افراسيانت - استولى مستوطنون متطرفون، فجر امس الإثنين، على مبنى ضخم في قلب حارة السعدية بالبلدة القديمة من القدس على بعد أقل من 200 متر عن المسجد الأقصى من ناحيته الشمالية.
ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق وساحة واسعة تزيد مساحتها عن 60 متراً مربعاً، ملحق بها عدد من الغرف تطل جميعها على باحات الأقصى، وتشرف على عدد آخر من البؤر الاستيطانية المقامة في الحارة، أشهرها على الإطلاق عقار ضخم لعائلة قرش المقدسية، كان المستوطنون استولوا عليه قبل سنوات عدة مستغلين عدم تواجد قاطنيه فيه.
وأفاد مواطنون مجاورون للمبنى المستولى عليه لـ"شينخوا"، ان المبنى كانت تقيم فيه عائلة أوزباشي قبل أن تغادره على نحو مفاجئ، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المبنى دون أية عراقيل، تماماً كما بات يحدث في عقارات يشتبه بتسريبها من قاطنيها، الأمر الذي تكرر خلال العامين الأخيرين.
ويغادر المقيمون في العقارات وتختفي آثارهم فجأة، ليحل مكانهم مستوطنون يقومون على الفور بتغيير أقفال العقارات وهدم بعض الهياكل الداخلية والشروع بأعمال بناء وترميم داخلية تغير طبيعة المكان، وفق المواطنين.
ووصف الشيخ عكرمة صبري في تصريح خاص لـ"شينخوا" في أول تعليق على عملية الاستيلاء الجديدة على العقار في حارة السعدية، بأنها "خطيرة"، ولا بد من مساءلة من كان يقيم في العقار لمعرفة ملابسات وظروف عملية الاستيلاء، ومحاسبة من اقترفوها.
وجدد الشيخ صبري فتواه بتحريم بيع وتسريب العقارات للجماعات الاستيطانية اليهودية، مؤكداً أن من يقوم بها آثم، وعلى المسلمين مقاطعته ومنع دفنه في مقابرهم.
بدوره، أوضح الباحث في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن، أن مسألة الاستيلاء والتسريب على العقارات في القدس وتحديدا البلدة القديمة ، تتطلب أولا معرفة انواع العقار في البلدة القديمة مشيرا الى ان هناك عقارات خاصة، وعقارات وقفية اسلامية، مسيحية، وحتى يهودية، وهناك أيضا وقف ذري، وعقارات تم وضع اليد عليها عبر قانون املاك الغائبين، وعقارات تم وضع اليد عليها عبر قانون الاملاك العامة.