افراسيانت - بقلم: حمدي فراج - خرج رئيس بلدية بيت لحم في رسالة الميلاد هذا العام عن مألوف بقية الرؤساء السابقين لهذه البلدية منذ الياس فريج مرورا بحنا ناصر وفيكتور بطارسة و فيرا بابون ، إذ خلت رسالته من اي لفظة "سلام" ، وهي كما نعرف لفظة أساس في تعاليم سيد السلام عليه السلام المسيح بن مريم قبل 2018 سنة "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة" . ومن غير المعروف ما إذا التقطت وسائل الاعلام العالمية وصناع القرار السياسي في العالم هذا الاغفال المقصود لإسقاط هذه اللفظة التي لطالما تضاعف وتزايد تكرارها خلال الثلاثين سنة الماضية ، ودبجت بيانات وأُلفت كتب ، ونُظّمت قصائد ، وصنعت افلام ، ولعبت مسرحيات ، و لُحّنت اغاني، حتى انه في عام 2005شكل فريق كرة مشترك بين اسرائيل وفلسطين ولعب قبالة نادي برشلونة الشهير .
حكام دولة اسرائيل بدورهم وأجهزتها الامنية والعسكرية القائمة افتراضيا على المعطيات الثقافية والفكرية والمفاهيمية ، أشك انهم التقطوا رسالة الميلاد التي اسقطت "السلام" ، ومعها السلطة الفلسطينية ، على أساس ان السلام المنشود هو بين هذين الكيانين الحديثين ، لكي يعم وينتشر بين الشعبين القديمين .
رسالة الميلاد هذا العام حملت عنوان "وجود وبقاء" لا أكثر ، بدون سلام وبدون مسرة وبدون فرح ، مستعرضا – الرئيس انطون سلمان – منح القدس كلها عاصمة لاسرائيل وهي الشقيقة التوأم الملاصقة لبيت لحم ، مشروع بناء مستوطنة جديدة في خلة النحلة جنوبي المحافظة ، توسيع شارع 60 الاستيطاني و بناء فنادق في منطقة الطنطور شمال بيت لحم ، مفندا ما قاله نتنياهو مؤخرا من انه "صديق المسيحيين" : "إننا في فلسطين شعب واحد دون المسميات والهدف مشترك في كَنْس احتلالكم" .
"وجود وبقاء" يضيف سلمان : "للتأكيد إننا متجذرون في وطننا مهما كان بطش المحتل ، ومستمرون في النضال والكفاح نحو تحقيق اهدافنا الوطنية" .
لم يكن "السلام" قاب قوسين او مئة قوس كي نتحسر على فقدانه والظفر به ، وقد داخلت الرئيس عباس عشية انتخابه قبل 13 سنة في حملته الانتخابية في قاعة نيسان الرحبة بحضور النخبة السياسية اياها ، مات من مات ، ومن بقي حيا اطال الله في عمره ، من انك تقف فوق ارض السيد المسيح رسول السلام منذ الفي عام دون ان يحققه ، فكيف ستحققه في خمس سنوات او عشرة او عشرين . أنا لاجىء مات جدي وابي وهما يحلمان بالعودة ، وسأموت دون هذه العودة ، ولكن ارجوك يا سيدي ان لا تقوض حقي بالتوقيع على اسقاط هذا الحق الشخصي . لم يكن ترامب قد اختزل عددنا من خمسة ملايين الى اربعين ألفا فقط .
كانت ستبدو رسالة الميلاد التي أطلقها رئيس البلدية المناضل انطون سلمان ، بعد أن استعرض ممارسات الاحتلال ومنغصاته ، بلهاء وهو يختمها بالسلام الابله ، وعندما أسقطها ، شعرت أنا شخصيا بالسلام ، منضما بذلك الى شقيق عهد التميمي الاصغر محتجا لدى والده أن اسمه "سلام ".