د. زكريا شاهين
هي ليلة أخرى
فلا تدع السواقي تنتظر
كنت ابتعدت عن المووايل القديمة
ورميت في البئر العميق ...
تراث جدي
وصدى الحكايات التي ما زلت...
اذكرها
وعباءة/ لملمت فيها كل ضحكات النساء بحينا
لملمت فيها..
ابتهالات لشيخ الحارة التي يبست..
مساربها
آهات جارتنا
ما أن أتاها العشق
حتى غاب في الترحال..
هذا فتاها،،،/ قد دعته إلى دواوين المضافة..
لم يجىء!!
ظلت تخيط لعرسها ثوبا
وهذا العرس أيضا..
لم يجىء!!
لملمت كل المبكيات/ المضحكات / عبرت ترحالا
أنا المشدوه في لغة الإله صبابة..
وطويت سفرا من ضفائر عشقي المشبوح في سور
المدينة
كنت اعتقدت / بان الوقت شريان لمعبرنا
قد لذت سرا باقتضاء النذر/ حين لمحت أول ما يكون الوصل..
في زمن القطيعة
لملمت أسئلتي!!
أنا طفل..
تلقفه العراء ولم يمت
من نسغ هذا المستجير أنا أتيت
فجدي كان بحارا
وعمي كان جنديا
ومدرستي/ نشيد فوقه علم
وسلطان
وسجان
وأسوار تسيجنا/وخضراء مراعينا/ وجدولنا يؤرخ
لامتداد البدء
ومنذ اللحظة الأولى لهذا الكون..
لا يتعب
ودلة قهوة في الركن
راو..ودع السبعين
وجار،، يستعيد الأمس،، يقرؤنا حكاياته
وجارتنا/ تحدق في عيون الوهم
والترحال / وذكرى في دواخلها..
ولا تنضب
أنا طفل
قديما/ كان لي بيت..
وأوراق أخبئها
فتاتي
انتظرها قرب المدخل الشرقي للحارة
وأمي
ترتق الأثواب/ ترمقني/ تخبئني إذا أذنبت/ تستجدي عيون أبي،،
فيغفر لي/ ثم أذنب/ ثم تأتيه الوشاية/ هذا الطفل يسترق العيون لمراة،،
فيقول جدي زاهيا..
قد كان يفتل شاربيه
طفل ولا كل الرجال
أنا طفل
تذكرت المعارك/ وارتعاش الريح/ دخان الحرائق
رأيت حواجز الأعداء
تمنعني إلى أمي..
ومدرستي
تساقط سطحها العلوي
أشلاء
ومزق ساحة الملعب
جرائدنا مفتتة
قصائدنا
غبار في مهب الريح
لملمناه..لم نتعب
صديقي..
لم يعد ليمتشق الخطابة في ركام الأمسيات
مدّرسنا
أتاه الجند/ يوما/ لم يعد
ووجهي.. يستباح على بطاقات المرور
أنا طفل
أجيء اليوم من زمن/ تلاحقني هراواته
يعزيني
رفاق زادهم وطن/ واحجار وبارودة
صهيل الشمس يجمعنا
يذاكر في ليالينا الوجع
وحين سيرحل الشهداء لن نبكي
نعبىء من لهاث الصخر زيتا للقناديل التي
يبست مفاصلها
تشظينا
قلوعا في مفازات العدم
دمنا يعبأ في زجاجات المصانع
حتى كأن قبورنا
زرعت على ارض الشتات/ توزعت
بين المسافات العصية والدروب
يبس السحاب/ تململت أحلامنا
سقط المتاع/ تناقش في مساء الشاي
هي ليلة أخرى/ تساءلنا الجموع
لعشقها رمد ربيعي
تمدد في خشوع
ضوضاء/ غوغاء/ زمان من عقارب..
من أقارب
زمان من دفوف ومن شظايا
من سنابل مزقتها الريح..
جار يستبيح الدم/ مشنقة
لوعي اللحظة الصفر التي ستأتي
كف يرتجي مطرا
وتر على لحم الصليب/تخثرت شفتاه..
دود في لحاء الصوت/دمدمة على وقع الدواليب التي..
تستعذب البوح المزيف في ليالي الاعتراف
هي ليلة أخرى
وسنوات عجاف
هو خلبي جاء الوعد/ متكأ / على شظف الحكاية
فانسج رداؤك/ زمهرير الوقت
هذا الوعد وعد
ودع السواقي تستريح