افراسيانت - أعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية، السفير احمد بن حلى، انه بعد اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة الغربية في دورتها المقبلة والتي كانت مقررة في شهر نيسان (ابريل) المقبل تؤول رئاسة القمة حسب الحروف الأبجدية للدول العربية الى موريتانيا.
وقال بن حلي في تصريح صحافي ، انه طبقا لملحق ميثاق جامعة الدول العربية فإن القمة العربية تعقد بشكل دوري كل عام حسب الحروف الأبجدية للدول العربية وبإعتذار المغرب تؤول القمة لموريتانيا، مضيفا انه حسب الملحق فإن القمة تعقد في دولة المقر الا اذا ارتأت الدولة التي تترأس القمة استضافتها على أراضيها وهو ما جرى عليه العرف.
واضاف بن حلي : ان وزير خارجية المملكة المغربية صلاح الدين مزوار أبلغ الامين العام للجامعة العربية هاتفيا اعتذار المملكة عن استضافة القمة العربية ونحن بإنتظار مذكرة رسمية من الخارجية المغربية حتى نستطيع تعميمها والتشاور مع الدول العربية وموريتانيا لمعرفة موقفها من استضافة القمة على أراضيها او دولة المقر برئاستها.
وكانت المملكة المغربية أبلغت رسميا جامعة الدول العربية قرار الاعتذار عن تنظيم القمة العربية المقبلة التي كان مقررا أن تستضيفها الرباط الشهر المقبل.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية، أنه بتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، أبلغ صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قرار المملكة المغربية "بإرجاء حقها في تنظيم دورة عادية للقمة العربية".
وذكر البيان أنه تم اتخاذ هذا القرار طبقا لمقتضيات ميثاق جامعة الدول العربية، وبناء على المشاورات التي تم إجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، وبعد تفكير واع ومسؤول، ملتزم بنجاعة العمل العربي المشترك، وبضرورة الحفاظ على مصداقيته.
وأضاف البيان أنه "نظرا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي"، مشيرا الى ان الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية.
وسجل البلاغ أنه "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي".
وأكد أن "العالم العربي يمر بمرحلة عصيبة، بل إنها ساعة الصدق والحقيقة، التي لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام، مرة أخرى، بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات التي يعيشها العالم العربي، دون تقديم الإجابات الجماعية الحاسمة والحازمة، لمواجهة هذا الوضع سواء في العراق أو اليمن أو سوريا التي تزداد أزماتها تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية، كما لا يمكنهم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، أو الاقتصار على دور المتفرج، الذي لا حول له ولا قوة، على المآسي التي تمس المواطن العربي في صميمه".
كما أكد البيان أن المغرب "لا يريد أن تعقد قمة بين ظهرانيه دون أن تسهم في تقديم قيمة مضافة في سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى، ألا وهي قضية فلسطين والقدس الشريف، في وقت يتواصل فيه الاستيطان الإسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنتهك فيه الحرمات ويتزايد فيه عدد القتلى والسجناء الفلسطينيين".
وقال أن المملكة المغربية كجميع الدول العربية الشقيقة، تتطلع إلى عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربي المشترك والتضامني، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأمل للشعوب العربية، مؤكدا أن هذا ما ألهم المساهمة البناءة والدور المشهود به للمغرب في دعم المسار السياسي بليبيا والذي أفضى إلى اتفاق الصخيرات التاريخي وتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد المغاربي.
وشدد البيان على أن "التملك الجماعي والبناء المشترك لمستقبل الدول العربية هما خير ضمان للاستقرار، والحصن الواقي ضد تفاقم التوترات الجهوية، وتنامي نزوعات التطرف والعنف والإرهاب، التي تقوض الأسس التي تقوم عليها الدولة الحديثة، وتمس بقيمنا الأصيلة".
وخلص إلى أن المغرب سيواصل عمله الدؤوب في خدمة القضايا العربية العادلة، ومحاربة الانقسامات الطائفية، التي تغذي الانغلاق والتطرف، ومن أجل تطوير دور جامعة الدول العربية كمحفز للمشاريع المجتمعية الكبرى.