افراسيانت - شرعت أذرع الاحتلال الإسرائيلي باستخراج كميات كبيرة من الأتربة والحجارة الأثرية من منطقة جسر قنطرة أم البنات الإسلامية التاريخية غربي المسجد الأقصى.
وذكر مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" في بيان صحفي الأحد أن ذلك يأتي ضمن مراحل بناء مركز "بيت شتراوس" التهويدي، مما يعني تدمير وهدم الآثار الإسلامية العريقة، وتهيئة لاستكمال مراحل بناء المركز التهويدي المذكور.
وذكر أن الاحتلال نصب درجًا خشبيًا على سقف البناء الجديد فوق "جسر قنطرة ام البنات"، وبدأ باستخراج أتربة من الأبنية الداخلية. وأوضح أن الاحتلال نصب أنبوبًا بلاستيكيًا طويلًا أصفر اللون، على سقف البناء يصل إلى أسفله عند مستوى ساحة البراق، وذلك لتسريع وتيرة استخراج الأتربة والحجارة الأثرية.
وأشار إلى أنه يتم أيضًا استخراج الأتربة والحجارة من البناء على مستوى السقف العلوي، ونقلها بعشرات الدلاء عبر الانبوب البلاستيكي الأصفر إلى حاوية كبيرة وضعت بجانب البناء في ساحة البراق، لافتًا إلى أنه رصد هذه العمليات ومشاركة العمال فيها، ووثقها بالصور الفوتوغرافية.
وأوضح المركز أن هذه الاستخراجات تأتي ضمن عمليات تفكيك وهدم وتفريغ ترابي في أرضيات وجدران وأقواس داخلية في أغلبها من المباني الإسلامية التاريخية، وكذلك بهدف البدء بمرحلة جديدة من مراحل بناء مركز "بيت شتراوس".
ولفت إلى أنه أنجز من المشروع التهويدي مرحلتين حتى الآن، المرحلة الأولى بناء عشرات الحمّامات العامة لليهود والسياح الأجانب الذين يرتادون منطقة ساحة البراق، والتي يستخدمها الاحتلال كساحة للصلوات اليهودية، بعد أن هدم حارة المغاربة عام 1967م، والمرحلة الثانية بناء مركز شرطي عملياتي متقدم، تم تدشينه قبل نحو شهر.
ويقوم بناء "بيت شتراوس" في المنطقة المعروفة تاريخيًا بجسر قنطرة أم البنات، وهي المنطقة الواقعة غربي المسجد الأقصى قريبًا من حائط البراق على بعد 50 مترًا، والممتدة عرضًا ما بين المدرسة التنكزية وباب السلسلة، وطولًا ما بين المدرسة التنكزية وطرف حارة الشرف (حي المغاربة) غربًا. وتحتوي المنطقة- بحسب المركز- على عشرات الأبنية والعقارات التاريخية والوقفيات من فترات إسلامية متعاقبة، منذ الفترة الأموية وحتى الفترة العثمانية. ويتضمن المشروع التهويدي إضافات بنائية – طابقين-، وتغيرات في المبنى الموجود، يتخلله بناء مئات وحدات الحمامات، كنيس يهودي، مركز تلمودي، قاعات عرض، مركز شرطي، مكاتب إدارية، غرف تشغيلية وفناء استقبال واسع سيشكل المدخل الرئيس مستقبلًا لشبكة الأنفاق أسفل الأقصى. وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث كشفت قبل أكثر من سنتين بالخرائط والوثائق تفاصيل هذه المخطط.