افراسيانت - يصادف اليوم الحادي والعشرين من آب، ذكرى احراق المصلى القبلي في المسجد الاقصى على يد المتطرف الاسترالي اليهودي دينس مايكل روهن، وتأتي هذه الذكرى في ظل ازدياد حدة الانتهاكات الاسرائيلية والاعتداءات بحق المسجد الاقصى، والتي كان اخرها محاولة فرض اجراءات امنية جديدة على ابوابه، منها نصب كاميرات ذكية وبوابات الكترونية للتفتيش.
وكان المقدسيون مثلما هرعوا لاطفاء الحريق بادوات بدائية، قبل ثمانية واربعين عاما هرعوا لمواجهة المخططات الاسرائيلية الهادفة لتقسيم المسجد الاقصى وبقوا مرابطين لاكثر من اسبوعين على ابوابه حتى تم ازالتها بالكامل قبل نحو شهر من ذكرى الحريق .
ولم تتوقف اطماع اسرائيل بحكوماتها المتعاقبة للسيطرة على المسجد الاقصى، اضافة لمواصلتها عمليات الحفر اسفل المسجد بحجة البحث عن (الهيكل المزعوم) الذي لم يجد علماء الاثار اي اثر له، ورغم ذلك فان الحفريات تحت المسجد متواصلة ما جعله عرضة للانهيار .
ويعدّ المسجد الأقصى من المساجد التي تحتلّ مكانةً دينية خاصّةً لدى المسملين فهو اولى القبلتين و بني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وهو من المساجد التي تشدّ اليها الرحال ، كما أنّ الصّلاة فيه تتضاعف عن غيره من المساجد بخمسمئة صلاة وقد جاءه النّبي صلّى الله عليه وسلّم في رحلة الإسراء والمعراج فصلّى فيه إماماً بالأنبياء وهو ما يؤكد على مكانته وأنّه حق للمسلمين يحرّمٌ التّنازل عنه، وقد ورد ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم في سورة الإسراء، وتمّ ربطه مع المسجد الحرام.
ويقول امام وخطيب المسجد الاقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا د. الشيخ عكرمة صبري :" إن الحرائق في المسجد الاقصى لا تزال متواصلة منذ احراق المصلى القبلي اول مرة " مشيرا بذلك الى الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها، من اقتحامات واعتقالات وابعاد للمصلين والمرابطين بهدف فرض سياسة الامر الواقع فيه .
واضاف " كل هذه الممارسات تصب حصار المسجد الاقصى واستهدافه" . موضحا" ان دور المسلمين في ظل الانتهاكات المستمرة هو شد الرحال للمسجد الاقصى والرباط فيه" .
وقال فضيلته": ما دمنا مرابطين بالمسجد الاقصى لن يستطيع الاحتلال ان يغير الواقع ". باشارة منه الى محاولات تقسيمة كما حدث بالحرم الابراهيمي في الخليل .
وحول الدور العربي والاسلامي بحماية المقدسات اوضح الشيخ عكرمة صبري:" أن على العرب والمسلمين ان يمارسوا ضغوطهم السياسية بكل الطرق المتاحة للدفاع عن المسجد الاقصى وحمايته".
معتبرا "حماية المسجد الاقصى واجب على اصحاب البيت، ولا نعول على دول العالم بشيء" .
وجددت الهيئة الاسلامية العليا، تأكيدها على أن "مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما ويشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق".
وشدد الشيخ صبري على "أن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّ وجل، وذلك منذ حادثة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، وأن المسلمين متمسكون به، ولا تنازل عن ذرة تراب منه. ولا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه".
وجاء في بيان للهيئة الاسلامية العليا: "نستنكر ونرفض الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى التي هي جزء من الأقصى، وأن هذه الاقتحامات العدوانية لن تعطيهم أي حق فيه، ونستنكر ونرفض الحفريات والأنفاق التي تجريها دائرة الآثار الاسرائيلية تحت الأقصى وفي محيطه".
وثمنت الهيئة، في بيانها، قرارات منظمة اليونسكو الأخيرة، والتي أعلنت من خلالها أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به، ومن قراراتها أيضاً أن مدينة القدس مدينة محتلة، وأن الإجراءات الإسرائيلية في هذه المدينة هي إجراءات باطلة وغير قانونية. وأكدت أن صوت الأذان سيبقى مرتفعاً فوق مآذن الأقصى والمساجد الأخرى في فلسطين.
وعادت الهيئة وشدّدت على أن الأقصى أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الكنيست الإسرائيلية، وهو غير قابل للمقايضات ولا للتنازلات.
وفي لقاء مع احد المرابطين امام بوابات القدس التي حاولت سلطات الاحتلال فرض اجراءات جديدة عليها بحجة "الامن" ، قال المواطن المقدسي رمزي فرعون:" انه رابط امام باب الاسباط طيلة الفترة الماضية لانه كان مؤمنا بان وجوده للصلاة على ابواب المسجد الاقصى، سيمنع المخططات الاحتلالية من السيطرة عليه، مشيرا ان المقدسيين مسلمين ومسيحيين وقفوا يدا بيد وكانوا على قدر من الوعي لمخططات الاحتلال، لذا نجحوا بافشالها .
واضاف :" ان ما حصل هو امتداد لاعتداءات الاحتلال على المسجد الاقصى حينما احرق اول مرة على يد شخص ادعوا انه مجنون، لكننا هذه المرة وبالمرات القادمة ، لن نسمح بان يمس اقصانا ولو اضطرنا ذلك لان ننتقل للعيش امام ابواب اولى القبلتين، فالمسجد الاقصى بالنسبة لنا يحمل بعدا دينيا وتاريخيا ويؤكد حقنا بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ".
وتابع: "نحن ندافع عن الاقصى وعن القدس وعن وطن سليب، وندافع عن كل المسلمين بالعالم".