قذائف على دمشق .. والجيش يشن هجوماً على جوبر .. السوريون يستقبلون العام الجديد.. بانتظار بصيص أمل
افراسيانت - في الوقت الذي يستقبل فيه العالم العام الجديد بألعاب نارية واحتفالات صاخبة، فإن السوريين يستقبلونه على أمل أن يخفف، ولو قليلاً، من معاناتهم، التي دخلت مرحلة جديدة خلال العام الماضي، مع إعلان أبو بكر البغدادي نفسه «خليفة» للمسلمين، وارتكاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والمجموعات المسلحة مجازر، لم تتكشف أعداد ضحاياها بعد.
ويأمل السوريون، وعلى رأسهم النازحون واللاجئون في دول الجوار، أن يفتح المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا ثغرة في جدار الأزمة. وتتصاعد نسبة الأمل مع دخول موسكو بقوة على الخط، عبر محاولتها جمع السلطة السورية والمعارضة، على أراضيها نهاية كانون الثاني الحالي.
لكن يبدو أن الحسابات العسكرية على الأرض لم تتغير، إن كان بالنسبة إلى الجيش السوري أو المسلحين، حيث تتواصل المعارك على الأرض السورية كافة.
ولم يختلف اليوم الأخير من السنة عن باقي الأيام في دمشق، حيث استفاق أبناء العاصمة على دفعة جديدة من قذائف الهاون، بالتزامن مع تصعيد عسكري هو الأشد باتجاه حي جوبر شرقي العاصمة.
وشن الطيران السوري سلسلة غارات على جوبر، وسط اشتباكات وصفت بالأعنف. وأعلنت مصادر ميدانية تقدم الجيش على عدة محاور، فيما كان المسلحون يحاولون التسلل عبر نفق للسيطرة على عدد من الأبنية السكنية. وقال معارضون إنه «تم تسجيل أكثر من 20 غارة جوية على جوبر»، لكنهم نفوا «أي تقدم للقوات السورية في المنطقة».
وقالت مصادر محلية إن الرصاص تساقط في شوارع القصاع والعباسيين وصولاً إلى شارع بغداد، مصدرها المواجهات الأعنف في الحي، حيث تدور المعارك من جهة ساحة العباسيين ومن جهة المتحلق الجنوبي، حيث تمكن الجيش من نسف بناء كان يتحصن فيه مسلحون عند زملكا على بعد مئة متر من المتحلق، بحسب مصدر ميداني.
ويأتي التصعيد في جوبر بعد أكثر من 20 شهراً على بدء المعارك، على الرغم من أن الحملة العسكرية على الحي، الواقع على مدخل دمشق، قد بدأت في الربيع الماضي بالتزامن مع التقدم في المليحة.
وأبى المسلحون أن تمر نهاية العام 2014 بهدوء، حيث أمطروا برزة وجرمانا والعباسيين والقصور والعدوي والصناعة وضاحية الأسد، بقذائف الهاون. وسقط صاروخا «كاتيوشا» على المزة 86. وجاء ذلك بعد ساعات من سقوط قذائف بين القصاع ومحيط السفارة الألمانية في المالكي، وذلك بعد أيام طويلة شهدت فيها العاصمة هدوءاً نسبياً.
وفي حمص، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أنه عثر على جثة القائد في «لواء الإيمان» أبو وائل الحمصي في ريف حمص الشمالي، وهو ثاني قائد يسقط للفصيل بعد المسؤول العسكري أبو حاتم الضحيك الذي قتل قبل بضعة أشهر.
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية -»سانا» إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت سلسلة من العمليات الدقيقة والمركزة على أوكار التنظيمات الإرهابية بريف حمص وحي الوعر، أسفرت عن سقوط عدد كبير من أفرادها قتلى ومصابين».
وذكر «المرصد» أن «القوات الكردية استعادت السيطرة على نحو 70 في المئة من مدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا، بعد أن صدت مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحاصرون المدينة منذ شهور وأجبرتهم على التقهقر».