افراسيانت - حذر الاتحاد الأوروبي من أن "إسرائيل" تقف في نقطة استقطاب وعنف غير مسبوقة في القدس المحتلة منذ الانتفاضة الثانية.
وجاء في تقرير سري كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض تفاصيله الجمعة أن "إسرائيل تقف في نقطة الغليان التي تقع القدس في قلبها، وذلك على ضوء استمرار البناء الاستيطاني شرقي الخط الأخضر، ومواصلة الخروقات والاختراقات للمسجد الأقصى، الآمر الذي يهدد حل الدولتين".
وقال التقرير إن" القدس تعيش حالة استقطاب وعنف خطيرتين لم تشهدهما منذ الانتفاضة الثانية"، موصيًا بضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات بهدف ممارسة الضغط على "إسرائيل" لإعادتها إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وأضاف "لم تكن القدس مقسمة بهذا الشكل الحاد منذ عام 1967 حين احتل الجيش الإسرائيلي القدس الشرقية، فإن استمرار البناء غير القانوني بالقدس، والتوتر المتصاعد حول المسجد الأقصى والخروقات التي سجلت هناك طيلة العام الماضي قد تفجر موجة عنف لم نشهد مثلها".
وأشار إلى أحداث وقعت بالمدينة المقدسة، منها استشهاد الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير من حي شعفاط على يد مجموعة من المستوطنين، والعمليات التي استهدفت عدة أماكن بالقدس، ومنها العملية التي استهدفت الكنيس اليهودي في نوفمبر الماضي، حيث قتل 5 مستوطنين.
وتحدث التقرير عن أسباب أخرى وراء تصاعد العنف، ومنها "عمليات اقتحام اليهود للحرم القدسي الشريف، إضافة إلى السياسة المتشددة التي ينتهجها الأمن الإسرائيلي مع الفلسطينيين، والإجراءات العقابية التي تمارسها إسرائيل في حقهم، ومن ضمنها إخلاء المنازل وتدميرها".
ودعا إلى تشديد العقوبات الأوروبية على الكيان الإسرائيلي، بسبب مواصلته بناء المستوطنات في المدينة، حيث ربط النشاط الاستيطاني بتأجيج الصراع.
وقال مصدر أوروبي إن" التقرير الذي لا زال موضوع نقاش في بروكسل يعكس رغبة قوية من قبل الدول والحكومات الأوروبية لاتخاذ خطوات إضافية ضد "إسرائيل" بسبب مواصلة البناء الاستيطاني شرقي الخط الأخضر".
وأشار إلى أن التقرير يعكس حالة الإحباط التي يشعر بها الاتحاد من الجمود الذي تعيشه المفاوضات السياسية التي توقفت العام الماضي.
وأجمل التقرير الذي تعده كل عام ممثلية الاتحاد الأوروبي بمدينة القدس الأحداث التي جرت عام 2014 بالمدينة، حيث تقدم المجموعة الأوروبية المشورة لصناع القرار في بروكسل، وتُطلعهم على الوضع في المدينة، في حين تقدم توصيات للعمل أيضًا.
ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، فإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يبحثان منذ انتخاب بنيامين نتنياهو لولاية رابعة الاستراتيجية الواجب تبنيها لإعادة "إسرائيل" إلى مسار المفاوضات السياسية.