بغداد - افراسيانت - قتل 32 شخصا على الاقل الاثنين في اعتداءين في العراق شملا هجوما على مركز تجاري في بغداد، وتفجيرين في مقهى في بلدة المقدادية شمال شرق العاصمة، تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
وقتل 12 شخصا على الاقل في الهجوم الاول حين فجر مسلحون سيارة مفخخة واطلقوا النار في منطقة مكتظة واحتجزوا رهائن في مركز تجاري شرق بغداد، فيما قتل 20 شخصا في تفجيرات في بلدة المقدادية بمحافظة ديالى.
واعلن مسؤول امني عراقي انتهاء الهجوم على المركز التجاري في حي بغداد الجديدة شرق العاصمة، مؤكدا ان القوات الامنية تسيطر على الوضع بالكامل.
واكد مسؤول في المستشفى حصيلة القتلى مشيرا الى ان 36 شخصا اصيبوا ايضا بجروح في الهجوم.
وكان مسؤول في الشرطة قال في وقت سابق "انهم داخل مول زهرة بغداد وعندما اقترب عناصر الشرطة بشكل كبير قاموا بقتل ثلاثة من الرهائن".
والمركز التجاري مؤلف من اربع او خمس طبقات ويقع في حي بغداد الجديدة التجاري الذي يعج بالحركة وحيث تقيم غالبية من الشيعة في الطرف الشرقي للعاصمة.
وانتشرت سحابة دخان اسود فوق الحي.
واشار مصدر رفض الكشف عن هويته في وزارة الداخلية الى ان عددا غير محدد من المسلحين فتحوا النار في الشارع بعد تفجير سيارة مفخخة ووقع تبادل اطلاق نار لفترة وجيزة بينهم وبين قوات الامن قبل ان يقتحموا المركز التجاري.
وافادت الشرطة ان قوات مكافحة الارهاب في اجهزة الاستخبارات حضرت الى المكان فيما تمركز قناصة النخبة في مبان حول المركز.
وفي وقت لاحق اعلن العميد سعد معن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد ان الهجوم انتهى وان القوات الامنية "تسيطر بشكل كامل على الوضع".
وقال "هناك انتشار امني كبير في محيط موقع الهجوم. ولقد اغلقت ابرز الطرقات في هذه المنطقة من بغداد". واشار الى مقتل المسلحين و"تحرير الرهائن".
وفي هجوم اخر، قتل 20 شخصا واصيب عشرات في تفجيرين وقعا في المقدادية شمال شرق بغداد، كما قال مسؤولون امنيون.
وانفجرت قنبلة في مقهى فيما فجر انتحاري سيارة مفخخة بعدما تجمع اشخاص في المكان، كما قال مسؤولون في الجيش والشرطة.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية عملية احتجاز الرهائن مشيرا الى ان "انغماسيين" قاموا بتنفيذها مستهدفين "الرافضة"، في اشارة الى الشيعة.
وجاء في بيان صادر عن "الدولة الاسلامية-ولاية بغداد" نشر على حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي "انطلق اربعة من جنود الخلافة لتنفيذ عملية انغماسية وسط تجمع للرافضة المشركين في وسط بغداد، تمكن ثلاثة منهم من الانغماس وسط تجمع كبير واحدثوا فيهم مقتلة عظيمة".
وتابع البيان "بعد قدوم قوة اسناد للمرتدين، فجر استشهادي سيارته المفخخة عليهم، فقتلوا منهم واصابوا قرابة التسعين".
والانغماسيون لدى الجهاديين هم المسلحون الذين يدخلون بين الحشود او وراء خطوط العدو ويكونون مستعدين لتفجير انفسهم في اي لحظة.
وتوعد بيان التنظيم الجهادي بان "القادم أدهى وأمر" في العراق.
ومساء الاثنين اصدر تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية ديالى بيانا تبنى فيه مسؤولية الهجوم على المقدادية.
وجاء فيه "انطلق الاستشهادي ابو عبدالله العراقي بسيارة مفخخة ركنها قرب تجمع لضباط ومنتسبين وعناصر من الحشد الرافضي في الحي العصري بمنطقة المقدادية".
واضاف البيان "ثم ترجل تقبله الله وفجر حزامه الناسف وسط جموعهم وبعد تجمع المرتدين لانتشال القتلى واجلاء الجرحى تم بفضل اللله تفجير السيارة المركونة، لتبلغ حصيلة العملية المباركة قبالة الستين قتيلا وجريحا".
وشهدت دول في المنطقة وفي الغرب خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة عمليات استهدفت مدنيين تبناها التنظيم الجهادي.
ويتبنى تنظيم الدولة الاسلامية بانتظام هجمات في بغداد على مدنيين من الشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق.
وما زال هذا التنظيم يحتل اجزاء واسعة من الاراضي العراقية الى غرب وشمال بغداد منذ هجومه الكبير الذي شنه في 2014.
وقد مني التنظيم بعدد من النكسات العسكرية في مختلف انحاء العراق السنة الماضية. وقال مسؤولون امنيون ان المعارك والضربات الجوية اضعفت قوته.
ويعزو محللون تراجع الهجمات التي تستهدف مدنيين في العاصمة الى هذه النكسات.
واعلنت اجهزة الاستخبارات العراقية في كانون الاول/ديسمبر انها اعتقلت 40 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية كجزء من عملية كبرى في منطقة بغداد.