اتهامات للوكالة الدولية للطاقة الذرية بازدواجية المعايير

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


هل اصبح يقينا عدم الثقة بالمنظمات الدولية " الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثالا "


افراسيانت - في احدث تصريح دولي حول الوكالة الذرية للطاقة النووية قالت كوريا الشمالية ، إن دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لخطة اليابان لتصريف المياه من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المدمرة "غير عادل"، وأظهر "ازدواجية المعايير بشدة".


وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وافقت على خطة اليابان لصرف مياه في المحيط بعد معالجتها من الإشعاع من محطة فوكوشيما التي دمرها تسونامي.


وقالت الوكالة إن خطط اليابان تتماشى مع معايير السلامة العالمية، وإنه سيكون لها "تأثير إشعاعي ضئيل في الناس والبيئة".


 وكانت نقابات الصيد اليابانية قد عارضت الخطة، قائلة إنها ستعصف بمسعى إصلاح السمعة بعد أن حظرت بعض الدول منتجات غذائية يابانية بعد كارثة 2011.


وتقول اليابان إن المياه جرت تنقيتها وأزيلت منها معظم العناصر المشعة، باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء. وستُخفَّف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات التريتيوم المعتمدة دوليا قبل صرفها في المحيط الهادي.


وقالت الصين إن مقارنة اليابان بين مستويات التريتيوم في المياه المعالجة ومياه الصرف "مربكة تماماً للمفاهيم وتضلل الرأي العام".


وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: "إذا أصر الجانب الياباني على السير بطريقته الخاصة، يتعين عليه تحمّل كل العواقب".


ازدواجية المعايير

 
يقول عدنان منصور وزير الخارجية اللبنانية الأسبق , منذ أن بدأت إيران السير في برنامج نووي سلمي، كانت عيون الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وبالذات إسرائيل، تلاحق وتتابع البرنامج النووي الإيراني بحرص وقلق شديدين. هذا الحرص والقلق كانا غائبين عن الساحة حين كانت الدول الغربية تقدم من دون حدود، كل ما يحقق رغبة إسرائيل وطموحها في إنشاء مفاعل نووي، من خلال المساعدات والتقديمات العلمية والتكنولوجية التي حصلت عليها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لتصبح في ما بعد دولة نووية، تمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل. وهذا كله تحقق بفضل الدول الغربية، التي آثرت الصمت، وغض النظر وما زالت، عن الترسانة النووية الإسرائيلية، لتصبح إسرائيل في ما بعد، الدولة السادسة في العالم التي تحوز هذا السلاح، والأولى في منطقة الشرق الأوسط. في ظل غياب التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ترفضه إسرائيل بالمطلق، وغموضها حول ترسانتها النووية.


تعاطي الغرب مع الملف النووي الإيراني يختلف كليا عن تعاطيه مع إسرائيل، ما أفقده الموضوعية، والصدقية والنزاهة. 


أي سلام وأمن تريده الولايات المتحدة والغرب معها لمنطقة الشرق الأوسط؟ وهل من زعيم في الغرب مهما علا شأنه، يجرؤ على المطالبة بإخضاع البرنامج النووي لإسرائيل، للتفتيش من قبل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتحقق من أهداف البرنامج، والمستوى الذي وصل إليه؟ وهل يجرؤ على اتهامها، أو يطالب بفرض العقوبات عليها لتمنعها من إخضاع مفاعلها النووي لرقابة الوكالة الدولية، مثل ما يفعله مع إيران؟ إنه الغرب المنحاز دائما، وفاقد الصدقية، الذي لا يكيل الا بمكيالين، ولا يرى إلا بعين واحدة، هكذا هو، وهكذا سيبقى.


في السياق , ألمح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أن طهران قد ترفض أي طلب من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لزيارة المواقع النووية الإيرانية.


كما ندد عراقجي بما وصفها بـ"النوايا الخبيثة" لغروسي، في ظل تكرار الأخير طلب تفقد المواقع النووية التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية والأميركية.


وكتب عراقجي -في منشور على منصة إكس- "إصرار غروسي على زيارة المواقع التي قُصفت بذريعة أنها في إطار اتفاق الضمانات لا معنى له، بل وربما ينطوي على خبث نية".


وأضاف "تحتفظ إيران بحقها في اتخاذ أي خطوات دفاعا عن مصالحها وشعبها وسيادتها".


وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -في بيان لها في وقت سابق- أن غروسي "أكد ضرورة استمرار مفتشي الوكالة في أنشطة التفتيش في إيران وفقا لاتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة".


وكان البرلمان الإيراني قد وافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة، وهي خطوة جاءت في أعقاب الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي قالت إنها أرادت منع طهران من تطوير سلاح نووي مما استتبع قصف القوات الأميركية 3 مواقع نووية إيرانية.


ووجهت السلطات الإيرانية منذ بداية الحرب انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعدم إدانتها الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المواقع النووية الإيرانية.


كما نددت الخارجية الإيرانية بتبني الوكالة التابعة للأمم المتحدة في 12 يونيو/حزيران الجاري قرارا يتهم إيران بعدم احترام التزاماتها النووية، وهو ما اعتبرت طهران أنه شكّل "ذريعة" للولايات المتحدة وإسرائيل لشن هجمات ضدها.


غروسي: لا نعرف أين اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب


يدوره : قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه بعد ضربات واشنطن على المنشآت النووية الإيرانية "يمكن أن يكون جزء من اليورانيوم المخصب دمر لكن قد يكون تم نقل جزء منه". 


وفي تصريحات لقناة "سي بي إس" نيوز، أشار غروسي إلى أنه "بعد مرور ما يقرب من أسبوع على الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، لا توجد أي معلومات عن موقع حوالي 900 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب الذي تزعم إيران أنه أزيل قبل الهجوم".


وأضاف "لا نعرف أين يمكن أن يكون اليورانيوم الإيراني المخصب الآن".


وذكر أن إيران "كان لديها برنامج نووي واسع وطموح وقد يكون جزء منه لا يزال قائما"، لافتا بأن إيران دولة متقدمة في التكنولوجيا النووية ولا يمكن محو هذا بعمليات عسكرية أو بدونها".


وأكد أنه "لن يحل ملف إيران النووي بشكل نهائي بالعمل العسكري وسيكون علينا التوصل إلى اتفاق".


في السياق يقول الأمير تركي الفيصل: في عالم يسوده العدل كنا شهدنا قصفا أمريكيا على ديمونا الإسرائيلي بدلا من إيران.


قال رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل "لو كنا في عالم يسوده العدل لرأينا قنابل قاذفات "بي-2" الأمريكية تمطر ديمونا النووي الإسرائيلي ومواقع أخرى بدلا من إيران".


وأضاف رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق في مقال نشره على موقع "ذا ناشيونال" الإماراتي , أن "إسرائيل في نهاية المطاف، تمتلك قنابل نووية، خلافا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".


وتابع قائلا: "علاوة على ذلك، لم تنضم إسرائيل إلى تلك المعاهدة وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم يقم أحد بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية".


وأفاد الأمير تركي الفيصل بأن "من يبررون الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء عام 1996، الداعية إلى تدمير الحكومة الإيرانية"، موضحا أن تهديدات إيران جلبت لهم الدمار".


وذكر رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق أن "من المتوقع أن يُبدي الغرب دعما منافقا لهجوم إسرائيل على إيران.. ففي نهاية المطاف لا يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمرا، وإن كانت بعض الدول قد تراجع دعمها مؤخرا".


وأشار إلى أن معاقبة الغرب لروسيا على عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا يتناقض تناقضا صارخا مع ما يسمح به لإسرائيل.


وشدد على أن النظام الدولي القائم على القواعد والذي طالما روج له الغرب وأعلنه، في حالة من الفوضى.


وأضاف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: "نحن في العالم العربي لسنا بمنأى عن هذا، فموقفنا المبدئي من هذه الصراعات مثال ساطع على ما يجب على الدول والقادة والأمم فعله".


وأفاد بأن "ما يثير الاستياء في قادة الغرب هو استمرارهم في ترديد مقولات مبتذلة حول معتقداتهم المزعومة، ولحسن الحظ وخاصة فيما يتعلق بنضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي، رفض عدد كبير من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة ويواصل الناس من جميع الأديان والألوان والأعمار إظهار دعمهم لاستقلال فلسطين ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم، وهذا تطور محمود".


ويقول المسؤول السعودي الأسبق: "أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الضوء الأخضر لجيش بلاده لقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، وبعد أن فعل ذلك صدّق إغراءات نتنياهو وتزييفه للنجاحات في هجومه غير القانوني المستمر على إيران".


وفي مقاله، أشار تركي الفيصل إلى أنه عندما غزت واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، العراق وأفغانستان قبل أكثر من عقدين، عارض ترامب تلك الهجمات، مذكرا أن الهجمات الأمريكية على هذين البلدين كانت لها عواقب غير مرغوب فيها، والهجوم على إيران سيكون له عواقب غير مرغوب فيها أيضا.


ولفت إلى أنه لا يزال من الممكن العودة إلى الدبلوماسية، مضيفا: "على عكس غيره من القادة الغربيين، ينبغي على السيد ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة وعليه أن يستمع إلى أصدقائه في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي فهم على عكس نتنياهو يسعون إلى السلام مثل ترامب وليسوا دعاة حرب".


واستطرد قائلا: "مع ذلك، لا أستطيع فعل شيء حيال ازدواجية المعايير، والإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو، والصراعات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، ووعد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط في ظل حربه مع إيران، وتهنئته لإيران على توقيع وقف إطلاق النار، أو إطرائه المفرط لنتنياهو".


واختتم رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق مقاله قائلا: "ما سأفعله هو أن أحذو حذو والدي الراحل الملك فيصل عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بوعود سلفه فرانكلين دي روزفلت وساهم في نشأة إسرائيل.. امتنع والدي عن زيارة الولايات المتحدة حتى غادر ترومان منصبه.. وسأمتنع أنا عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر ترامب منصبه". 

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology