افراسيانت - كثّفت موسكو وباريس غاراتهما ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" الذي تبنّى إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء واعتداءات باريس الجمعة.
وتعهّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند بالردّ "من دون هوادة" على الاعتداءين.
ولليوم الثاني على التوالي، شنّت المقاتلات الفرنسية غارة ليل الاثنين-الثلاثاء، على الرقّة، معقل التنظيم، ودمّرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، إن "الجيش الفرنسي شنّ للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارة جوية على داعش في الرقة في سوريا"، موضحاً أن الغارة التي شُنّت في الساعة 1:30 (00:30 بتوقيت غرينتش) شنّتها "عشر مقاتلات من طراز رافال وميراج 2000 انطلقت من الإمارات العربية المتحدة والأردن" وألقت 16 قنبلة، في عملية مماثلة للغارة التي نفذت مساء الأحد.
وأكد البيان أنه "تمّ ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن"، مشيراً إلى أن الغارة التي نُفّذت بالتنسيق مع القوات الأميركية استهدفت "مواقع تمّ تحديدها خلال مهمات استطلاع أجرتها فرنسا مسبقاً".
وأعلن الأميرال الفرنسي انطوان بوسان، الذي يتولّى قيادة عملية "شمال" الاسم الذي أُطلق في ايلول 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضدّ "داعش" في العراق ضمن "الائتلاف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، أن " داعش هو عدو محدد بشكل واضح. هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم. اليوم، نُكثّف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية (...) لكن عملنا، انخرطنا به منذ أشهر طويلة".
وأضاف: "الأهداف التي استهدفناها اليوم هي اهداف عملنا عليها لأسابيع"، وذلك بعد "مقاطعة معلومات.. اتاحت لنا أن نقترح على رئيس الجمهورية" إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات "رافال" و"ميراج 2000" المتمركزة في الشرق الأوسط.
وامتنع بوسان عن تقديم معلومات أو تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس.
وأوضح بوسان أن قرابة 700 عسكري فرنسي يُشاركون في عملية "شمال"، إضافة إلى ست مقاتلات "رافال" وست "ميراج 2000"، إضافة إلى طائرة مراقبة بحرية "اتلانتيك 2"، مؤكداً وجود "موارد أخرى تتواجد هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزوّد بالوقود في الجو، وطائرات أواكس وطائرات تجسّس أخرى".
وفي السياق، تصل حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" بعد أيام عدة إلى شرق البحر المتوسط قبالة سواحل سوريا، كي تتحرّك بشكل أسرع في المنطقة وذلك بعدما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إبحارها للقيام بعمليات في سوريا.
كما شنّت موسكو "عدداً كبيراً" من الضربات الجوية على الرقّة، بعدما تعهّد بوتين بالانتقام لإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء جراء قنبلة، وتكثيف الضربات في سوريا، على الرغم من أنه لم يُحدّد التنظيم المسؤول عن التفجير.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن سفناً روسية متواجدة في البحر المتوسط وجّهت الليلة الماضية ضربات إلى معاقل "داعش" في الرقّة السورية بصواريخ "كروز" وقاذفات بعيدة المدى. وأوضحت الصحيفة أن الضربات الروسية جاءت بالتزامن مع الغارات الفرنسية على الرقّة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول فرنسي رفيع المستوى قوله إن "الروس يضربون الرقّة بكثافة، وهو دليل على أنهم أيضاً بدأوا يُدركون الخطر الذي يُمثّله داعش".
كما قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن موسكو أبلغت واشنطن انها ستسخدم صواريخ "كروز" في عملياتها وأن الجيش الروسي وجّه عدداً كبيراً من الضربات على مواقع الإرهابيين في سوريا، بما في ذلك باستخدام صواريخ كروز تطلق من البحر وقاذفات طويلة المدى".
من ناحية ثانية، أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي أن بلادها لن تشارك في عمليات عسكرية في سوريا.
ونقلت التلفزة الرسمية الإيطالية عن بينتوتي القول: "لن نشارك في عمليات عسكرية في سوريا، لكنني لا أستبعد تعزيز حضورنا في العراق، بمعنى أن نرفع عديد المهمة من 500 عسكري إلى 750 وفق المقترح المطروح حالياً أمام البرلمان".
وشددت الوزيرة على أن "مكافحة الإرهاب لا تعن فقط اللجوء إلى الوسائل العسكرية فهناك مسألة الدعاية على شبكة الإنترنت، والتمويل، والتحقيقات والاستخبارات، لذلك أعتقد أن مجالات التعاون بشكل وثيق يمكن أن تكون كثيرة".
ولفتت بينوتي إلى أن "وزراء الداخلية الأوروبيين سيعقدون اجتماعا هاماً يوم الجمعة المقبل، وسيبحثون خلاله تدابير جديدة وأخرى يمكن تطويرها في مجال مكافحة الإرهاب الذي يحتاج إلى زمن طويل والعمل بعناية فائقة".
بدورها، أعلنت الحكومة الإسبانية أنها "لن تشارك فرنسا في ضرب سوريا".
وقال وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديز دياز، في مقابلة صحافية، إن "إسبانيا تدعم فرنسا في معركتها ضد الإرهاب، لكنها الآن لا تنوي قصف سوريا".
وأكد الوزير، أن "أي عمل عسكري من قبل إسبانيا، يجب أن يكون تحت غطاء الاتحاد الأوروبي، وتحت مظلة الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "تنظيم داعش، أعلن الحرب على العالم المتحضر كله، ويجب علينا أن ندافع عن أنفسنا".
وأوضح "لا أحد محمي من خطر الإرهاب، بعد هجمات يوم الجمعة في باريس، ولكن لا يوجد سبب للذعر في إسبانيا، لأن خدمات مكافحة الإرهاب تعمل بكل طاقتها لضمان الأمن".
وقال فرنانديز دياز، "سنقدم يوم الجمعة المقبل، في المجلس الاستثنائي لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، اقتراحاً بإنشاء سجل للمسافرين على نطاق واسع، وتشديد الرقابة في الاتحاد الأوروبي، لمنع الإتجار غير المشروع بالأسلحة التي تصل للجهاديين، بالإضافة إلى قطع طرق التمويل على داعش التي تبيع النفط بأسعار منخفضة في السوق".
("روسيا اليوم"، ا ف ب، رويترز، "الأناضول")