افراسيانت - طارق العبد - أحكم الجيش السوري، أمس، سيطرته على احد أهم المعابر التي تستخدمها المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية، عبر سيطرته على بلدة ميدعا، فيما تصاعدت حدة الاحتقان بين «جبهة النصرة» و»لواء شهداء اليرموك» في ريف درعا.
وقال مصدر عسكر سوري إن الجيش أحكم سيطرته على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية، موضحاً انه قد تم قطع طريق الإمداد الأخير الذي يربط دوما والغوطة بالخارج.
ونفت مصادر المعارضة صحة هذا الأمر، مؤكدة أنها «تصدت لمحاولة القوات الحكومية اقتحام البلدة، مع إرسال تعزيزات واستنفار كل الفصائل إلى المنطقة التي كان يتمركز فيها في وقت سابق عناصر من تنظيم داعش، قبل أن تصبح في قبضة جيش الإسلام منذ الصيف الماضي».
وتعتبر ميدعا بوابة دوما إلى الضمير، ومنها إلى جبال القلمون الشرقي، وكذلك إلى البادية، وتعد احد طرق التهريب التي يسلكها المسلحون للتنقل من مكان الى آخر.
وقللت مصادر المعارضة «من أهمية طريق الإمداد» الذي اعلن الجيش قطعه، معتبرة أن «الطريق غير صالح بالأصل لمرور المواد الغذائية، ولا حتى الأسلحة، على اعتبار انه سهل الاستهداف من قبل مطار الضمير العسكري، أو من كمائن تنفذ بين الحين والآخر، وأن صلاحيته الوحيدة هي لتهريب الأفراد». وأضافت «تدخل المواد الغذائية حصراً عبر انفاق خاصة من برزة إلى حرستا، أو عبر معبر مخيم الوافدين ويتحكم بها بالمطلق تجار المنطقة».
وفي المطلق يمكن القول إن السيطرة على بلدة ميدعا تعتبر ضربة قوية للمجموعات المسلحة في الغوطة، خاصة أنها جاءت بعد أيام من نشر مقاطع مصورة لاستعراض عسكري يتوعد فيه زعيم «جيش الاسلام» زهران علوش بالتقدم نحو دمشق، يضاف إلى ذلك أن ميدعا هي احد أكثر المواقع أهمية بالنسبة الى «جيش الإسلام»، والتي اظهر فيها قوته حين تمكن من طرد «داعش»، قبل أن يتلقى ضربة قاسية باستعادتها من قبل الجيش السوري.
وفي التطورات الميدانية جنوب البلاد، لا تزال أجواء التوتر تخيم على سهل حوران، على الرغم من هدوء الاشتباكات على اثر القضاء على معظم افراد «سرايا الجهاد»، الموالية الى «داعش». وتلوح في الأفق بوادر احتقان عشائري على خلفية إعدام «جبهة النصرة» لشابين من بلدة انخل في ريف درعا الغربي بتهمة الانتماء إلى «لواء شهداء اليرموك»، وهو ما أثار حالة من التوتر ضد التنظيم «القاعدي»، الذي يتهم مجموعات «الجيش الحر» بالتزام الحياد ورفض قتال «شهداء اليرموك»، ويعتبر أن ذلك بسبب عدم تلقيهم الأوامر من «غرفة عمليات الموك».
ورد «شهداء اليرموك» على «النصرة» بسلسلة بيانات، طالب فيها أبناء ريف درعا الغربي خاصة التزام التهدئة، وتجنب ما قال إنها فتنة، معتبراً أن «سرايا الجهاد» كانت في حالة دفاع عن النفس، ومهدداً بتوسيع المعارك في حال تم الاقتراب من مناطقه في سحم الجولان وتسيل وحيط.