واشنطن - افراسيانت - قالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت ، 2 كانون الثاني 2018، أن حكومتها تعتبر القدس احدى قضايا الحل النهائي وأن موقف حكومتها لم يتغير بهذا الشأن.
وقالت ناورت في إطار ردها على سؤال و"هل تعتقد بأن قضية القدس المحتلة هي أحد قضايا الحل النهائي كما كانت دائماً؟" أن الولايات المتحدة تعتقد ذلك وقالت "لقد تحدثنا دائما عن قضايا الحل النهائي وأن هذه (قضية القدس) هي جزء من مفاوضات الحل النهائي".
إلا أن موقف الولايات المتحدة بشأن قضية القدس ظهر مرتبكاً مع حلول مساء اليوم ذاته حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الثلاثاء (2/1/2018) "لقد أخرجنا القدس من المفاوضات، وهي الجزء الأصعب (في المفاوضات)" في إشارة لاعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل يوم 6 كانون الأول الماضي.
وأضاف الرئيس ترامب الذي كان يتحدث عن احتمال قطع المساعدات الأميركية عن السلطة الفلسطينية بسبب ردود فعلها التي اعقبت اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، أضاف مستطرداً بالتغريدة ذاتها "كان على إسرائيل أن تدفع أكثر لذلك (الاعتراف بالقدس)، ولكن كون الفلسطينيين لم يعودوا مستعدين للحديث عن السلام (مع إسرائيل)، فلماذا يجب علينا أن نقدم ايا من هذه المدفوعات (المساعدات المالية) المستقبلية الضخمة لهم؟".
وقال ترامب في إطار تلويحه بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ان واشنطن تعطي الفلسطينيين "مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تنال أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام تأخرت جدا مع إسرائيل".
وبعد اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الولايات المتحدة تخلت عن دورها كوسيط في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وأعلن أنه لن يلتقي بمسؤولين أميركيين بشأن عملية السلام.
ويبدو أن الرئيس الأميركي ترامب، عندما يهدد بوقف المساعدات المقدمة للفلسطينيين، يتحدث وكأنه يشير إلى أن الولايات المتحدة قد استثمرت تلك الأموال مشترطة ذلك محادثات السلام، إلا أن الإدارات السابقة اعتبرت المساعدات المقدمة للفلسطينيين - قرابة 5 مليار دولار منذ منتصف تسعينات القرن الماضي- كوسيلة لمنع الأوضاع المتوترة من الانفجار، كما حدث في الانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة.
ويتعاون الفلسطينيون مع إسرائيل من خلال التنسيق الأمني الذي تشجعه واشنطن وتضغط بشأنه لأنها تخشى أن يؤدي وقف التنسيق الأمني بين الطرفين إلى "تعقيد قدرة إسرائيل على مكافحة الإرهاب" بحسب الخبراء الذي ما فتئوا يحذرون من أن يؤدي السماح للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية بالتدهور (اذا ما تم قطع المساعدات) إلى تشجيع العنف بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء 3/1/2018.
وقالت الصحيفة في تقريرها أن "إخراج القدس من المفاوضات" كما كتب الرئيس ترامب في تغريدته " جعل من الصعب على الفلسطينيين التقدم بمساومة او تسوية "خاصة وأن ذلك يستبعد على نحو استباقي أحد أهم شروط التوصل لاتفاق سلام نهائي يقوم على أساس حل الدولتين قبل أن تبدأ المفاوضات، وأن القدس الشرقية ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية إلى جانب العاصمة الإسرائيلية في القدس الغربية".
وتشير الصحيفة إلى أنه "حتى وقت قريب، كان العديد من المسؤولين الإسرائيليين قد افترضوا أن الحل الدائم للصراع ينطوي على نوع من الحل الوسط بشأن القدس. ويخشى القادة الفلسطينيون من رد فعل شعبي غاضب إذا وافقوا على محادثات تستثني القدس".
ونقلت الصحيفة عن آروون ميلر، الباحث في مركز وودرو ويلسون الدولي، والمفاوض الاميركي السابق في عهد الرئيس السابق كلينتون انه "اعرب عن شعوره بالإحباط"، وقال "كما يبدو لي، فبدلاً من أن تكون هناك سياسة فعالة ذات هدف واضح، الا انه ومثل الكثير من قرارات سياسته الخارجية (ترامب)، فإنها مدفوعة بالسياسات المحلية للولايات المتحدة، وان المساس بالأمم المتحدة (أنروا) وتهديد الفلسطينيين بقطع المساعدات يلعب بشكل جيد للغاية مع قاعدته الانتخابية، في حين أنه لا يخسر كثيراً".