افراسيانت - بقلم وعدسة: زياد جيوسي - القدس زهرة المدائن كانت وستبقى، المدينة التي باركها الله وما حولها، المدينة التي كانت ولم تزل مطمعا للغزاة عبر التاريخ، والمدينة التي اعتادت طرد الاحتلالات والعودة عروس المدائن وأجملها، المدينة التي كلما سرت بها اشتممت عبق التاريخ، والمدينة التي حاول الاحتلال الصهيوني وما زال يحاول طمس التاريخ واستلابها، لكنهم فشلوا حتى أن: ((واحد من كبار اساتذة قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب، هو البروفيسور زئيف هيرتسوغ، في مقال كانت قد نشرته له صحيفة "هآرتس"، وعنوانه "التوراة: لا إثباتات على الأرض": "بعد سبعين عاماً من الحفريات المُكثَّفة في أرض فلسطين، توصَّل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة، لم يكن هناك شيء على الإطلاق، حكايات الآباء مجرَّد اساطير، لم نهبط مصر، ولم نصعد من هناك، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لإمبراطورية داوود وسليمان...ويقول آخر، وهو البروفيسور شلومو ساند، ومن جامعة تل ابيب أيضاً، في كتابه "اختراع الشعب اليهودي": "إن القومية اليهودية هي ميثولوجيا ولقد جرت فبركتها قبل مئة عام، من أجل تبرير إقامة الدولة الإسرائيلية"، ويؤكد ساند أن اليهود "لم يطردوا من الأراضي المقدَّسة، وإن معظم يهود اليوم ليست لهم أصول عرقية في فلسطين التاريخية".)).
وفي الذكرى ال 69 للنكبة الفلسطينية وبمبادرة وإشراف مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون، وفي جاليري إطلالة اللويبدة ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، وبالتعاون مع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، جرى افتتاح مهرجان فلسطين الدولي الثالث للثقافة والفنون تحت شعار (على طريق القدس)، حيث افتتح الأستاذ عبد الناصر نصار المستشار الاردني لشؤون القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية بحضور كبير من الضيوف الرسميين والمهتمين والمثقفين والفنانين والمشاركين المهرجان بكلمة تحدث فيها عن القدس وموقعها في الأرواح والقلوب وحلمه أن القدس ستتحرر قريبا، وقام بجولة في كل ارجاء المعرض التشكيلي في جاليري اللويبدة ورابطة الفنانين التشكيليين، وتحدث مع كل الفنانين المشاركين وأبدى ملاحظات قيمة على الأعمال التي شاهدها، وبعدها وزع الشهادات التقديرية على المشاركين.
وهذا المهرجان ضمن فعاليات الذكرى ال 69 عام للنكبة، والذي استمر ثلاثة ايام، وشارك في المهرجان مجموعة من الفنانين والشعراء والمثقفين، فكان اليوم الثاني أمسية شعرية حظيت بجمهور كبير وحظي الشعراء بالتصفيق الحاد والتفاعل من الجمهور، وقدم الشعراء الكاتب الصحفي كامل نصيرات، وألقى بالتناوب كل من الشعراء أكرم الزعبي وماجد المجالي بعض من ابداعات أرواحهم الشعرية، واختتم الشاعر المجالي الأمسية بقصيدته الساخرة (المعمعية)، وفي اليوم الثالث تألق الفنان الملتزم كمال خليل بأمسية غنائية مع العزف على العود الهبت مشاعر الجمهور الذي تفاعل معها بقوة، واختتم المهرجان والأمسية بتقديم شهادة تقدير للفنان قدمها له نيابة عن ادارة المهرجان الكاتب والاعلامي والناقد زياد جيوسي المنسق الاعلامي للمهرجان في الاردن.
جهود كبيرة ليست بالسهلة رغم ضيق الوقت للاعداد بذلها مدير ومنسق المهرجان في الاردن الفنان الشاب رائد قطناني، وادارة جاليري اطلالة اللويبدة الفنان كمال ابو حلاوة والفنانة أسيل عزيزية، علما بأن المهرجان هذا العام أفتتح بنفس الوقت بعدة بلدان عربية اضافة للأردن وهي: مصر وتونس وسوريا ولبنان وفي قطاع غزة في فلسطين، علما أنه كان من المفترض أن يكون في دول عربية أخرى ولكن لأسباب فنية لم يتم ذلك، فكان المهرجان ذو آفاق عربية كما في المهرجانين السابقين.