آمر اللواء الثاني القوة الثالثة في ليبيا يكشف عن وجود مقاتلين أجانب في صفوف مجموعة إبراهيم الجضران ويؤكد أن الحسم العسكري هو الحل.
طرابلس - افراسيانت - نفى صلاح الجبو آمر اللواء الثاني القوة الثالثة المكلفة بتحرير الموانئ والمواقع النفطية الواقعة خارج سيطرة الدولة وجود تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، مؤكدا أن الحسم العسكري هو الأرجح لإنهاء اشتباكات الموانئ النفطية.
وقال الجبو إن هدوء حذراً يسود منطقة السدرة هذه الأيام، مشيراً إلى أن الأحوال الجوية كانت سبباً في توقف القصف كاشفا عن أن قوات عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر التي قصفت المنطقة خلال الأيام الماضية استخدمت قنابل عنقودية وفسفورية في الجهة المحاذية للساحل قبل 10 أيام.
وحول حوار جنيف رأى آمر اللواء الثاني القوة الثالثة أن الحسم العسكري سيستمر و"نحن مازلنا نقاتل حتى هذا اليوم"، وأضاف "لن نسمح بأن يحكمنا الحكم العسكري أو الأيدلوجيات الإسلامية".
وأضاف أن هناك استعدادات لحوار جنيف، مشيرا إلى التئام ثلاث غرف من ضمنها الغرفة العسكرية وأن مجموعة من العسكريين سيعقدون لقاء في رئاسة الأركان بطرابلس لبلورة موقفها تجاه الحوار.
وأضاف أن"العالم الخارجي أصبح يتخبط الآن في موقفه إزاء ليبيا"، داعياً العالم الخارجي إلى دعم الشعب الليبي كما فعل في بداية الثورة، وأن يوقف محاولات التدخل الأجنبي الذي تمارسه بعض الدول.
وأوضح الجبو وقوعهم في منطقة صعبة جغرافياً إذ ترتفع المنطقة قبل السدرة على سطح البحر حوالي من 43 مترا حتى 73 مترا ممّا يجعلهم في منطقة مكشوفة تزيد من صعوبة مهمتهم.
وقال الجبو إن عملية الشروق هي ثلاث مراحل، الأولى ركزت على مراعاة الأسر والأهالي في بن جواد، مضيفاً أنهم لم يستطيعوا الانتهاء من ذلك لأن الأمر كان من الصعوبة بمكان، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية هي الجارية الآن و"نحاول فيها الردّ وبالفعل أننا استطعنا ذلك".
وأضاف أن المرحلة الثالثة "لم تبدأ بعد"، متوقعاً دخولهم في المرحلة الثالثة خلال الأسبوع القادم والأمر يعود لأوامر القائد الأعلى للجيش الليبي.
وأفاد الجبو بأن مجموع الضحايا منذ بداية الاشتباكات في ميناء السدرة بلغ 17 قتيلاً 16 منهم جراء القتال وضحية توفي متأثراً بجراحه في حادث، أما الجرحى فيبلغ عددهم 100 جريح، بعضهم تم علاجهم والبعض الآخر تم نقلهم لتلقي العلاج في الخارج لتركيا واليونان وألمانيا.
وأشار إلى أن عدد الأسرى من طرف عملية الشرق بلغ اثنين، أما من طرف الجضران (مسلحو إقليم برقة) عددهم ثلاثة أسرى، يتم تبادلهم بالتعاون مع الهلال الأحمر في اجدابيا. وقال إن قواته دخلت ميناء السّدرة في إحدى مراحل الاشتباك ولكنها تراجعت منه تفادياً لزيادة الخسائر.
وكشف الجبو عن أن مقاتلين من جنسيات مختلفة يتواجدون في صفوف الجضران، لافتا إلى أن مصادره رصدت 120 مقاتلا من تشاد، و400 مقاتل آخرين من هذه المجموعة تم منحهم الجنسية الليبية كما يوجد بعض العسكريين السوريين، وأحدهم يدعى "عصام" وتم التعرف على هويته من خلال أجهزة التنصت اللاسلكية، هذا بالإضافة لـ 400 إلى 700 مقاتل من الليبيين.
وصنّف آمر اللواء الثاني القوة الثالثة إلى ثلاثة أصناف، أنصار الشريعة وهم قسمان، قسم معتدل يريد الحكم الإسلامي، ولهم الاستعداد للتخلي عن السلاح والامتثال للقانون، أمّا القسم الاخر فلا سبيل لديه لطرح السلاح وهم قلّة.
واشار إلى أن الصنف الثاني من المجرمين ويتخذون من أنصار الشريعة مظلة لحمايتهم، والصنف الثالث من العسكريين الذين كانوا في نظام القذافي وهم كذلك يتخذون من أنصار الشريعة مظلة لحمايتهم، نافياً وجود تنظيم "داعش" في ليبيا أو قلّة عددهم إن وجدوا.
وقال صلاح الجبو إن صاروخين من طائرات حفتر استهدفا المنطقة سقط أحدهما على منزلين وسقط الاخر على منزل مجاور مخلفاً دماراً كبيراً وبدون أضرار بشرية.
وأشار إلى انهم طلبوا من السكان قبل القصف ببضعة ساعات إخلاء المكان، مؤكداً أن المنطقة المستهدفة غير عسكرية وأن عدد العائلات النازحة 12 عائلة انتقلت إلى منطقتي "النوفلية وأم القنديل"، مرجحاً أن يكون الهدف من القصف العشوائي إدخال الذعر في نفوس النّاس وتأليب الرأي العام على عملية الشروق.
ومن بين المباني التي قصفتها الطائرات الحربية التابعة لعملية الكرامة، المستشفى الميداني ما ادى إلى مقتل اثنين من الأطباء ، بالإضافة لقصف مصرف الوحدة مرتين وتضررت واجهته بالإضافة لبعض المكاتب، كما قصفت مدرسة ابتدائية مّا خلف خسائر مادية كبيرة.
وقال الجبو إن لجنة لنزع مخلفات القصف ستبدأ أعمالها خلال الأيام القادمة ومن ثم حصر وتقييم الأضرار الناجمة عنه.
يشار إلى أن سكان منطقة بن جواد التي يقع في محيطها خليج السّدرة أغلبهم من الطبقة المتوسطة، ويعملون كسائقي سيارات للموانئ النفطية، وبعضهم يمتهن الصيد وبعض الأعمال البسيطة.
وبشأن مقتل 14 في بوابة بمحاذاة محطة سرت البخارية، قال الجبو إن "ما وردنا من معلومات يرجح أن السبب الرئيس وراء قتل الجنود هو رفضهم الإدلاء بأي معلومات، كما أن القتلة قاموا بحرقهم بعد القتل لإخفاء آثار الجريمة، مضيفاً أن أحد شهود العيان لا يزال على قيد الحياة ولكنه رفض الإدلاء بأي معلومات ويعتقد بأنه بحالة نفسية غير سوية حسب إفادة أهله.
من جانبه أفاد أحد الأطباء في المستشفى الميداني يدعى مروان المبارك إن المستشفى يستقبل كل الحالات، وأن الطاقم الطبي يتألف من 13 طبيباً بالإضافة لجراحين وطلاب الطب ينحدر أغلبهم من مصراتة وطبيب من سبها.
وأضاف أن جميع العاملين من المتطوعين، مشيرا إلى مقتل طبيبين اثنين أثناء قصف المستشفى الميداني. وأوضح أنهم يعملون بنظام التناوب لتغطية احتياج المستشفى الميداني في خليج السدرة إضافة لمستشفى"الوطيّة " التي تشهد معارك أيضاً، لافتا إلى أن اجمالي الحالات الواردة يبلغ 215 حالة منذ بداية عملية الشروق في ميناء السدرة.
وأشار إلى أن المستشفى يقدم الإسعافات الأولية للجرحى فيما يتم نقل الحالات الحرجة لمستشفى ابن سينا في مدينة سرت أو مستشفى مصراتة ، موضحاً أن هناك حاجة ماسة لدعم بالإسعافات الأولية وأجهزة الكشف الطبي. وأشار إلى أن أغلب الدعم الطبي بالأدوية والمستلزمات تأتي عن طريق الهلال الأحمر الليبي .