افراسيانت - تحكي رواية “بطنها المأوى” (منشورات المتوسط في إيطاليا) للروائية والمترجمة العراقية دُنى غالي قصة “عامر”، التي صارت ترنيمة ردّدتها الأمهات، وما زلن يُرقّصن الأطفال على إيقاع نغماتها. “عامر” الذي لم يمت، لكنه تاه بين أكثر من بيت وبلد ولغة وامرأة وهو يحاول عبثا الجمع بينهم في آن واحد.
ويتقدم “عامر” بطلب اللجوء، وأثناء الانتظار الذي طال كثيرا يتعرّف إلى امرأتين في آن واحد، “مريم”، الآتية من مدينته البصرة المولود فيها. أما المرأة الثانية فهي “تينا”، الأوروبية التي تريد عامر وتخشاه في الوقت نفسه، لعدم ثقتها به كرجل أوّلا، وكونه أجنبيا ثانيا.
تقسم دُنى غالي الرواية إلى متن وهامش، فنجد في الهامش إعادة سرد لحياة الشخصيات المهاجرة في المتن، وتتبّع لجذور نشأتها الأولى عبر عودة إلى الماضي، وإضاءة بعض جوانب ما مرّ به العراق في فترة الستينات من القرن العشرين عبورا إلى الفترة ما بعد انتفاضة 1991، ومنتصف التسعينات من القرن الماضي.
◄ آخر القلاع
تدور أحداث رواية “آخر القلاع” للروائية الفلسطينية رائدة الطويل (الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر) قصة اللاجئة الفلسطينية “شاتيلا” المقيمة في لبنان، والباحثة عن بصيص انتماء في ظلمة وطن يعجّ بالحروب الأهلية وخيبات اللاجئين وأحلامهم المبتورة. تستجدي “شاتيلا” الانتماء من “سليم”، ابن الجيران الذي يكبرها بثلاثين عاما، وشاركها ألم الحرب في مخيّم شاتيلا، وكان بمثابة حقل زرعت فيه أحلامها وانتماءها حتى بعدما رحل إلى فرنسا ناشدا الكرامة والأمن.
تلامس الكاتبة وجع الاغتراب من خلال استحضار “شاتيلا” لقطات من طفولتها التي رسم ملامحها “سليم”. وتكشف في التفاصيل عن إحساس عميق بالوجع العربي، الذي تتطرق إليه في عدة أحداث تمر بها منطقة الشرق الأوسط. ما يلفت القارئ أيضا قدرة الكاتبة على جعل المونولوج الداخلي يتمدد هبوطا وصعودا، من بدء الحكاية إلى نهايتها، كاشفا عن علاقة الآني بما مضى، ملقيا الضوء على شبكة من الحوافز التي تدفع دفعا بالمتواليات السردية نحو اللحظة الأخيرة.
◄ التوأم
تحكي رواية “التوأم” (منشورات المركز الثقافي للكتاب، بيروت/الدار البيضاء) للروائية والشاعرة المغربية فاتحة مرشيد قصة مخرج سينمائي يتأرجح بين الواقع والخيال، بين الذاكرة والنسيان، بين السرّ والعلانية، بين توأم وامرأتين. إنها رواية البحث عن المكان/الملاذ الذي يوجد في أعماق كلّ منّا، على اعتبار أن “لكلٍّ توأمه وحظه من الحنين” كما جاء في ديوان مرشيد “ما لم يقل بيننا” الحائز على جائزة المغرب للشعر.
تكتب مرشيد على الغلاف الثاني للرواية “هناك مكان بداخلي، بعمق أعماق ذاتي لا يستطيع أحد الوصول إليه، مكان مُحصّن، أهرب إليه كلما شنّت الحياة حربها عليّ ولفّتني بالضياع المضاجع، مكان آمن كأنه حضن أمي، أو قسط من الفردوس، عماده الجمال والحب غير المشروط لذاتي، مكان محفور بين النُّدب الدفينة، أحس فيه بالأمان وبالحرية، أعيد فيه ترتيب مسودة حياتي، أنقّحها، أشطب على فصول منها وأضيف أخرى وفق مزاجي”.