افراسيانت - شن الطيران التركي سلسلة غارات على مواقع لـ «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرق تركيا ردا على الهجمات التي نسبت إلى أعضاء الحزب في عدد من المدن التركية، أمس الأول، في ظل تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل حملتها العسكرية ضد مقاتلي الحزب «حتى لا يبقى إرهابي واحد».
وقال أردوغان في كلمة متلفزة في أنقرة، أمس، «سنواصل قتالنا حتى إلقاء السلاح... وحتى لا يبقى إرهابي واحد داخل حدودنا»، مضيفا أن الحملة العسكرية الجوية المستمرة منذ أسبوعين ألحقت في صفوف المقاتلين الأكراد «خسائر فادحة». وأعلنت رئاسة الأركان التركية أنه «تم ضرب 17 هدفا بدقة في محافظة هكاري» جنوب شرق البلاد عند الحدود العراقية.
وشهدت تركيا سلسلة هجمات، أمس الأول، قتل فيها خمسة شرطيين وجندي في الاناضول جنوب شرق البلاد، بينما تبنت مجموعة يسارية متطرفة هي «حزب التحرير الشعبي الثوري» هجوماً على القنصلية الاميركية في اسطنبول.
وأعلن «حزب العمال الكردستاني»، امس، مسؤوليته عن تفجير مركز الشرطة في اسطنبول أمس الأول. ودعا الحزب في بيان بث على موقعه الالكتروني إلى التركيز على الهجمات التي «تدمر العدو» وليس التضحية بالمقاتل.
وأطلقت أنقرة الشهر الماضي، «حرباً على الإرهاب» مستهدفة في آن «حزب العمال الكردستاني» ومقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا، حسب زعم المسؤولين الأتراك. إلا أن أنقرة ركزت غاراتها على مواقع «الكردستاني» فيما أعلنت عن ثلاث غارات فقط على مواقع لـ «داعش».
واتهم القيادي في «الكردستاني» جميل بايك تركيا بحماية تنظيم «داعش» من خلال تركيز هجماتها على التنظيمات الكردية. وقال في مقابلة مع «بي بي سي» إنه يعتقد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتمنى نجاح تنظيم «داعش» لمنع «الكردستاني» من تحقيق مكاسب.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية المتبادلة، تشهد تركيا أزمة سياسية منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي حرمت «حزب العدالة والتنمية» من الغالبية المطلقة في البرلمان، ما قضى على خطط أردوغان بتعزيز صلاحياته وتحويل النظام الى حكم رئاسي.
وفي هذا السياق، يفترض أن يتخذ الحزب الحاكم و «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر حزب معارض، خلال الاسبوع الحالي، قرارا نهائيا حول تشكيل أو عدم تشكيل ائتلاف حكومي بعد فشل مفاوضاتهما الأولية، كما أعلنا في وقت متأخر، امس، بعدما التقى رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيلتشدار اوغلو في أنقرة بعد أسابيع من المشاورات أجراها ممثلو الحزبين.
وقال وزير الثقافة والسياحة عمر تشليك الذي أجرى المفاوضات باسم «العدالة والتنمية» إن «الرئيسين سيلتقيان من جديد الخميس أو الجمعة حسب برامج عملهما». وأضاف «هل سيكون هناك ائتلاف ام لا؟ سيعطى رد واضح على السؤال بعد الاجتماع».
وحول الأزمة السياسية الحالية، رأى الصحافي سميح ايديز في عمود في صحيفة «حرييت» أن «اردوغان يناضل.. من أجل مستقبله الشخصي أكثر من مستقبل بلده»، متهماً رجل تركيا القوي «باللعب بمستقبل تركيا مثل سلطان عثماني تعميه الطموحات العمياء».
وفي هذا السياق، فر مدعيان عامان تركيان حققا في قضية فساد طالت حكومة «حزب العدالة والتنمية» إلى جورجيا قبل ساعات على صدور مذكرتي توقــيف بحقهما، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
(السفير «الأناضول»)