افراسيانت - قال خبراء ومراقبون، ان التوجهات الاسرائيلية الامريكية لتصفية وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قد تندرج في اطار خطة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي التي يروج لها الرئيس الامريكي ترامب، من خلال التخلص من قضايا الحل النهائي العالقة، تمهيدا لفرض مشروع التسوية على الفلسطينيين.
ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى شطب "الاونروا" وانهائها، وذلك بالتزامن مع تقارير تتحدث عن عزم الولايات المتحدة الامريكية وقف المساعدات المالية للوكالة.
ويرى المحلل السياسي الدكتور احمد رفيق عوض، ان الحديث عن وقف دعم " الاونروا" وشطبها، يندرج في اطار خطة امريكية اسرائيلية لتصفية خمس قضايا رئيسية تعرف بقضايا الحل النهائي، حيث بدأ العمل بشطب قضية القدس عبر الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل، ويتم الان الانتقال الى مرحلة شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، من خلال التعويض او التوطين او التهجير ".." اضافة الى بدء مرحلة ضم المستوطنات، الامر الذي تجسد في اعلان حزب الليكود ضم المستوطنات الى دولة اسرائيل".
وقال عوض : ان "هناك خطة امريكية مدعومة من جهات مختلفة، تقوم على فرض الحلول والمواقف والاملاءات لتصفية القضية الفلسطينية، حيث لم يعد الموضوع عملية تفاوضية بقدر ما هي عملية فرض أمر واقع على الفلسطينيين، لحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفق الرؤية الاسرائيلية".
ويرى المحلل السياسي، عماد غياظة ان ما يطرح حول تصفية الاونروا "يندرج في اطار مشروع التسوية القائم على تصفية قضايا الحل النهائي، حيث انه تم البدء بالقدس، ثم ضم المستوطنات، والحدود بضم الاغوار، والان يتم الانتقال الى تصفية الاجئين" مشيرا الى ان "الجهات الرسمية الفلسطينية تعي هذه الخطوات، حيث اصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية قبل بضعة ايام بيانا يشدد على انه لا حل لقضايا الحل النهائي الا عبر التفاوض".
واضاف غياظة ان "ما سرب عن /صفقة القرن/ من مقربين من الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول منح الضفة الغربية للاردن، ومنح قطاع غزة لمصر، يتماشى مع الخطة الاسرائيلية وما يجري على الارض"، لافتا الى "انها خطة اسحق شامير في التسعينيات عندما بدأت المفاوضات في مدريد".
وقال المستشار الاعلامي، لـ "الانروا" عدنان ابو حسنة، ان الاونروا "لم تبلغ بشكل رسمي بتقليص الدعم الامريكي"، مشيرا الى ان الوكالة تتعهد ببذل جهودها للوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
واوضح "ان الوكالة ستواصل تقديم خدماتها حتى حل قضية الاجئين، ومن اراد ان يغير طبيعة عمل الوكالة عليه ان يتقدم بطلب تصويت عبر الجمعية العامة للامم المتحدة ليحصل على تفويض بذلك".
ولم يستبعد الخبير في شؤون الاجئين، احمد حنون، وجود توجهات اسرائيلية أمريكية لتفكيك "الاونروا" وجعلها غير قادرة على القيام بالمهام التي وجدت من اجلها برعاية 5.9 مليون فلسطيني.
واوضح حنون ان هناك دعوات امريكية واسرائيلية متعددة لشطب "الاونروا" تمهيدا لشطب حق العودة، مشيرا الى ان المساس بامكانيات "الاونروا" المالية يعني عجزها عن تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين وهناك تخوفات كبيرة من اقدام الولايات المتحدة على محاصرة "الاونروا".