افراسيانت - على وقع طبول الحرب التي يقرعها "التحالف" العربي على أبواب العاصمة اليمنية صنعاء، والذي ينذر له الحشد العسكري في مأرب، تتحضر الأمم المتحدة لجولة حوار يمني جديدة وافق عليها أطراف الصراع، وسبقتها مشاورات مكثفة في العاصمة العمانية مسقط، وذلك بالرغم من فشل مباحثات جنيف في حزيران الماضي لوقف الحرب.
وبعد إعلان المنظمة الدولية عن جولة حوار يمنية جديدة الأسبوع المقبل، اكدت حكومة الرئيس اليمني المقيم في الرياض عبد ربه منصور هادي في بيان مشاركتها في "مفاوضات السلام"، ولو أنها اشترطت، كما في حزيران الماضي، على أن تقتصر على سبل تطبيق القرار الأممي القاضي بانسحاب الحوثيين من المناطق اليمنية وتسليم سلاحهم.
واكدت الحكومة التي يرأسها خالد بحاح في بيان نشر بعد اجتماع في الرياض موافقتها على المشاركة في المفاوضات على ان تقتصر على البحث في تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدن والاراضي التي سيطروا عليها منذ العام الماضي.
وقال البيان ان المشاركين في الاجتماع بمن فيهم المستشارون السياسيون للرئيس هادي قرروا "الموافقة على حضور المشاورات الهادفة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015".
واضاف البيان ان المجتمعين "طالبوا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن بذل مساعيه للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون قيد أو شرط".
وكان وسيط الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد اعلن أمس عن "مفاوضات سلام" جديدة "الاسبوع المقبل في المنطقة"، ستشمل خصوصا السعي الى "وقف اطلاق نار واستئناف عملية الانتقال السياسي السلمي".
واوضح ان هذه المفاوضات تهدف ايضا الى "وضع اطار لاتفاق على الية تتيح تنفيذ قرار الامم المتحدة رقم 2216"، مشيداً "بتعهد الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) بالمشاركة" في هذه المفاوضات.
ودعا مبعوث الامم المتحدة "المشاركين في المباحثات الى التحاور بطريقة بناءة وبحسن نية" بهدف "وضع حد سريعا للعنف الذي تسبب في آلام لا تطاق" للشعب اليمني، لافتاً إلى ان المفاوضات ستنظم في تاريخ ومكان "سيعلن عنهما في الايام القريبة".
ميدانياً، تشهد صنعاء أعنف الغارات عليها لليوم الثاني على التوالي، في وقت أعلن مسؤول كبير في محافظة مأرب أن "وحدة عسكرية يمنية مدربة في الخليج" وموالية لهادي "انضمت إلى القتال" في المحافظة الواقعة في وسط اليمن للمرة الأولى.
وذكر المسؤول أن الوحدة انضمت إلى جبهة القتال في منطقة الجفينة في مأرب.
وبحسب مصدر يمني مقرب من قوات هادي تحدث لوكالة "الأناضول"، فإن القوات وصلت استعداداً لخوض "معركة الحسم" التي ستمتد إلى العاصمة صنعاء، "لتحريرها من قبضة الحوثيين وقوات صالح".
وأضاف المصدر، أن "هناك غرفة عمليات مشتركة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية (قوات هادي)، وقوات التحالف العربي، هي التي تشرف على التخطيط، وعمليات توزيع القوة وإدارتها".