء الوضع على ما هو عليه، رغم ما ينطوي عليه ذلك من استمرار للاستيطان.