افراسيانت - الناصرة ـ “رأي اليوم”- من زهير أندراوس - مع حلول الذكرى الـ 49 لاستكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى، سادت أجواء من التوتر والمشاحنات في المسجد الأقصى، صباح اليوم الأحد، عقب اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد واستفزاز حراس المسجد والمصلين. وأفاد مراسل كيوبرس أن نحو 117 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة تحت حماية قوات الاحتلال، حيث تجولت مجموعتان من المقتحمين في رحاب المسجد، بينما اتخذت مجموعة ثالثة مسار “الهروب” من باب المغاربة حتى باب السلسلة.
وأشار إلى أنّ إحدى مجموعات المستوطنين اقتحمت برفقة حاخام قدّم لهم شروحات عن الهيكل المزعوم داخل باحات المسجد، ما أدى إلى الاحتقان والتوتر الشديد بين حراس المسجد الأقصى والمصلين المتواجدين منذ الصباح الباكر. كما نشب جدال حاد دار بين الحاخام وأحد المصلين الذي اعترض على مزاعم الحاخام بأن المسجد الأقصى هو حق لليهود، وأن المسلمين -بحسب الحاخام-استولوا عليه ويجب تخلصيه منهم.
يذكر أن عددا من المنظمات والجماعات اليهودية أطلقوا مؤخرا دعوات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى وإجراء الاحتفالات داخل باحاته، اليوم الأحد عشية حلول شهر رمضان المبارك، بمناسبة حلول الذكرى الـ 49 لاستكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى. كما أطلقت منذ أيام منظمات متطرفة ناشطة في بناء الهيكل المزعوم، حملة إعلامية واسعة لتنشيط ودفع أفرادها والمجتمع الإسرائيلي لاقتحام الأقصى وإجراء الاحتفالات في المسجد الأقصى. هذا ويسود الهدوء والحذر في المسجد الأقصى في ظل أجواء مرشحة للمزيد من الاقتحامات.
إلى ذلك، عقدت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو جلسة خاصة وغير اعتيادية، على أنقاض قرية الولجة الفلسطينية غربي مدينة القدس، وذلك احتفالاً بالذكرى الـ 49 لاحتلال المسجد الأقصى واستكمال احتلال مدينة القدس، أو ما يطلق عليه الاحتلال ذكرى “تحرير وتوحيد شطري القدس″ تحت شعار “يوم القدس″.
وعرض في الجلسة عدة ملفات ومشاريع ضخمة لتهويد القدس وتعزيز الوجود اليهودي فيها، فيما ستقّر خطة خاصة تحت اسم “خطة تطوير القدس في عام يوبيلها” – أي مرور 50 عاما على الاحتلال-، وهي في الحقيقة خطة لتعزيز وتكثيف التهويد في القدس المحتلة. كما عُرضت عدة مقترحات ومخططات لإقرارها من بينها مشروع إقامة قرية رياضية متعددة الأهداف في مدينة القدس، تخصيص أرض لإقامة مشروع سكني خاص بقوات الاحتلال (جيش، شرطة، وسلطة سجون)، وتخصيص أرض لإقامة مؤسسة تعنى بتعميق التربية اليهودية. على صلةٍ، شن الحاخام المتطرف يهودا غليك، عضو الكنيست عن حزب الليكود، هجومًا أرعنًا على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ووجه لها تهديدا مباشرًا بأنها في حال أصرّت على موقفها بالتمسك بكامل المسجد الأقصى ورفض تقسميه، فإنها ستخسر كل شيء، وستهدم قبة الصخرة بل وكامل المسجد الأقصى.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “هآرتس″ العبرية، والتي ادعى فيها غليك أن سياسة الأوقاف القائمة على أنها صاحبة الملك والحق الخالص والأوحد في المسجد الأقصى، قد تؤدي إلى هدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وأنّه في حال وقعت حرب لهذا السبب فإنّ الخاسر سيكون فيه دائرة الأوقاف، على حدّ تعبيره.
وأضاف غليك أّنّ سياسة فرض الأمر الواقع على الأوقاف وزيادة عدد اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى، سيؤدي حتمًا إلى فرض أمر واقع جديد يتمثل في فرض تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، عن طريق تخصيص أوقات صلاة خاصة ومنفردة لكل منهما، كما أكّد. وقد كرر في الأيام الأخيرة النائب غليك، الذي ينشط في اعتداءاته واقتحاماته للمسجد الأقصى ويدعو إلى إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى-، تصريحاته بأنه سيستغل وجوده في الكنيست للعمل على تنشيط وتكثيف اقتحامات الأقصى وفرض صلوات يهودية فيه بأسرع وقت ممكن.
وفي حديث مع “كيوبرس″ عقب الشيخ مهدي مصالحة – الناطق الرسمي باسم “الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى” على أقوال غليك، قائلا إن تصريحاته تؤكد أنّ هذه الحكومة باتت تعطي الضوء الأخضر لهؤلاء المجانين بإشعال النار التي لن يستطيع أحد إطفاءها بعد ذلك، وأن هذه النبرة المتعجرفة من غليك ليست جديدة بيد أنها الآن تأخذ الصفة الحكومية الرسمية وهي لهجة فيها إعلان حرب على السيادة القائمة في المسجد الأقصى المبارك اليوم وهي سيادة الأوقاف.
كما اعتبر دعوة غليك إلى تقسيم الصلاة بين المسلمين واليهود، يؤكد تبنّي الحكومة لهذه الدعوة وهو ما يدعونا نحن المسلمين في فلسطين خاصة والمسلمين عمومًا في العالم إلى زيادة درجة اليقظة والانتباه مما ستحمله المرحلة القريبة القادمة وهي مرحلة إعلان حرب رسمية حكومية ضد المسلمين في المسجد الأقصى وخاصة ضد الأوقاف صاحبة السيادة الحقيقية اليوم هناك.