لافروف يرحّب بتغير نبرة الغرب بشأن الأسد .. الجيش يطلق عملية استعادة إدلب
افراسيانت - في الوقت الذي فشل فيه ممثلون عن السلطة السورية والمعارضة في التوصل إلى ورقة عمل مشتركة في موسكو، كانت القوات السورية تطلق عملية استعادة ادلب من قبضة «جبهة النصرة»، فيما يبدو أن الوضع في مخيم اليرموك، الذي سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، يتجه إلى الحسم العسكري.
وبدأت قوات الجيش السوري عملية عسكرية لاستعادة مدينة ادلب، عبر قصف تمهيدي عنيف طال معظم مناطق تمركز المسلحين، من دون تسجيل أي تحرك لقوات المشاة. وأكد مصدر عسكري، لـ «السفير»، أن «العمليات التمهيدية تمت بنجاح»، مشيراً إلى أن تحرك قوات المشاة منوط بالمتغيرات التي ستطرأ على الأرض، الأمر الذي يبقي الانتقال إلى هذه الخطوة مفتوحاً وفقاً للمتغيرات، وهي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش في معظم معاركه مع الفصائل التكفيرية في سوريا.
وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن سلاح الجو السوري بدأ منذ فجر أمس شن سلسلة غارات طالت معظم أرجاء مدينة إدلب، الأمر الذي أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف مسلحي «جبهة النصرة» والفصائل التي تؤازرها، فيما كثفت قوات الجيش المتمركزة في معسكر المسطومة المحاذي للمدينة استهدافها لمواقع تمركز مسلحي «النصرة» عبر القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة.
واختفت التغطية الإعلامية للمحطات المؤيدة للمسلحين، والتي مثلت خلال الأيام الماضية الجهة الوحيدة لأخبار المدينة بعد قطع الاتصالات عنها، واعتماد أجهزة الاتصال الفضائية، الأمر الذي اعتبره المصدر الميداني «مؤشراً على حجم الإصابة البالغة في صفوف المسلحين في الساعات الأولى من بدء العملية».
وحذر وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في دمشق، من أن الوضع الراهن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق يستدعي «حلاً عسكرياً» فرضه على الحكومة دخول المسلحين إلى المخيم.
وقال مجدلاني، من جهته، «على ضوء تغير وظيفة الوضع في مخيم اليرموك، أصبح من الصعب جداً الحديث الآن عن إمكانية حل سياسي في المخيم، على الأقل في المستقبل المنظور». وأضاف ان «وظيفة المخيم بالنسبة إلى تنظيم داعش الإرهابي هو محطة ونقطة انطلاق ورأس حربة في استكمال الهجوم وتوسيع رقعة ما يسمى الدولة الإسلامية في جنوب دمشق».
موسكو
أشارت قناة «روسيا اليوم» إلى فشل اليوم الثالث من المشاورات بين المعارضة السورية والسلطة، في التوصل لورقة عمل مشتركة. وطرح المنسق الروسي فيتالي نعومكين جدول أعمال «تضمن تقييم الوضع في سوريا، وتوحيد القوة ضد الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين، والبحث في العملية السياسية بحسب مقترحات جنيف 1».
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الارمني ادوارد نالبنديان في موسكو، عن أمله أن يتوصل المشاركون في اللقاء التشاوري بين الأطراف السورية إلى مزيد من التفاهم.
وأكد أن «موسكو ترحب بموافقة مزيد من قوى المعارضة السورية على إيجاد حل سلمي للنزاع». وقال «هدفنا ليس استبدال الجهود الرامية إلى إطلاق مفاوضات رسمية، بل تهيئة الظروف لمفاوضات مثمرة إلى أقصى حد، وأكثر تمثيلاً».
وأضاف ان «بيان جنيف، الذي تتفق جميع الأطراف على أنه يمثل أساساً للتسوية، ينص على أن يشمل الحوار كل أطياف المجتمع السوري»، مشيرا إلى أن «المحاولات السابقة للحوار لم تنجح بسبب سعي الغرب وبعض دول المنطقة إلى تنصيب شخصيات من مجموعة واحدة فقط، وهي المعارضة الخارجية، ممثلا وحيدا للشعب السوري بأكمله». وأوضح أن «روسيا تعمل بالتوازي مع مصر على توحيد المعارضة السورية على أساس الحوار وفقا لبيان جنيف».
ورحب لافروف بتغيير «الغرب نبرته تجاه الرئيس بشار الأسد، ومن الأفضل أن يحدث ذلك متأخراً من ألا يحدث أبدا». وأعرب عن أسفه «بشأن اختيار الغرب في المرحلة الأولى من الأزمة السورية طريق تصفية الحسابات مع زعيم بعينه اعتبره مستبداً»، موضحاً أن «الغرب كان يتعاون من أجل ذلك مع متطرفين، وحتى إرهابيين».
واعتبر أن «واشنطن بررت النشاط الإرهابي، وهو أمر غير مقبول. لقد عولوا على أن كل شيء سينتهي بسرعة، وأن النظام سيسقط، وكانوا يقنعون الجميع بأن النظام فاسد وليس لديه أية قاعدة في المجتمع السوري. ذلك كان كذباً، لأن النظام يحظى حتى الآن بدعم عدد كبير من السوريين يصل إلى 50-60 في المئة». وأكد أن «السوريين يرون في الرئيس الأسد ضمان عدم تحول بلادهم إلى ليبيا ثانية وعدم تفككها».
(«السفير»، «روسيا اليوم»، «سبوتنيك»)