افراسيانت - حددت مجلة "تايم" 5 أسباب جعلت الاتحاد الأوروبي يتحول إلى هدف لهجمات داعش. وذكرت أن كل الظروف اختمرت وتوفرت الشروط والمقدمات لكي يكرر الإرهابيون هجماتهم ضد أوروبا مرات ومرات.
فالانقسام السياسي في الاتحاد الأوروبي وأزمة اللاجئين توفران للمتطرفين "فرصة رائعة" للتخويف والترويع.
وقالت " تايم" إن تفجيرات بروكسل أثبتت أن الاتحاد الأوروبي تحول إلى الهدف الرئيسي لداعش، وخلف ذلك تقف عدة أسباب.
أولا، جرى توفير التربة الملائمة لتنفيذ الهجمات الإرهابية. وبدأ ذلك في ربيع 2014 عندما نفذ مواطن فرنسي إطلاق نيران في المتحف اليهودي في بلجيكا، وتبين أن له ارتباطات مع داعش وتلا ذلك هجوم تعرضت له هيئة تحرير مجلة Charlie Hebdo وهجمات باريس الإرهابية في خريف العام الماضي.
بشكل إجمالي نفذت داعش حوالي 75 هجمة إرهابية في 20 دولة، من دون حساب سوريا والعراق. وتبين أنه كلما قويت عمليات طرد داعش من الشرق الأوسط، أزداد احتمال تنفيذها لعمليات في بقاع أخرى من العالم.
ثانيا، لقد تحولت أوروبا منذ فترة إلى ما يشبه القاعدة لتجنيد المسلحين في صفوف داعش. ويجب القول أن الإرهابيين يعرفون جيدا الأماكن التي يهاجمونها في أوروبا. في 2012-2014 سافر أكثر من 400 شخص من بلجيكا للقتال في سوريا والعراق إلى جانب داعش. ومن فرنسا بلغ هذا الرقم 1200 شخص.
أما السبب الثالث فهو تيار اللاجئين الذي لم ينقطع . ومن المعروف أن داعش تستغل أزمة اللاجئين في أوروبا كوسيلة لتجنيد العملاء. في 2015 وصل إلى أوروبا أكثر من مليون لاجئ. وبلغ الرقم منذ بداية العام الجاري 135 ألف شخص. وأزمة اللاجئين تعطي المتطرفين فرصة رائعة لتأجيج الانقسام بين الشرق المسلم والغرب – على سبيل المثال تصريحات بعض الدول الأوروبية بأنها ستستقبل فقط اللاجئين المسيحيين.
رابعا، تستغل داعش الانقسام السائد في الاتحاد الأوروبي، وكمثال يمكن ذكر الصعوبات التي واجهت إقرار اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي حصلت على تنازلات كبيرة من الاوروبيين، الذين وبعد تفجيرات بروكسل، أخذوا ينظرون بتشاؤم أكبر إلى موضوع دخول ملايين الأتراك بدون تأشيرات إلى بلادهم.
وازداد الحديث في أوروبا عن العودة إلى الحدود الداخلية بين الدول الاوروبية، وهو ما قد يدق المسمار الاخير في نعش منطقة شنغين.
خامسا وأخيرا، مع اقترب موعد الاستفتاء العام في بريطانيا (حول البقاء في الاتحاد الاوروبي) في صيف هذه السنة، يزداد ضعف أوروبا. والاتحاد الأوروبي سيتزعزع وقد ينهار إذا خرجت بريطانيا منه. ويزداد عدد الذين يرغبون في تنظيم مثل هذا الاستفتاء، في فرنسا وألمانيا واسبانيا والسويد.