افراسيانت - غيب الموت بعد ظهر امس الشاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور، عن عمر ناهز 71 عاما.
وولد الشاعر في مدينة حيفا عام 1946 ونشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين في مدينة حمص بعد أن هاجرت عائلته إلى لبنان عام 1948 ثم إلى سورية.
عمل مديرا لتحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988 ومديرا عاما لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو في اتحاد الكتّأب والصحفيين الفلسطينيين.
كتب العديد من أشعار فرقة أغاني العاشقين.
ونعت وزارة الثقافة، الشاعر الكبير أحمد دحبور، وقالت في بيان لها: بمزيد من الحزن والأسى، القامة الإبداعية الكبيرة، الشاعر أحمد دحبور، الذي وافته المنية في مدينة رام الله، بعد ظهر اليوم، معتبرة رحيله خسارة كبيرة على المستويات الوطنية، والثقافية الإبداعية، والإنسانية.
وشددت الوزارة على أنه برحيل دحبور تفقد فلسطين ليس فقط واحداً من عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني، بل بوصلة كانت حتى اللحظات الأخيرة تؤشر إلى فلسطين، وأيقونة لطالما كانت ملهمة للكثير من أبناء شعبنا في مختلف أماكن إقامتهم، وفي مختلف المفاصل التاريخية الوطنية، هو الذي كان بكلمات أشعاره يعكس العنفوان والكبرياء الفلسطيني، خاصة في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وبقي حتى رحيله المفجع.
وجاء في بيان وزارة الثقافة: إنه من الصعب بمكان سد الفراغ الذي سيتركه صاحب "حكاية الولد الفلسطيني"، وكاتب كلمات الأغنيات الخالدات، ومنها: "اشهد يا عالم"، و"عوفر والمسكوبية"، و"يا شعبي يا عود الند"، و"الله لأزرعك بالدار"، و"يا بنت قولي لامك"، و"غزة والضفة"، و"صبرا وشاتيلا"، وغيرها الكثير من الأغنيات التي كان الوطن جوهرها، وسكنها النضال من أجل الحرية مع كل حرف من كلماتها وعباراتها، ففلسطين في أغنيات دحبور أهم من الحزب والانتماءات الضيفة، وهي التي سكنها في سني عمره الأخيرة، فكان "العائد إلى حيفا" ولو لساعات بين فترة وأخرى.
واكدت الوزارة في بيانها على أنها كانت وستبقى الحريصة على تعميم إرث دحبور الشعري والنثري، مختتمة بيانها بالتأكيد "لو رحل دحبور جسداً تبقى كلماته حية في وجدان الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة".
وقال رئيس اتحاد كتاب وادباء فلسطين، مراد السوداني، "تفقد فلسطين اليوم واحداً من سدنة الحرف الفلسطيني، الذي ظل على الدوام وفيا لفلسطين، من خلال سيرته الابداعية الوارفة، ومسيرته النضالية التي اصر من خلالها لا ان يكون مراسلا حربيا بالثورة الفلسطينية فقط منذ البدايات في السبعنيات، بل ظل مراسلا حربيا ومقاوما شعريا وابداعيا طيلة حياته، وهو يؤصل الحكاية الفلسطينية، قولا وفعلا، فهو بحق وصدق ارخ تفاصيل المخيم، فستحق راوية المخيم كما قال، وظل على الدوام وفيا للخيمة ولنداء العودة وثابت فلسطين، وبقي يغنيها ويرددها شعرا ونقدا وبحثا، في كل مكونات تجربته الابداعية".
وتابع السواداني "انه ظل في المشهد الثقافي العربي والفلسطيني قطبا شعريا يضاف الى جمهرة الارواح المضيئة في الادب المقاوم الفلسطيني رغم انحسار المقولة، وانحصار عدد من التجارب الشعرية الفلسطينية.
ويرى السوداني ان عزاء اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين، اننا استدركنا قبل اسابيع باصدار 12 مجموعة شعرية لاحمد دحبور في مجلدين حملانهما بصحبة الاصدقاء، الناقد وليد ابو بكر، والروائي صافي صافي، لنقدمهما له وهو بالعناية المكثفة، تعبيرا عن لفتة وفاء للشاعر الكبير.
وبين ان الشاعر قد كرمه بكل السياقات العربية، باعتباره واحد من شعرائه الكبار، ومن الرئيس محمود عباس بعد عودته للوطن، وتكفل الرئيس بعلاجه وظل متابع حتى اللاحظات الاخيرة، ودعم اصدار مجموعته الشعرية بعد ان اعتذرت احدى دور النشر عن طباعتها.
وقال السوداني "للاسف اننا نستدرك كتابنا ومبدعينا في اللحظات الاخيرة، وواجبنا، ان نعطيهم حقهم في حياتهم" .