افراسيانت - رشحت الجمعية الوطنية في كوبا النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ميغيل دياز كانيل لرئاسة البلاد، ومن المتوقع أن توافق على تعيينه في أعلى منصب في الدولة الخميس، ليحل محل راؤول كاسترو.
وعلى الرغم من أن نتائج تصويت دورة الجمعية الوطنية على تعيين دياز كانيل في منصب الرئاسة، من المتوقع أن يحصل المرشح على تأييد النواب، حيث تصوت الجمعية عادة بالإجماع أو بأغلبية ساحقة لصالح المرشحين لأهم المناصب في الدولة.
وسيمثل انتقال السلطة حدثا تاريخيا بالنسبة إلى البلاد بعد حكم فيديل كاسترو وأخيه راؤول الذي استمر نحو 60 عاما، وسيكون ميغيل دياز كانيل أول رئيس للبلاد ولد بعد ثورة عام 1959، وأول رئيس مدني منذ انقلاب عام 1952 الذي نفذه الجنرال فولهينسيو باتيستا.
من هو ميغيل دياز كانيل؟
ولد ميغيل دياز كانيل عام 1960 في مدينة بلاسيتاس بمقاطعة فيلا كلارا على الساحل الشمالي لكوبا لعائلة بسيطة ووالده عامل ميكانيكي، وتخرج من جامعة لاس فيلاس المركزية في مدينة سانتا كلارا، وحصل على شهادة مهندس عام 1982.
وبعد الخدمة العسكرية أصبح معلما في الجامعة التي تخرج فيها، وانضم إلى اتحاد الشيوعيين الشباب الكوبي عام 1987. وفي 1994 انتخب سكرتيرا للجنة الحزب الشيوعي الكوبي في المقاطعة التي ولد فيها.
وفي عام 2003 صعد دياز كانيل إلى المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب بمقترح راؤول كاسترو. وفي فترة 2009 – 2012 كان وزيرا للتعليم العالي في حكومة البلاد، حتى انتخب في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة.
وأصبح دياز كانيل أول سياسي تولى هذا المنصب ولم يشارك في أحداث الثورة الاشتراكية في كوبا.
كوبا في عهد ما بعد كاسترو
ويتوقع المراقبون أن يواصل ميغيل دياز كانيل نهج الإصلاحات الحذرة والتدريجية، الذي بدأ في عهد راؤول كاسترو، علما بأنه معروف بتمسكه بالآيديولوجية الماركسية – اللينينة. وأكد دياز كانيل في أحد تصريحاته الصحفية ثقته بضرورة استمرار النهج.
كما تشير التقارير الإعلامية إلى أن سكان كوبا لا يتوقعون تغييرات جذرية بعد تخلي كاسترو عن منصب الرئاسة.
ويأتي ترشيح دياز كانيل خلافا لتوقعات البعض، الذين رجحوا بقاء عائلة كاسترو في الحكم من خلال ترشيح ابنة راؤول كاسترو مارييلا، التي تعتبر عضوا في الجمعية الوطنية، أو نجله أليخاندرو، العقيد في الاستخبارات العسكرية الكوبية الذي شارك في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة، لرئاسة البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، فلن يخرج راؤول كاسترو من الساحة السياسية في كوبا، وسيحتفظ بمنصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي حتى عام 2021.