افراسيانت - القدس - أصيب أكثر من 15 مصليًا ومعتكفًا صباح الاثنين بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك والجامع القبلي المسقوف.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين من الرجال والنساء وطواقم الاسعاف والصحفيين في محيط المسجد الأقصى، وقمعتهم وأبعدتهم بالقوة عن مداخله.
وتعرضت العديد من النساء للضرب المبرح وللشتائم البذيئة واللكمات من قبل من قوات الاحتلال والمستوطنين، وأصيبت سيدة تركية بحروق درجة أولى وثانية نتيجة تعرضها لقنبلة صوتية، كما أصيب شاب برصاصة مطاطية في وجهه داخل أسوار الأقصى.
وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" إن قوات كبيرة من الوحدات الخاصة قوامها نحو 350 عنصرًا اقتحمت صباحًا المسجد الأقصى من جهة بابي المغاربة والسلسلة، وشرعت بإلقاء وابل كثيف من القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي بشكل عشوائي تجاه المصلين.
وأضاف محمود أبو العطا لوكالة "صفا" أن تلك القوات اعتدت على المصلين بالضرب والدفع وبالقنابل الغازية والصوتية ، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.
وأوضح أن قوات الاحتلال حاصرت الجامع القبلي بأعداد كبيرة، واعتلت القناصة سطح الجامع، وحطمت عددًا من النوافذ الشرقية بمقصات حديدية وأدوات خاصة، كما أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المعتكفين، مما أدى لوقوع إصابات.
وأفاد أن تلك القوات أدخلت لأول مرة حائط مصفح متنقل من باب المغاربة إلى منطقة باب الجنائز، وبدأت بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الغازية في القبلي لمدة 20 دقيقة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على النساء بالضرب المبرح عند ميضأة الكأس، وتم طردهن وجميع المصلين من المسجد حتى كبار السن، ولم يتبق بالمسجد سوى حراس وموظفي الأوقاف والمعتكفين في القبلي فقط.
وفي السياق ذاته، اندلع حريق عند أبواب الجامع القبلي حينما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين، وحاولت دفعهم بالقوة، كما اشتعلت النيران في قسم من السجاد بمنطقة الأقواس الداخلة للجامع، ولكن تم السيطرة على الحريق.
ولفت أبو العطا إلى أن قوات الاحتلال تستهدف كل شخص يحاول التصوير بكاميرا جواله الشخصي، وهددت عددًا بالاعتقال ورشه بغاز الفلفل في حال استمر بتصوير الأحداث، كما اعتدت على عدد من الصحفيين، ومنعتهم من تغطية الأحداث.
وأوضح أن تلك القوات أعلنت منطقة باب حطة وشارعي المجاهدين والواد وباب السلسلة منطقة عسكرية مغلقة، وقمعت كل من يتواجد قرب باب السلسلة، وأبعدت المصلين والمرابطين عنه لمسافة لا تقل عن 100 متر.
وذكر أن نحو 32 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا في الصباح المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة أمنية مشددة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأثناء خروجهم من باب السلسلة، حاول المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال استفزاز المصلين والاعتداء عليهم، في حين اعتدى عناصر الاحتلال على المصلين الذين ردوا بالتكبير والهتافات.
وفي سياق متصل، أفاد طاقم إسعاف برج اللقلق أن أكثر من 15 شخصًا أصيبوا حتى الساعة التاسعة صباحًا، وهناك إصابة بالفم قد تكون تسببت بكسور في الفك جراء إطلاق الرصاص المطاطي من مسافة قريبة، إضافة إلى إصابات بالرأس.
هذا وأوقفت قوات الاحتلال حافلة توجهت من الداخل الفلسطيني الى المسجد الأقصى عند باب العامود، وصادرت بطاقاتهم الشخصية، وقامت بملاحقتهم والاعتداء عليهم بوحشية فور إنزالهم من الحافلة.
وكانت قوات الاحتلال نصبت فجر اليوم الحواجز والمتاريس الحديدية في محيط المسجد الأقصى وعند أبوابه، ونشرت عناصرها المدججة على مداخله، ومنعت دخول المصلين ممن هم دون سن الـ 50، وجميع طلاب وطالبات المدرسة الشرعية، تلاه منع جماعي بعد الساعة السابعة والنصف صباحًا.
ويرابط عند أبواب الأقصى، وخاصة أبواب حطة والمجلس والسلسلة العديد من أبناء القدس والداخل الفلسطيني بعد منعهم من الدخول، في حين وفرت قوات الاحتلال الحماية العسكرية للمستوطنين أثناء خروجهم من الأقصى.
يذكر أن جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم وأوساط إسرائيلية دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم تزامنًا مع عيد "العرش" العبري.