كابول - افراسيانت - قتل 48 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال وأصيب 112 بجروح في اعتداء انتحاري الأحد ضد مركز للتسجيل للانتخابات اعلن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مسؤوليته عنه، في أحدث هجوم يستهدف التحضير للانتخابات.
ويؤكد الهجوم صحة تزايد المخاوف الامنية التي ترافق التحضير للانتخابات التشريعية المقررة في 20 تشرين الاول/اكتوبر، والتي تعتبر بمثابة اختبار اولي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019.
وقال قائد شرطة كابول داوود امين ان "الناس كانوا متجمعين لسحب بطاقات الهوية فوقع الانفجار عند المدخل". واضاف انه "انتحاري وسقط ضحايا لكن لا نعرف عددهم بعد".
وأكدت وزارتا الداخلية والصحة الحصيلة الاخيرة للاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية عبر وكالة أعماق التابعة له.
وكان المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد اعلن ان "مجاهدينا لا علاقة لهم بهجوم اليوم".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش ان الضحايا هم من المدنيين وبينهم نساء واطفال.
ووقع الهجوم في غرب كابول في حي دشت برتشي ذي الغالبية الشيعية.
وقد فجر انتحاري نفسه عند مدخل المركز حيث كان اخرون يتسلمون هوياتهم قبل التسجل في اللوائح الانتخابية.
ويبدو من الاضرار الكبيرة ان الشحنة كانت قوية وتسببت بسقوط قطع حطام في دائرة واسعة. وتشاهد على الارض بقع من الدماء وعدد من الجثث، وكذلك آليتان متفحمتان ومبنى من طبقتين دمر جزئيا.
وأعلن السفير الاميركي لدى افغانستان جون باس على تويتر ان "هذا العنف العشوائي يظهر مدى جبن ولا انسانية اعداء الديموقراطية والسلام في افغانستان".
كذلك دان حلف شمال الاطلسي الاعتداء.
ويعود آخر هجوم في العاصمة الافغانية الى الشهر الماضي يوم عيد رأس السنة الفارسية في 21 اذار/مارس وقد اسفر عن سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا وسبعين جريحا على الاقل.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم.
وقال رجل يدعى اكبر غاضبا "نعلم الآن ان الحكومة عاجزة عن حمايتنا"، موجها انتقادات حادة للرئيس اشرف غني قبل ان يقطع تلفزيون "تولو نيوز" المقابلة معه.
وكان الحشد المحيط به يهتف "الموت للحكومة" و"الموت لطالبان"، مشيرين الى الوثائق وصور الهويات المبعثرة على الارض.
وفي المستشفى يبكي احد الجرحى قائلا "لعن الله المهاجم. اين بناتي. لقد فقدت بناتي".
وهو اول اعتداء في كابول ضد مركز اللوائح الانتخابية للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 20 تشرين الاول/اكتوبر، منذ بداية عمليات التسجيل في 14 نيسان/ابريل.
وكان مركزان لتسجيل الناخبين استهدفا في ولايات اخرى الاسبوع الماضي.
وقال نائب حاكم ولاية بدغيس (شمال) فايز محمد مويزاده في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان صاروخا ادى الجمعة الى سقوط قتيل وجرحى بين رجال الشرطة الذين يتولون حمايته في المنطقة.
وقتل ثلاثة موظفين في اللجنة الانتخابية الثلاثاء بينما خطف شرطيان في ولاية غور (وسط) ثم افرج عنهما بعد 48 ساعة بعد تدخل وجهاء.
واتهم المسؤولون المحليون طالبان بالهجومين.
ويشكل العنف والاعتداءات اكبر عقبتين امام سير الانتخابات، كما تقول اللجنة الانتخابية التي فتحت مراكز لتسجيل الناخبين في المدارس والجامعات خصوصا. وكل المراكز يحرسها شرطيون يقومون بتفتيش الناخبين عند دخولهم.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية عبد البادي سيد لفرانس برس "بالتأكيد غياب الامن هو التحدي الاول وقلقنا الاكبر خصوصا في الارياف".
وهذه الانتخابات هي الاولى منذ 2010، والاقتراع هو الاول منذ الانتخابات الرئاسية في 2014.
ويرغب الكثير من الافغان في التخلص من البرلمان الذي يضم 249 نائبا، معتبرين انه كسول وفاسد. لكنهم يخشون ان يكون الاقتراع اسوأ بسبب التزوير وقد يعرضهم لخطر اعمال العنف.
وفي مواجهة غياب حماسة مواطنيه امر الرئيس اشرف غني الخميس حكام 34 ولاية بتسريع عملية التسجيل.
وقد امر الموظفين بالتسجيل مع عائلات ورجال الدين بالقيام بحملات توعية.