لافروف: إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم أمريكا قد يؤدي لتقسيم سوريا ونطلب من واشنطن توضيحا بشأن تشكيل القوة الحدودية
موسكو - افراسيانت - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.
وبدأت روسيا سحب قواتها من سوريا الشهر الماضي، لكن موسكو قالت إنها ستبقي على قاعدتها الجوية في حميميم بمحافظة اللاذقية إلى جانب منشأة بحرية في طرطوس “بشكل دائم”.
وقال لافروف إن “تشكيل الولايات المتحدة جيشا في سوريا يضر بوحدة ترابها ونطلب من واشنطن توضيحا مفصلا حيال ذلك”.
وفي مؤتمر صحفي في العاصمة الروسية موسكو أضاف لافروف “إن الأحادية الأميركية، ومشروعها المتعلق بتشكيل جيش في سوريا، قد يخلق مشاكل في العلاقات بين الأكراد وتركيا، ولن يساعد في التخفيف من وطأة الوضع القائم في عفرين”.
واعتبر لافروف أن القرار الأمريكي بإنشاء قوة حدودية في سوريا يعني أن منطقة كبيرة على حدود سوريا مع تركيا والعراق ستصبح معزولة، وهو أمر يبعث على القلق.
وأكد لافروف أن القرار الأمريكي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ومع الاتفاقات السابقة بخصوص سوريا.
وأشار لافروف إلى استمرار العمل مع تركيا وإيران بخصوص مؤتمر الحوار الوطني، وأعرب عن أمله في أن ينتهي في أقرب وقت ممكن إنشاء نقاط المراقبة في مناطق خفض التوتر بالتعاون مع تركيا، من أجل الحيلولة دون حدوث استفزازات جديدة، لافتا أنه تم إنشاء 3 نقاط مراقبة ومن المخطط أن يبلغ كامل عددها 20 نقطة مراقبة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، العقيد ريان ديلون، في تصريحات للأناضول الأحد، إنهم سيشكلون “قوة أمنية حدودية” شمالي سوريا قوامها 30 ألف مسلح، بالعمل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يستخدمها تنظيم “ب ي د/بي كا كا” واجهة لأنشطته الإرهابية.
وقال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن تعليقا على ذلك، إن تركيا “ستواصل اتخاذ تدابيرها الأمنية لحماية مصالحها القومية، وتحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده”.
كما أعرب لافروف عن أمله في تمثيل شامل لجميع الفصائل من سورية خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 كانون ثان/يناير الجاري.
وقال لافروف إنه من المقرر “أن ينسق المؤتمر مصالح جميع الأطراف السورية ومصالح جميع الأطراف الأجنبية التي لديها تأثير على الوضع″.
وأكد أنه بالطبع لابد من حساب الأكراد السوريين ضمن المشاركين، وقال: “الأكراد يعدون جزءا من الأمة السورية”.
ولكن ذلك محل خلاف مع تركيا.
يشار إلى أن كثيرا من معارضي الحكومة السورية لديهم أيضا مخاوف من المشاركة في مؤتمر في روسيا.
ووفقا للتصورات الروسية، من المقرر أن يتشاور السوريون في سوتشي بشأن نظام ما بعد الحرب.
وقال لافروف إنه من المقرر أن يمنح المؤتمر أيضا دفعة لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، لافتا إلى أنه لا يتم سوى تمثيل جزء صغير من المعارضة السورية في جنيف.