وفد عراقي في واشنطن لطلب دعم العشائر السنية وتسليحها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وسط تحذيرات من تكرار تجربة الصحوات.
الأنبار / العراق - افراسيانت - قال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار العراقية (غرب) إن وفداً يضم شخصيات حكومية وعشائرية من المحافظة توجه أمس إلى واشنطن لطلب تسليح عشائر المحافظة لمواجهة “داعش” خاصة في ظل وجود 9500 مقاتل جاهز للمعركة ضد التنظيم المتشدد.
وتأتي هذه الزيارة في وقت ترفض فيه الحكومة المركزية في بغداد تسليح المقاتلين السنّة بمقابل حظوة خاصة لميليشيات الحشد الشعبي التابعة لأحزاب دينية مشاركة في حكومة حيدر العبادي.
وينتظر أن يلتقي الوفد خلال الزيارة عددا من المسؤولين الأميركيين لبحث كيفية تقديم الدعم والتسليح لمقاتلي العشائر السنية الموالية للحكومة.
وتشكو العشائر، التي تكون في مواجهة هجمات مقاتلي داعش، من غياب الأسلحة التي تمكنها من تحقيق تقدم دون خسائر كبرى، وهو ما يتوفر لدى ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التي يشرف عليها وزراء وفاعلون في الحكومة ما يسمح بحصولها على التمويل والتسليح اللازمين.
وفي سياق استعدادات العشائر لمعركة فاصلة مع “داعش” الذي قتل مئات من أبنائها، أعلن اتحاد القوى الوطنية عن وجود 9500 مقاتل من أبناء عشائر الأنبار في قاعدتي الحبانية وعين الأسد بانتظار التسليح من الحكومة الاتحادية لتحرير مناطقهم من تنظيم “داعش”، فيما عزا عدم تسليح العشائر حتى الآن إلى عدم ثقة الحكومة فيهم.
وقال القيادي في الاتحاد أحمد السليماني إنه “لدينا 9500 مقاتل في قاعدتي الحبانية وعين الأسد بالأنبار، وهم مدربون على السلاح بإشراف الجيش”، مضيفا أن “هؤلاء المقاتلون بانتظار تسليحهم من قبل الحكومة لتحرير مناطقهم”.
وبيّن أن “الحكومة لا تسلح أبناء العشائر لعدم ثقتها فيهم، رغم أنهم أثبتوا الجدارة والجدية في تحرير مناطقهم خلال عامي 2005 و2006 من تنظيم القاعدة”، مشيرا إلى “أننا نقبل بتطوع أبناء العشائر ضمن صفوف الحشد الشعبي إذا تم ذلك وفق سياق مؤسساتي لتحرير مناطقهم”.
لكن مراقبين محليين استبعدوا أن ينجح وفد العشائر في إقناع الأميركيين بإرسال أسلحة سواء أكانت متطورة أو تقليدية لآلاف من المقاتلين التابعين للعشائر السنية، لافتين إلى أن البيت الأبيض لا يريد أن يكون طرفا في معركة ليّ الذراع بين الحكومة المركزية والمحافظات مثلما كان الشأن في الصراع بينها وبين إقليم كردستان.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى العراق جون آلن أكد الأربعاء أن بلاده لن تسلح العشائر السنية مباشرة وإنما عن طريق وزارة الدفاع العراقية.
وجاءت تصريحات آلن بعد أن طالب نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي بدعم العشائر لإكمال الاستعداد لتحرير الموصل.
وتساءل المراقبون عن السرّ الذي يدفع وزير الدفاع خالد العبيدي (وهو من المكون السني) إلى إعلان دعم وزارته لقوات البيشمركة بمجالي التسليح والتدريب، أو يجعل الحكومة المركزية تخصص ميزانية كبرى لتدريب ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وتسليحها، فيما يتم استثناء المقاتلين السنة من التسليح لمواجهة احتلال داعش لمناطقهم.
ويشكو المقاتلون السنة من أن ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية تمنعهم من الحصول على الأسلحة، وأنها تدفعهم ليكونوا في مقدمة المعارك، وأنها تبادر إلى السيطرة على الأماكن التي يتم تحريرها وتضعها تحت سيطرتها المباشرة.
ويحذّر المراقبون من تكرار تجربة الصحوات (مقاتلون تابعون للعشائر السنية) في 2005 و2006 التي تولت طرد القاعدة، لكن الحكومة لم تف بتعهداتها تجاههم خاصة ما تعلق بإدماجهم في الجيش أو قوات الأمن.