نزول الثلوج لم يستبشر به اللاجئون السوريون حيث ينبئ بمأساة تنتظر المخيمات غير المؤهلة للظروف المناخية القاسية.
افراسيانت - سامية العليوي - عواصم - أثارت العاصفة القطبية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط لا سيما لبنان وسوريا والأردن وفلسطين هذا الأسبوع، موجة من الاستنفار، حيث هرع الناس إلى تخزين المواد الغذائية خوفاً من أي طارئ.
غطت الثلوج بعض البلدان العربية مثل لبنان وسوريا والأردن بعد أن اجتاحت العاصفة “هدى”أو “زينة” التي بدأت منذ مساء الثلاثاء ولا تزال مستمرة، وتقول الأرصاد الجوية إن الأمطار والثلوج من المتوقع أن تستمر حتى يوم الجمعة.
وبدأت العائلات الفلسطينية، منذ أول الأسبوع، بالنزوح من منازلها الواقعة في مناطق كانت قد تعرضت للغرق بمياه الأمطار والصرف الصحي خلال المنخفض الجوي “أليكسا” الذي ضرب غزة العام الماضي.
وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية منذ نهاية الأسبوع الماضي من خطورة المنخفض الجوي.
وفي الأثناء سارع الفلسطينيون إلى تكديس المؤن وسط توقعات بتساقط كثيف للثلوج خصوصا أنهم ما زالوا يتذكرون أحداث الشتاء الماضي الذي شهد أسوأ عاصفة في الأراضي المقدسة منذ 50 عاما.
وكانت دوائر الأرصاد الجوية في بلاد الشام قد توقعت نهاية الأسبوع الماضي وصول عاصفة جوية قوية إلى بلدان الشرق الأوسط أطلق عليها اسم “هدى” والبعض الآخر أطلق عليها اسم “زينة”.
وتسببت العاصفة الجوية في لبنان في تعليق حركة الملاحة الجوية مرتين مساء الثلاثاء، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبل أن تعود وتستأنف.
كما تم إغلاق المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة ودور الحضانة على الأراضي اللبنانية كافة أمس الأربعاء.
وتساقطت الأمطار بكميات كبيرة في العديد من المناطق ولا سيما الساحلية، كما تساقطت الثلوج على المناطق الجبلية ابتداءً من مساء الثلاثاء ما أدى إلى قطع بعض الطرقات ولا سيما الطريق الدولي إلى دمشق.
فيما تزينت منطقة البقاع اللبناني وخصوصا في مدينة شتورا باللون الأبيض ما أثار حماس بعض اللبنانيين للخروج وأخذ صور تذكارية لهم مع الثلوج.
في المقابل كان للثلوج وقع سيئ على اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية اللبنانية والأردنية، حيث بدأ اللحاف الأبيض ينبئ بمأساة تنتظر المخيمات غير المؤهلة لمثل تلك الظروف المناخية القاسية.
وفرضت العاصفة حصارا على العديد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في خيام بسيطة غطتها الثلوج في مجدليون قرب مدينة بعلبك مما تسبب في قطع المواصلات عنها.
فيما حاول لاجئون في حوش الأمراء قرب مدينة زحلة حيث تدنت درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية إزالة الثلوج عن خيامهم خوفا من انهيارها.
أما في سوريا فقد غمرت الأمطار الغزيرة الشوارع وأدت إلى إغلاق الكثير من الطرق وحدوث سيول وانجرافات في التربة وأدت الرياح القوية لاقتلاع بعض الأشجار. فيما تساقطت الثلوج على العاصمة دمشق ومحيطها وخصوصا منطقة الغوطة الشرقية التي غطى الثلج شوارعها بالكامل.
وفي الأردن تعطلت المدارس والجامعات والدوائر الرسمية، أمس، ودعت السلطات المواطنين إلى “عدم الخروج إلا للضرورة القصوى”.
وتسببت الثلوج التي تساقطت بشكل متواصل على بعض المناطق بإغلاق الطرق وخصوصا في محافظات جرش وعجلون وإربد، شمالي البلاد، فيما شرعت الأجهزة الحكومية والمحلية بالعمل على إزاحة الثلوج وفتح الطرق. ومن المتوقع أن تعم الثلوج مختلف أماكن الأردن مع اشتداد العاصفة الجمعة وهو حدث نادر لم يعتد عليه الأردنيون.
من جانبهم، قرر رؤساء الكنائس الكاثوليكية تأجيل الحج إلى المغطس (50 كلم غرب عمان) الذي كان مقررا الجمعة إلى السادس عشر من الشهر الحالي.
وقالت وزارة الداخلية الأردنية أنه “تم الاستعداد جيدا لكافة الأحوال الجوية، واتخذت العديد من الإجراءات لمواجهة هذه الظروف خاصة في محافظات الشمال”.
فيما شهدت أسواق الأردن منذ مطلع الأسبوع، تهافتا كبيرا من المواطنين على المواد والسلع الغذائية ومشتقات النفط، لتأمين احتياجاتهم المنزلية للأيام الخمسة المقبلة التي يتوقع بعدها انحسار العاصفة.
وفي مصر أعلنت هيئة الأرصاد الجوية إن موجة الصقيع التي تشهدها البلاد ستستمر إلى الأحد المقبل، مع احتمالية وجود سيول في شبه جزيرة سيناء، شمالي البلاد.
وتشهد بعض المحافظات المصرية، منذ يوم الإثنين الماضي، طقسا سيئا نتيجة الأمطار المتواصلة مصحوبة ببرق ورعد، ما أدى إلى تكدس المياه في بعض الشوارع الرئيسية. وفرضت حالة الجو على بعض المواطنين عدم الخروج من منازلهم، رغم احتفالات عيد الميلاد.
وأعلنت محافظة الإسكندرية حالة الطوارئ بكافة الأجهزة التنفيذية والخدمية مشيرة إلى أنه “تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بالمحافظة لتلقي البلاغات الخاصة بتكدس المياه نتيجة الشتاء أو تعرض أية منازل لحالات تصدع نتيجة العاصفة”، بعد أن تعرضت محافظتا كفر الشيخ ودمياط لموجة برد شديدة.
يذكر أن الثلوج كانت قد تساقطت الأسبوع الماضي أيضا في بلدان المغرب العربي مثل تونس والجزائر اللتين شهدتا موجة برد شديدة أدت إلى غلق عدة طرق رئيسية وعزل قرى بأكملها.