افراسيانت - توعَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ثلاثة أيام من مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على أبناء مدينة القدس، بشن حرب على من أسماهم «راشقي الحجارة»، في وقت أعادت سلطات الاحتلال اعتقال الأسير الفلسطيني محمد علّان، أمس، تحت ذريعة استكمال مدة «اعتقاله الإداري»، ليجدد القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» إضرابه عن الطعام الذي أنهاه، الشهر الماضي، بحسب ما أكد محاميه جميل الخطيب.
وكان علّان قد بدأ إضراباً عن الطعام استمر لمدة شهرين في شهر حزيران الماضي، مطالباً بفك أسره من قبل قوات الاحتلال. وقال الخطيب «نحن في انتظار الرد لمعرفة سبب إعادة اعتقاله، إن كان هناك سبب جديد أو في ظل أمر الاعتقال الإداري السابق».
وأكد الخطيب أنه «من الوارد» العودة الى المحكمة العليا الإسرائيلية مرة أخرى للنظر في قرار إعادة أسر علّان، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وأشعلت قضية علّان وإضرابه عن الطعام احتجاجات في الشارع الفلسطيني مؤخراً، خصوصاً بعدما تدهور وضعه الصحي بشكل كبير خلال فترة الاعتقال الأخير.
وتتذرع قوات الاحتلال باعتقالها لعلّان، وهو أحد القياديين في حركة «الجهاد الإسلامي» بقانون «الاعتقال الإداري» التعسفي، الذي يجيز لأجهزتها اعتقال الفلسطينيين لمدة ستة أشهر، من دون أي مسوغ قضائي.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير الفلسطيني وهو محام في الـ31 من العمر، في تشرين الثاني العام الماضي، ووضعته قيد «الاعتقال الإداري» لمدة ستة أشهر قبل أن تمدد اعتقاله لستة أشهر أخرى.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري في بيان، أمس، إنه «مع التحسن الملحوظ الذي طرأ على حالته (علان) مؤخراً، تم اعتقاله للمرة الثانية حتى قضاء محكومية الاعتقال الإداري الأصلي حتى 4 تشرين الثاني المقبل». وبحسب سمري تم ترحيل علان الى «المركز الطبي التابع لسلطة السجون في الرملة»، مشيرة الى أنه أصبح قيد «الاعتقال الإداري» حالياً.
وفي القدس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، «الحرب على راشقي الحجارة والذين يلقون الزجاجات الحارقة». وجاء كلامه خلال زيارة قام بها للموقع الذي قتل فيه رجل إسرائيلي قرب حي فلسطيني في القدس المحتلة، نهاية الأسبوع الماضي، في حادث قالت الشرطة إنه قد يكون بسبب إلقاء الحجارة على سيارته.
وتعهد نتنياهو باستخدام «كل الوسائل الضرورية» ضد الذين يلقون الحجارة والعبوات الناسفة والمفرقعات على الشرطة أو «المواطنين الإسرائيليين». وأكد خلال اجتماع طارئ لمجلس الوزراء دعا إليه في نهاية رأس السنة العبرية، وبعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة في باحة المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أنه «سيتم تحديد إجراءات جديدة للردع والمنع».
وأكد نتنياهو أن الحكومة ستقوم بـ «تعديل قواعد الاشتباك وفرض عقوبة على راشقي الحجارة». وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي «الحجارة تقتل ونرغب أن يتم اعتبار الشخص الذي يتم اعتقاله لإلقائه الحجارة مثل شخص يحمل سلاحاً قاتلاً».
وفي الأقصى، ذكر مراسلون لوكالة «فرانس برس» أن باحة المسجد الأقصى، شهدت هدوءاً، ملحوظاً بعد أيام من الاشتباكات رافقت الاحتفالات برأس السنة العبرية. وبحسب مراسلي الوكالة فإن «الهدوء يبدو هشاً»، حيث يحتفل اليهود الأسبوع المقبل بـ «يوم الغفران»، وبعدها بأسبوع بـ «عيد العرش» اللذين سيشهدان تدفقاً يهودياً الى البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى.
وكرر الملك الأردني عبد الله خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، موقفه بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي «مواقف حازمة» لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، بحسب ما ذكر بيان صدر عن الديوان الملكي الأردني.
وقال البيان إن عبد الله بحث خلال اتصالين هاتفيين مع هولاند والملك المغربي محمد السادس، «الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى، والجهود التي يقوم بها الأردن لوقفها».