افراسيانت - يبدو أن الحديث عن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لم يعد مطروحا، بعد هذه السنوات الطويلة من القطيعة، وانقسام الوطن، وكل الجهود والمحاولات لطي هذه الصفحة المريرة، لم تحقق شيئا ، ولم توقف الادعاءات والاتهامات المتبادلة.
ويبدو أيضا من خلال سير الأحداث واتخاذ المواقف والممارسات أن الجانبين غير مقتنعين بامكانية انجاز المصالحة، وبالتالي، كل منهما سينطوي على نفسه الى "أن يفرجها جل جلاله"، فالمصالحة باتت مرتبطة بشكل كبير بالتطورات في المنطقة، وتحولت الى ورقة متنازع عليها بين التحالفات والاصطفافات المتغيرة، وهذا يعني أيضا أن قضية الشعب الفلسطيني غائبة عن أذهان الجميع في الداحل والاقليم، الا بقدر ما يمكن من استمرار الهدوء وعدم انفجار أعمال العنف، حتى لا يخف انشغال قوى التأثير عن تطورات الأحداث في المنطقة.
حركة حماس من جانبها، بشكل أو بآخر، غير معنية، بل غير قادرة على الخروج من تحت عباءة الاخوان، أو طرح استثنائية الموقف اتجاه قضية يجب أن تكون بعيدة عن الصراع الدامي في المنطقة، ورد الأيدي التي تحاول اتخاذ هذه القضية ورقة لتحقيق المصالح وتثبيت المواقع ، وحماس، ترى أن ما يمكن أن تنجلي عنه الأوضاع في منطقة المفاجآت قد تحقق لها منافع تخدم تطلعاتها على الصعيد الداخلي، وبشأن المشهد السياسي الفلسطيني، لذلك، وبفعل هذه الظروف والارتباطات، هناك العديد من الذرائع التي يمكن أن تواصل اطلاقها للابقاء على الانقسام، وعدم الاقتراب من تحقيق المصالحة، وهي بطبيعة الحال ستبقى على مسافة بعيدة من ذلك، ولن تتقدم بوصة واحدة، ما دام انجاز المصالحة قد يفقدها السيطرة على قطاع غزة، وهي التي ترنو لمد هذه السيطرة باتجاه الضفة الغربية.
وحركة فتح من جانبها، تدرك أن حماس تريد الكثير، تعجيزا ورغبة، من وراء المصالحة، وبالتالي، لا تقدم في جهود المصالحة، وكيف سيكون هناك تقدم، ما دامت حماس ترفض تواجدا للسلطة في قطاع غزة، كذلك، فان فتح ، هي الاخرى تأمل ، وفي الوقت ذاته تخشى ما قد يترتب على أحداث المنطقة، وبالتالي، قد تكون متجهة الى دائرة الانتظار، خاصة، أنها ترفض الانتقاص من حقوقها في ادارة شؤون القطاع.
ويبقى القول، اذا، هل سيبقى الشعب الفلسطيني، أيضا داخل دائرة الانتظار؟! قد يطول الأمر، ويتعمق الانقسام، وما أخطر توجهات التحالف الذي "تتحزم" به حركة حماس، انهم الاتراك والقطريون، وجماعة الأخوان..!!