افراسيانت - جماعة «أنصار الله» التي نجحت في جرّ «التحالف» إلى «حرب استنزاف طويلة» في اليمن، قالت، يوم أمس، إنَّ الحرب، بالنسبة إليها، لم تبدأ بعد. كل ما حصل في غضون الأسابيع الماضية وأدى إلى انسحابها من الجنوب، تنظر اليه الحركة الحوثية باعتباره تغييراً في الإستراتيجية، إذ تؤكِّد أنَّها سلَّمت الكثير من المواقع الجنوبيَّة بناءً على اتفاق مع أبناء القبائل والسلطات المحلية في تلك المدن، وليس نتيجة هزيمة عسكرية.
وبعدما خرجت مناطق الجنوب اليمني عن نطاق سيطرتها، بدأت تصريحات قيادييها تعليقاً على ما حدث منذ بدء عملية «التحالف» البريَّة في عدن، إذ أعلن رئيس المجلس السياسي في «أنصار الله» صالح الصماد، أنَّ الحرب الحقيقية مع «العدوان» لم تبدأ بعد، متوعداً «التحالف» بالهزيمة الحتمية، فيما أكَّد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن شرف غالب لقمان أنَّ الجيش و «اللجان الشعبية» غيروا إستراتيجيتهم «لمواجهة العدو، كما غير العدو نفسه من إستراتيجيته الهجومية».
وفي تدوينة له على موقع «فايسبوك»، كتب الصماد أنَّ «الأيام المقبلة للعدوان، ستكون سوداء قاتمة»، موضحاً أنَّ «كل ما يحصل من تغيير في إستراتيجية الحرب، وانكفاء الجيش واللجان الشعبية من بعض مناطق الجنوب، يأتي في سياق الاستعداد للدخول في خيارات قوية ومؤلمة لرأس الأفعى، ليتجرّع آل سعود ما جرّعوه لشعبنا اليمني، ويمكن من خلالها ردع العدوان وزجره ودفع خطره عن الشعب اليمني».
من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش اليمني أنَّ قوات الجيش و «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله»، نجحت في جر السعودية «لحرب استنزاف» طويلة في اليمن، مؤكداً أنَّهم انسحبوا من بعض المناطق جنوب اليمن، بعد الاتفاق مع القبائل والسلطات المحلية.
وفي حديث لـ «سبوتنيك»، قال لقمان: «قمنا بإعادة انتشار ضمن إستراتيجية جديدة، ولهذا تمكَّن العدو من اختراق مواقع معينة في الجنوب»، مؤكداً أنَّ الجيش «غيَّر من استراتيجيته لمواجهة العدو، كما غير العدو نفسه من إستراتيجيته الهجومية من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل ثم السهم الذهبي».
وأوضح أنَّ الجيش اليمني تحوَّل من الدفاع المباشر إلى حرب النفس الطويل، «وهذه تتطلب تكتيكات وإستراتيجيات جديدة لاستدراج العدو لحرب طويلة الأمد، وهناك تفاوت هائل بين الإمكانيات العسكرية عندنا وإمكانيات العدو».
وعمَّا يُثار حول انسحاب الجيش من مناطق الجنوب، قال: «نحن تركنا كثيراً من المواقع بناء على اتفاق مع أبناء القبائل والسلطات المحلية في هذه المواقع، وبناءً على طلبهم، وهم يتحملون مسؤولية الدفاع في هذه المناطق».
ميدانياً، دفع الجيش و «اللجان»، مساء أمس الأول، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة تعز استقدموها من مدينة إب.
ونقلت «بي بي سي» عن مصادر عسكرية وشهود عيان قولهم إنَّ نحو 20 دبابة وثلاث راجمات صواريخ تابعة للجيش، اتجهت صوب معسكر الإذاعة ومنطقة الحوبان، وأعادت انتشارها في مناطق مطلة على المدينة.
واستمرت المواجهات العنيفة في المدينة الجنوبية، يوم امس، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، خصوصاً في محيط القصر الجمهوري.
واستهدفت غارة جوية منزل العميد محمد السقاف الموالي لـ «أنصار الله»، ما أدَّى إلى مقتل ستة مدنيين في بلدة جبلة في إب.
وقتل 11 شخصاً في غارة جوية أخرى على منزل في محافظة الجوف الشمالية على الحدود مع السعودية، وفق مصادر قبلية.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» بأنَّ جنديين سعوديين قتلا في مواجهات في منطقة جيزان الجنوبية، على الحدود مع اليمن.