افراسيانت - بقلم: رفيقة عثمان - صدرت "يوميَّات الحزن الدامي" للكاتب المقدسي جميل السلحوت عن "مكتبة كل شيء" الحيفاوية، وتعتبر يوميات تقريريَّة، تصف المآسي والمعاناة، التي واجهت الرجال، والنساء، والأطفال؛ في أماكن عدّة في الوطن والبلاد العربيَّة المنكوبة؛ في فترة زمنيَّة محدودة.
كان الوصف مؤلما دراميَّا لأحداث مؤلمة، ونكبات حقيقيَّة، تصف طرق الموت بأشكاله. وأشد عنوان بهذا المضمار: "المقبرة" "بعد خروجها من المستشفى على كرسيّ المقعدين طلبت أن تزور قبر ابنتيها وابنيها وساقيها قرأت الفاتحة على أرواحهم. بكتهم وبكت ساقيها." صفحة 76". التوأمان: دمهما اختلط مع بعضهما ثانية صفحة 52
1. تكرار أسماء الأطفال المصابين، والذين قتلوا بالحرب، كذلك الأمكنة والأزمنة بدقَّة.
قصَّة اغتصاب تكرار لفتاوى.
2. تخلل عنصر المفارقة في الكتابة، كما في صفحة 60، رصاصة واحدة تكفي صفحة 61. وجهان متناقضان، يوضحان المفارقة المؤلمة للحدثين.، في الكنيسة صفحة 62.المفارقة ما بين الضحك والبكاء، الحياة والموت، الموت والولادة، اليأس والأمل، الضياع والبقاء، الاستنكار والاعتراف، الرقص والجنازات في آن واحد. كما ورد صفحة 91 (حمار مفخَّخ)، "نفق الحمار جائعا وعلت ضحكات القتلة".
3. ورد بعض الرموز غير اللائقة: كالإشارة بالأصبع، بنظري غير لائق استخدام هذه الرموز، كرد فعل. صفحة 63، من عليّين رأى الشهداء جنون الطيّارين، ابتسموا ورفعوا أصابعهم الوسطى. (غير لائقة بحق الشهداء). "رفع أحدهم إصبعه الوسطى". صفحة 102 (فساد). كذلك ورد صفحة 118، (الأصبع الوسطى)، "رأى البهاء جنين مرام يتربّع في أحشائها رافعا اصبعه الوسطى".
4. كما ورد بعض الألفاظ غير اللائقة: "«الخريّ خريّ مكسي ولّلا عريّ" صفحة 103.
5. عنوان موت وحياة مُكرَّر صفحة 65، انفجار صفحة 72.
6. استخدم الكاتب النقد السَّاخر، كما ورد صفحة 107، (مؤهّلات)، كذلك ظهر عنوان (السخرية والعزل) كما في عنوان ابنتي، صفحة 74- من القصص التي راقت لي، قصيرة جدا ومعبِّرة. "هذه أختنا وهي من أحفاد آبائنا الذين سادوا في الأندلس وبادوا. صفحة 100 ، عنوان "هدى وزينة".
وأضاف الحفيد: بل هي شقيقتنا في الانسانية. احتارت العجوز وقالت: قلبي يرفّ لها كأنّها ابنتي."
7. ذكر الكاتب أسماء الأماكن التي حدثت فيها الاحداث الدامية، مع التواريخ، مما تضيف مصداقيَّة للأحداث؛ كذلك ذكر الأسماء الحقيقيَّة الذين قُتلوا بأغرب وأبشع طرق الموت.، سواء على الصَّعيد المحلِّي، أو الخارجي.
8. ورد خطآن نحويَّان فقط. "ومرّت في ذاكرته صورُ قاسم أبو عكر، محمّد الخواجا، مصطفى عكّاوي وآخرين ممّن نحروهم تعذيبا." يجب كتابة (وآخرون) ليس آخرين. صفحة 86.
9. "بقي على قيد الحياة ليكون شاهدا على جريمة أبطالها كثيرون." (الأصح: كثيرين) وليس كثيرون. صفحة 88.
10. العناوين مناسبة جدَا، وجذَابة للقارئ.
يوميَّات الحزن الدَّامي، يُعتبر كتابا توثيقيًّا للأحداث الدامية، على الصّعيد المحلّي، والعالمي، تفوح منه رائحة الألم والحسرة، والدَّم، وجرح القلب. تظهر فيه الشّدَّة، واللحن القوي كالحدَّة في الألفاظ والمعاني. نجح أديبنا بان يوثِّق الأحداث الدراميَّة، المأساويّة، كلوحة رسمها فنَّان بريشته ، وأبرز اللون الأحمر القاني.