عقوبات أميركية جديدة على دمشق.. موغيريني: اتفاق روسي - أوروبي لإيجاد حل ديبلوماسي في سوريا
افراسيانت - اتفقت روسيا والاتحاد الأوروبي على مواصلة الجهود لإيجاد حل ديبلوماسي في سوريا، بعد أن تحدثت وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغيريني مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. في الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة، فرض عقوبات مالية على شركات وأشخاص، بينهم وسيط للحكومة السورية قالت انهم سهلوا شراء النفط من تنظيم "داعش".
وغداة اسقاط تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية، أفاد مكتب موغيريني، في بيان، أن الجانبين "اتفقا على ضرورة تأمين المسار الديبلوماسي للأزمة السورية الذي افتتح في فيينا"، في اشارة الى العاصمة النمساوية.
وقال مكتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، لقد "أكدت أيضاً على أهمية توحيد الصفوف في المعركة ضد داعش (الدولة الاسلامية) وعلى تنسيق الجهود".
في سياق متصل، اقر النواب الفرنسيون، اليوم، بشبه اجماع، تمديد الضربات الجوية في سوريا التي قررها الرئيس فرنسوا هولاند في أيلول الماضي، وتكثفت منذ اعتداءات باريس في منتصف تشرين الثاني.
وقد صوت النواب بغالبية 515 صوتاً مؤيداً، مقابل أربعة ضد وعشرة امتنعوا عن التصويت، على "تمديد تدخل القوات الجوية فوق الأراضي السورية"، وذلك بموجب الدستور عندما تتجاوز مدة التدخل العسكري أربعة أشهر.
من جهة ثانية، قالت وزارة المالية الأميركية في بيان، إنه "ردًا على العنف المستمر الذي يمارسه نظام بشار الأسد على مواطنيه"، فرضت عقوبات على أربعة أشخاص وست شركات "يوفرون الدعم للحكومة السورية، ومن بينهم وسيط لشراء النفط للنظام السوري من تنظيم الدولة الإسلامية".
موسكو مستعدة لتشكيل ائتلاف ضدّ "داعش"
وبعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية، تراجع الأمل في تشكيل ائتلاف كبير ضدّ "داعش" دعا إليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رداً على اعتداءات باريس.
إلا أن السفير الروسي لدى فرنسا ألكسندر اورلوف أكد، الاربعاء، أن بلاده على استعداد لتشكيل "هيئة اركان مشتركة" ضدّ التنظيم تضمّ فرنسا والولايات المتحدة وحتى تركيا.
وقال اورلوف لإذاعة "اوروبا 1" الفرنسية: "مستعدون .. للتخطيط معاً لضربات على مواقع داعش وتشكيل هيئة أركان مشتركة من أجل ذلك مع فرنسا واميركا وكل الدول الراغبة في المشاركة في هذا الائتلاف"، مضيفاً أنه "إذا كان الأتراك يرغبون في ذلك ايضاً، فاننا نرحب بهم".
تكثيف الغارات على ريف اللاذقية
وفي التطورات العسكرية، كثف الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على ريف اللاذقية الشمالي في غرب سوريا، حيث اسقطت تركيا قاذفة روسية في المنطقة، بحسب ما افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان"، الاربعاء.
ونفذ الطيران الروسي كذلك غارات على معبر حدودي مع تركيا في محافطة حلب الشمالية، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إن "الطائرات الحربية الروسية شنت منذ ليل أمس (الثلاثاء) غارات كثيفة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان"، اللذين يعدان معاقل الفصائل المسلحة في محافظة اللاذقية.
واحصى المرصد 12 غارة روسية منذ صباح اليوم، على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.
بدوره أوضح المتحدث باسم "تجمع ثوار سوريا"، وهو تجمع اعلامي معني بمتابعة اخبار الجماعات المسلحة، عمر الجبلاوي، لوكالة "فرانس برس"، ان "اسراباً من الطائرات الروسية تتولى تباعاً قصف جبل التركمان وجبل الأكراد منذ الأمس بشكل رهيب".
واضاف الجبلاوي الموجود في جبل التركمان، أن "القصف يتركز على جبل النوبة"، حيث استهدف مقاتلو الفصائل أمس طائرة مروحية روسية ما اجبرها على الهبوط اضطرارياً.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري من جهته عن مصدر عسكري ان "سلاح الجو في الجيش العربي السوري يستهدف تجمعات الارهابيين" في مناطق عدة في "ريف اللاذقية الشمالي ويقضي على العشرات منهم".
وتستمر الاشتباكات بين الجيش والقوى المؤازرة مع الجماعات المسلحة في جبل النوبة ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، الذي يشهد منذ أيام معارك عنيفة بغطاء كثيف من الطائرات الحربية الروسية. وحققت قوات الجيش، الثلاثاء، بحسب المرصد، تقدماً في أربع نقاط في جبل الأكراد وجبل التركمان.
وفي محافظة حلب، ذكر "المرصد السوري" أن مدينة أعزاز والمنطقة المحيطة بمعبر باب السلامة على الحدود التركية تعرضتا لغارات يعتقد ان مقاتلات روسية نفذتها.
ويعيش في اعزاز تركمان سوريون كما في حلب واللاذقية.
وقتل ثلاثة اشخاص واصيب ستة بجروح في الغارات، بحسب الناشط السوري مأمون الخطيب، الذي قال ان معظم الضحايا من سائقي الشاحنات.
واضاف ان الشاحنات كانت متوقفة بعد عبور المعبر الحدودي على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود وانها كانت تنقل مساعدات انسانية وبضائع. واشتعلت النار في عدد كبير من الشاحنات.
وقال الخطيب و"المرصد السوري لحقوق الانسان" ان المنطقة كانت بمنأى عن الغارات الروسية والسورية منذ فترة، حيث لا يتواجد فيها تنظيم "داعش".
صواريخ "تاو"
الى ذلك، قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي الجماعات المسلحة كانوا في الأسابيع الأخيرة يستخدمون على نطاق واسع صواريخ "تاو" المضادة للدبابات الأميركية الصنع، التي تدفع ثمنها السعودية ويتم تزويدهم بها عن طريق تركيا، وإن هذه الأسلحة لها أثر ملموس على ساحة المعارك.
والصاروخ "تاو" هو أكثر الأسلحة فعالية في ترسانة جماعات المعارضة التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الأسد، ولوحظ أنه أصبح أكثر استخداماً من ذي قبل منذ تدخلت روسيا بشن ضربات جوية على سوريا في 30 من أيلول.
وعرضت مقاطع فيديو مسلحين وهم يستخدمون أحد هذه الصواريخ الموجهة في تدمير طائرة مروحية روسية بعد هبوطها في سوريا، يوم الثلاثاء.
وتحدث المصدر العسكري السوري عن تزايد إمدادات المعارضة من صواريخ "تاو" للمرة الأولى، وقال إنه كان لها تأثير على المعارك، لكنه هون من شأن تأثيرها العام قائلاً إن الجيش يحقق مكاسب على الأرض.
وقال المصدر: "من خلال سير المعارك تبين أنه عند الإرهابيين كمية أكبر من الأسلحة التاو الأميركية".
وأضاف المصدر قوله "هذا السلاح بدأوا يستخدمونه بكثرة، ما يدل على أنه هناك تزويد لهم من هذا النوع من السلاح المعروف وهو المضاد للدبابات وللعربات المصفحة بشكل عام".
وتأتي تصريحاته دليل آخر على كيف أن زيادة الدعم العسكري لمقاتلي الجماعات المسلحة من خصوم الأسد الأجانب ساعدتهم على صد هجوم كبير متعدد المحاور شنته قوات الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون.
وكانت مصادر رفيعة قريبة من دمشق قالت لوكالة "رويترز"، في وقت سابق من هذا الشهر، إن زيادة الإمدادات من صواريخ "تاو" أبطأت خطى هجمات برية للجيش السوري وحلفائه.
السعودية تدفع ثمن الصواريخ
وقال ممثل عن إحدى حماعات المعارضة التي تم تزويدها بصواريخ "تاو"، إن مقاتليه لا يعانون الآن من نقص الأسلحة، كما كان الحال فيما مضى. ولكنه اشتكى من أنهم لا يمتلكون سوى قاعدة إطلاق ثلاثية واحدة للصواريخ. وتقاتل جماعته إلى الجنوب من حلب.
أما المصدر العسكري السوري فقد تحدث عن تزويد المعارضة بصواريخ "تاو.. بتمويل من السعودية ومن يؤمن الإمداد تركيا".
ويجري تزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تاو بموجب برنامج للدعم العسكري للجماعات السورية التي تم فحصها بدقة للتأكد من أنها معتدلة. واشتمل الدعم في بعض الأحيان على تدريب عسكري من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومن ذلك كيفية استخدام صواريخ "تاو".
وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير من واشنطن في 31 من تشرين الأول، أن الاستخبارات المركزية الأميركية وبالتعاون مع السعودية وقطر، زادت في الآونة الأخيرة عدد جماعات المعارضة التي تمدها سراً بأسلحة، منها صواريخ "تاو".
وذكرت أيضا في ذلك الوقت أن شحنة جديدة كبيرة من صواريخ "تاو" تم تسليمها في تشرين الأول لمن ترى الولايات المتحدة أنهم "معارضون سنة معتدلون نسبياً" في الشمال الغربي.
ونشر مقاتلو المعارضة الذين ينضوون تحت لواء "الجيش السوري الحر" العديد من مقاطع الفيديو لمقاتليهم وهم يطلقون صواريخ "تاو" في الأسابيع التي تلت شن الجيش وحلفائه هجمات في مناطق غرب سوريا، ذات أهمية حيوية لبقاء الأسد. وبدأت غارات القصف الجوي الروسية في 30 من أيلول.
وقال المصدر العسكري إنه لوحظت زيادة إمدادات المعارضة من هذا السلاح منذ أواخر تشرين الأول، ولاسيما في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه.
ورأى أن "هذا السلاح المضاد للدبابات بالتأكيد هو يؤثر على عمل القوات المدرعة والقوات المصفحة بالتأكيد، لأنه هو سلاح أميركي معروف تأثيره ومعروف أنه سلاح فعال ضد المدرعات. استخدموه بكثرة مما يدل على أنه توفر لديهم هذا السلاح".
وأضاف المصدر قوله: "بالتأكيد عندما يستخدم أي طرف سلاحاً فعالاً سيؤثر بالتأكيد وليس إلى الحد الكبير. نحن في ريف حلب الشرفي وريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي وريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي جيشنا يتقدم، ولكن أنا قلت إن أي سلاح نوعي ومتطور بالتأكيد سيؤثر على خطط أو طريقة قتال أي جيش أو أي تشكيل عسكري".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي، إن الجيش الأميركي يقدم أسلحة مضادة للدبابات ومضادة للمدرعات في سوريا ومدربين على استخدام الأسلحة. وقال أيضاً إن هذا "خطأ فادح" وإن الأسلحة "ستسقط بالتأكيد في أيدي منظمات إرهابية".
(السفير ،رويترز، أ ف ب، "الأناضول)