.jpg)
"عن الانترنت"
افراسيانت - بددت موسكو أمس، ضبابية موقفها تجاه الأزمة اليمنية، بعدما كانت كل التصريحات تشير إلى أنها «داعمة خفيّة» للحوثيين، خصوصًا حين سرت شائعات عن إجهاضها لقرار في مجلس الأمن يدين «الانقلاب الحوثي» في صنعاء، غير أن قرارها بـ «دعم الشرعية»، يُنذر بإطالة أمد الأزمة التي أخذت تتمدّد في البلاد، والتي كرسها الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، بالتأكيد على صيغة «عدن عاصمة اليمن».
خطوة هادي، الرمزيّة، كانت متوقعّة، خصوصًا، بعد إعلان المجتمع الدولي وقوفه إلى جانب «شرعية» الرئيس. وبانضمام روسيا إلى «حلف عدن»، يتبلور، وإنْ جزئيًّا، مشهد «الدولة الاتحادية» التي يسعى هادي إلى رسمها من «عاصمة الأمر الواقع».
وحتى أمس، لم يصدر موقف رسميّ من جانب روسيا في ما يخصّ التطورات الأخيرة في اليمن، إلّا أنّ اللقاء الذي جمع بين هادي وسفير موسكو فلاديمير ديدوشكين، بدّد كل الروايات التي كانت تشير إلى دعمٍ روسي للحوثيين.
وديدوشكين، الذي نقل تحيّات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره اليمني بسلامة خروجه من صنعاء، أكّد دعم بلاده لـ «الشرعيّة الدستورية للرئيس اليمني»، داعيًا إيّاه للعودة إلى صنعاء وممارسة مهامه الرئاسية هناك.
وقال السفير الروسي بعد اللقاء: «ليس لدينا شكوك في شرعيّة الرئيس هادي، وهذا ما أكّدناه في مجلس الأمن»، مشددًا على أنّ «حلّ الأزمة اليمنية لن يكون إلّا عبر الحوار».
وأشار إلى أنّه بحث مع هادي الطرق المُثلى للتوصّل إلى حلول سريعة للأزمة في اليمن من خلال الحوار بين الأطراف السياسية كافة.
من جهته، أشاد هادي بالدعم الروسي «والجهود التي تبذلها موسكو مع مختلف الأطراف التي تسعى للحفاظ على الشرعية الدستورية، بصفتها إحدى الدول الراعية للمبادرة الخليجية في سبيل إخراج اليمن من أزمته الراهنة»، مؤكدًا أهمية مواصلة الحوار واستكمال العملية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني.
وبعيد إعلان هادي، خلال لقائه، أمس الأول، قيادات المكتب التنفيذي لمحافظات «إقليم حضرموت» في مقرّه الجديد، عن أنّ «عدن هي العاصمة لليمن (...) لأنّ صنعاء محتلّة من قبل الحوثيين»، تمكّن وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي من الفرار من صنعاء بعد انشقاقه عن جماعة «أنصار الله» التي عيّنته رئيسًا للجنة العليا للأمن.
وبعدما نجح الصبيحي في الفرار من صنعاء متوجهًا إلى عدن، تعرّضت مجموعة من مرافقيه إلى كمين بالقرب من تعز، وسط البلاد، وفقًا لمصدر أمني أكّد أنّ أحد المرافقين قُتِل في تبادل لإطلاق النار، فيما خطف خمسة آخرون قبل أن يفرج عنهم بضغط من أبناء المنطقة ومن القبائل.
وفي سياق مواز، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا أكّدت فيه موقفها الثابت من وحدة اليمن وسيادته في سياستها، بعدما ورد تعبير «اليمن الجنوبي» على لسان وزير الخارجية سعود الفيصل، خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الأميركي جون كيري، الخميس الماضي.
ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية - «واس»، فإنّ الفيصل «عندما أشار (...) إلى انتقال الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية إلى اليمن الجنوبي، فإنّه كان يعني تحديدًا انتقال الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن الجنوبية، وذلك بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية في العاصمة صنعاء».
وفي غضون ذلك، أصدر هادي، أمس، قراره الجمهوري الثاني الذي قضى بتعيين العميد عدلان الحتس قائدًا جديدًا لقوّات الأمن الخاصة في محافظة عدن، بعد رفض العميد عبد الحافظ السقاف، المُقَال، تسليم معسكر قوّات الأمن للعميد ثابت جواس الذي كان الرئيس عيّنه بدلًا منه، بعيد انتقاله إلى عدن.