افراسيانت - أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في تقرير لها اليوم الأحد وصلت نسخة منه لموقع مدينة القدس، أنّ حملات الاعتقال الواسعة في محافظة القدس طالت أكثر من 1500 حالة اعتقال في صفوف القاصرين، ومؤكدة على أنّها أكبر حملة تشهدها القدس منذ سنوات طويلة.
وقال التقرير إنّ المحاكم العسكرية الصهيونية تفرض أحكامًا على القاصرين مصحوبة بكفالات مالية تقضي بإقامات منزلية لمدد محدودة (حبس منزلي) أوْ إبعاد عن مناطق السكن مع وجود أحد أفراد العائلة.
ولفتت الهيئة في إحصائية لها أنّ مجموع من تمّ إبعادهم عن مناطق سكناهم من الأطفال 37 حالة وأن 253 حالة فرض عليها الحبس المنزلي. وتقضي الإجراءات الصهيونية بفرض تعهد على والدي الطفل بعدم اختراق الحكم المفروض عليه، وأنّ طائلة ذلك اعتقال الوالدين وفرض غرامات مالية عالية عليهما، وإعادة اعتقال الطفل وكذلك تقضي أن يصحب الطفل المبعد أحد والديه إلى منطقة الإبعاد. واعتبر التقرير أنّ هذه العقوبة تجعل من عائلة الطفل سجانًا عليه، وهي عقوبة مضاعفة على كافة أفراد العائلة.
جدير بالذكر أنّ الطفل المحكوم بالإبعاد أو الحبس المنزلي يتم تركيب جهاز إنذار في إحدى قدميه يحدد مكانه ومدى التزامه بالعقوبة المفروضة عليه ويكون تحت رقابة الشرطة والأجهزة الأمنية الصهيونية. وأكد التقرير هذه الإجراءات مخالفة لقواعد وأحكام القانون الدولي ولاتفاقية حقوق الطفل العالمية وتعتبر إجراءات تعسفية ولا أخلاقية تمارسها حكومة "إسرائيل" بحق الأطفال.
في السياق، أفادت محامية هيئة شؤون الأسرى هبة مصالحة أنّ الأسرى الأشبال في سجون الاحتلال قدّموا شهادات صعبة عن ممارسة الضرب والتنكيل والإذلال خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين.
وقالت مصالحة المختصة بزيارة الأسرى القاصرين إنّ تعذيب الأطفال أصبح منهجًا وسياسة رسميّة لدى جهاز الأمن "الإسرائيلي" وبدون أي نوازع إنسانية ولا مراعاة لحقوق الطفل الدولية. وأفاد الأسير مؤمن نعيم محمد الطويل 15 سنة، سكان بيت حنينا قضاء القدس الذي اعتقل يوم 12/5/2014، إنّ الوضع في سجن المسكوبية غربي القدس حيث حُقق معه هناك على مدار شهر، صعب جدًا ويشبه المسلخ. وقال انه تعرض خلال التحقيق بالمسكوبية وفي غرفة 4 بالضرب بعصي من حديد على يد المحققين على ظهره وصدره، وأنّه خلال وجوده في الزنازين كان الوضع قاسٍ للغاية، حيث لا تصلح لعيش الحيوانات فالأكل سيء جدا، والزنازين قذرة وضيقة.
وأفاد أن السجانين كانوا يدخلون عليه إلى الزنزانة وينهالوا عليه ضربًا بأيديهم وبعصي من حديد، وفي إحدى المرات دخل عليه سجان وهو يحمل جهاز كهرباء وهدده، وأنّه خلال وجوده في الحمام فتح السجان باب الحمام وقام بسكب كمية من المياه الباردة المثلجة على جسمه. وأفاد الأسير الطويل أنّه خلال اعتقاله هجم عليه ثلاثة من المستعربين وقاموا بضربه مما أدى إلى إصابته بجروح عميقة في يده وقدمه، وقال انه وخلال نقله في سيارة عسكرية انهال الجنود عليه بالضرب المبرح..