افراسيانت - تقدمت قوات عراقية يدعمها مقاتلو "الحشد الشعبي"، امس السبت، في المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين في اليوم الرابع من هجوم واسع يهدف لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش"، من المحافظة، فيما باتت هذه القوات على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال بيجي، بحسب ما افاد مسؤولون أمنيون.
واستولت قوات "مكافحة الإرهاب" ومقاتلون الحشد المتطوعون لمساندة الجيش ضد "داعش"، على قصر صدام حسين في جبل مكحول شمالي بلدة بيجي المهمة.
وقال قائد منظمة "فيلق بدر" هادي العامري: "اليوم تحقق نصر كبير وهو تحرير القصور الرئاسية في جبل مكحول والسيطرة على هذا الجبل المهم والاستراتيجي وقطع الطريق الذي يربط بين الزاوية والفاتحة والذي كان يعد من أهم امدادادت العدو لمد بيجي بالامكانيات بالمقاتلين والأفراد".
وأبدى العامري عدم رضاه عن الضربات الجوية الأميركية قائلاً ان "الاعتماد على التحالف الدولي والأمريكان اعتماد على السراب .. بحول الله.. بقوة الله هذه العمليات لو كانت على الرمادي هم ثلاثة أيام.. أربعة ايام.. لذلك اقول لهم لكل من يعتقد أن عملية الرمادي ستتم من دون الحشد الشعبي واهم وسيثبت ذلك".
في هذه الأثناء، أعلنت خلية الإعلام الحربي في الجيش العراقي، في بيان، أن "القوات الأمنية حررت قرية شويش القريبة من منطقة الفتحة شمال بيجي، وقرية السلام الواقعة جنوب غربي بيجي".
وأضاف البيان أن الطيران العراقي وجه ضربة جوية إلى مواقع تنظيم "داعش"، في منطقة عين الدبس، بالقرب من سلسلة جبال مكحول، شمال صلاح الدين، وأن الضربة أوقعت قتلى في صفوف التنظيم.
وكانت القوات العراقية استعادت مدينة بيجي ومصفاتها النفطية وبلدة الصينية من تنظيم "داعش"، خلال الأيام القليلة الماضية باستنثاء جيوب محدودة محاصرة في المدينة، فيما واصلت القوات اندفاعها شمالاً على الطريق المؤدي الى مدينة الموصل.
وبلغت القوات العراقية بلدة الزوية وهي تتقدم باتجاه الشرقاط، آخر المدن الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين، قبل الوصول الى حدود محافظة نينوى التي تعد المعقل الأساسي للتنظيم الأصولي وعاصمتها الموصل.
وقال ضابط رفيع في قيادة عمليات صلاح الدين، لوكالة "فرانس برس": "ان القوات العراقية تحاصر بلدة الزوية وقرية المسحك الواقعتين على بعد 25 كيلومتراً شمال بيجي".
والسيطرة على الزوية والمسحك يضيق الخناق على عناصر التنظيم في هذه المنطقة ويعزلهم عن بقية المناطق ويمنع تحركهم باتجاه المدن الواقعة شرق دجلة مثل الحويجة.
وقال الخبير الأمني عبد الكريم خلف، لـ"فرانس برس"، إن "استعادة الزوية سيحرم داعش من المناورة والحركة من المناطق الآمنة في اتجاه الغرب (الرمادي) وسيكون التنظيم في موقف حرج".
وأضاف "ستكون خطوط المواصلات في اتجاه تكريت صعبة جداً عليهم وايضاً في اتجاه الرمادي الخطوط البديلة الطويلة والصعبة".
وراى خلف وهو ضابط متقاعد، أن اندفاع القوات العراقية شمالاً "قفزة مهمة في اتجاه نينوى وفرض سيطرة على طريق صلاح الدين نينوى" الذي سقط بيد داعش منذ حزيران من العام الماضي.
ولا تزال القوات العراقية المكونة من قوات النخبة والتدخل السريع وفصائل "الحشد الشعبي" تخوض معارك في جبهات متعددة في بيجي وجبال مكحول وبعض الجيوب المحاصرة.
وتعمل هذه القوات كذلك على تمشيط بلدة الصينية التي تعقد الحلقة الرابطة باتجاه صحراء الأنبار، حيث تخوض القوات العراقية هناك عملية عسكرية متزامنة لتحرير كبرى مدنها الرمادي.
وعلى مسافة أبعد الى الغرب، تخوض القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي، معارك لاستعادة الاجزاء المحتلة من بلدة البغدادي في محافظة الأنبار والقرى المحيطة بها من التنظيم الارهابي.
واستعادت القوات العراقية مسقط رأس الزعيم الراحل صدام حسين، تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين الواقعة على بعد 160 كيلومتراً شمال بغداد، في نيسان الماضي.
وبعد تلك العملية الناجحة خسرت الحكومة السيطرة على مدينة الرمادي الواقعة غرب بغداد، في ايار.
بعدها تباطأت العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، اثر ارتفاع درجات الحرارة، وركزت السلطات منذ ذلك الحين على تدريب وتجهيز القوات، ومحاولة قطع خطوط امداد التنظيم الارهابي من خلال القصف.
والمسافة بين مدينة الموصل التي تعد المعقل الرئيس للتنظيم وبلدة الزوية هي 125 كيلومتراً.
وافاد شهود عيان ان العشرات من سكان القرى التي لا تزال تخضع لسيطرة التنظيم، يفرون منها في اتجاه مناطق سيطرة القوات العراقية.
كما أفاد شهود عيان من سكان الشرقاط الواقعة شمال الزوية لـ"فرانس برس"، أن رجلا من سكان المدينة اطلق النار على عناصر من تنظيم "الدولة" واردى خمسة منهم انتقامًا لاعدام اثنين من اقاربه على يد التنظيم، قبل ان يلقى حتفه.
ويشارك مئات المقاتلين من ابناء العشائر المناهضة لـ"داعش" في المعارك في عمليات صلاح الدين.
(رويترز، "الأناضول"، أ ف ب)