افراسيانت - رغم ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تبدو وكأنها محصنة من الانتقادات الدولية لاستخدامها القوة المفرطة في قمع "مظاهرات العودة" التي انطلقت في قطاع غزة المحاصر منذ الثلاثين من اذار الماضي، ورغم غض الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي اسفرت حتى الان عن قتل أكثر من 50 فلسطينياً وإصابة قرابة 6000 من المدنيين العزم، الا ان إسرائيل بدأت تواجه إدانة عالمية فيما يتصل بذلك.
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بهذا الصدد ان "إسرائيل تدعي أنها فقط تدافع عن حدودها بالغاز المسيل للدموع والرصاص ضد منظمة إرهابية خارجة على القانون"، وفقا لما قاله قائد عسكري إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة، لان لوائح الجيش الاسرائيلي تحظر على كبار الضباط الإسرائيليين استخدام أسمائهم عند التحدث إلى الصحافة".
وتنسب الصحيفة للضابط الكبير قوله "من السهل أن تنتقدنا وأنت محاط بوسائل الراحة، جالسا على الأريكة البعيدة عما يحدث، لكن حي ناحال عوز الصغير، الذي يبلغ عدد سكانه 400 نسمة، يقع على بعد نصف ميل من حدود غزة المضطربة". وفي ضوء ذلك، تعتقد إسرائيل أن هناك ما يبرر جهودها العدوانية للدفاع عن المستوطنات والتجمعات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وقال ضابط جيش الاحتلال "كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدافع عن نفسها ضد ميليشيا معادية تمطرها بقذائف الهاون والصواريخ، وتحفر الأنفاق حتى يتسنى لإرهابييها التسلل إلى البلد؟" وذلك على الرغم من ان حركة حماس التي تحكم قطاع غزة لم تطلق ولا قذيفة واحدة منذ بدأت مسيرات العودة قبل أكثر من ستة أسابيع بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة "لكن وبعد ستة أسابيع متتالية من التظاهرات الفلسطينية على حدود غزة، فان إسرائيل تحاول الآن إقناع العالم بأن ردها على ما يحدث (مسيرات غزة السلمية) هي ردود مناسبة، رغم مقتل ثمانية وأربعون فلسطينيا، بينهم صحافيان ومراهقان على الأقل الآن، في حين أصيب آلاف آخرون بجروح ناجمة عن إطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي على أقدامهم، عند الحدود بين غزة وإسرائيل".
وتشير الصحيفة الى أن التظاهرات الفلسطينية، التي تحمل اسم "مسيرات العودة الكبرى"، أثرت بصورة كبيرة على المدنيين الإسرائيليين على الحدود مع غزة، وعلى طريقة معيشتهم الحالية وتحركاتهم، وقذفت في قلوبهم الرعب.
وتقول الصحيفة ان "قلق الإسرائيليين يتصاعد على الحدود أكثر مع اقتراب موعد نقل السفارة الأميركية المقرر منتصف الشهر الجاري (يوم الاثنين المقبل 14/5/2018)، وهو اليوم الذي يترقبه الفلسطينيون أيضا، فهو يمثل نكبتهم عام 1948، بعد أن احتلت إسرائيل فلسطين وهجرت السكان الأصليين".
من جانبها، توعدت حركة حماس باقتحام الالاف من المواطنين الفلسطينيين الحدود مع إسرائيل التي تفرض حصارا خانقاً على غزة ، وذلك ردا على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وتدعي الصحيفة "أن الإسرائيليين، متخوفون للغاية من مسيرات العودة الكبرى، ولا يسمحون لأطفالهم وحتى أبنائهم الكبار بالخروج إلى الشارع خلال يوم الجمعة".
وتشير الصحيفة "يضاف إلى المخاوف التي أصابت المدنيين الإسرائيليين من الاشتباكات ومن إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي"، موضحة أن هناك بعض الحقول التي احترقت نتيجة عبوات المولوتوف من الجانب الفلسطيني، ونتيجة القنابل التي تستخدمها القوات الإسرائيلية ناسبة إلى محمد حرازين، عضو لجنة تنظيم مسيرات العودة الكبرى قوله، أن "الطائرات الورقية التي يستخدمها الأطفال الفلسطينيون، هي أكثر ما يزعزع الاحتلال، والحرائق التي أصابت بعض الحقول والغابات المجاورة لمناطق تعد استنزافا للكيان المحتل".
ويشير التقرير الى انه "اضافة الى الرعب الذي يصيب الإسرائيليين جراء التظاهرات في غزة، فإن رائحة الدخان تصيبهم أيضا بالاختناق، وتؤثر بدرجة أكبر على المدارس القريبة، حيث أن رائحة الدخان تخترق غرف التدريس، لذا قرر الآباء الإسرائيليون ابقاء أولادهم في المنازل، لكن فان مدارسنا وبعيدا عن تأثير المسيرات وغيرها من الأحداث، فانها تقتل خيال الأطفال" كما قالت الصحيفة.
يشار إلى وزارة الخارجية الأميركية ترد باستمرار على الأسئلة التي تخص ردها على استخدام إسرائيلي للقوة المفرطة بالقول "إن إسرائيل تمتلك حق الدفاع عن نفسها".