افراسيانت - على الرغم من نفي التحالف الدولي لمحاربة "داعش" أكثر من مرة لأي تدخل بري واسع النطاق في العراق، إلا أن العمليات العسكرية الأخيرة تشير إلى عملية برية وشيكة للتحالف الدولي في الأنبار.
وأفادت مصادر عسكرية عراقية الأربعاء 18 فبراير/ شباط أن 1400 جندي أمريكي وصلوا إلى إحدى القواعد العسكرية لمحاربة تنظيم "داعش" في المناطق التابعة لمحافظة الأنبار غرب العاصمة بغداد.
وقالت المصادر إن الجنود وصلوا إلى قاعدة عين الأسد العسكرية غربي المحافظة التي تضم آلاف الجنود والمستشارين الأمريكيين والعسكريين وأن الجيش الأمريكي سينفذ خلال الفترة القادمة تدخلا بريا واسعا ضد تنظيم داعش في المحافظة لطرده منها".
وأوضحت المصادر أن "هناك أربعة آلاف جندي أمريكي يتحصنون في دولة الكويت ينتظرون موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتوجه إلى الأنبار".
وكان مجلس محافظة الأنبار قد طالب عدة مرات بضرورة تنفيذ عملية عسكرية برية أجنبية لطرد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على أغلب مناطق محافظة الأنبار غرب بغداد.
ويأتي إرسال الجنود الأمريكيين بعد أيام فقط بعد الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم داعش على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار حيث ينتشر مشاة البحرية وخبراء في الجيش الأمريكي، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على بلدة البغدادي المجاورة لقاعدة عين الأسد الجوية.
وأكد الأميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون حينها أن معظم المهاجمين الذين كان بعضهم يرتدي بزات عسكرية عراقية قتلتهم قوات الأمن العراقية، التي تحرس القاعدة، دون حدوث اشتباك مباشر بين القوات الأمريكية ومسلحي داعش.
إمكانية التدخل الأمريكي لا تعد الأولى خلال الحرب ضد "داعش" حيث سبق وأن اشتبكت قوات كندية مع مسلحي التنظيم الشهر الماضي.
أولى المواجهات على الأرض
كندا التي انضمت للتحالف الدولي للقضاء على "داعش" شاركت في أغلب الغارات الجوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا، غير أنها أصبحت الدولة الأولى في التحالف التي يشتبك جنودها مع "داعش".
وأعلن قائد القوات الخاصة الكندية العميد مايكل رولو، عن حدوث أول اشتباك بري بين القوات الكندية في العراق ومسلحي "داعش"، حيث تم تبادل إطلاق النار بين الجانبين منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
وذكر قائد القوات الخاصة الكندية " كان جنودي قد انتهوا للتو من اجتماع تخطيطي مع كبار القادة العراقيين في مكان يقع خلف الخطوط الأمامية بعدة كيلومترات" دون تحديد مكان تواجد قواته.
وأضاف "عندما كانت القوات الكندية في طريقها إلى الخط الأمامي لتطبيق ما اتفق عليه في الاجتماع ومشاهدة ما ناقشوه على أرض الواقع، تعرضوا لإطلاق نار مباشر من مدافع رشاشة وهاون، فاستخدم الجنود نيران القناصة لتحييد مصادر النيران، ولم يصب أي منهم".
ولم يشهد العراق منذ ذلك الحين أي اشتباكات برية بين قوات التحالف ومسلحي "داعش"، مع تجديد رفض العراق لأي تدخل على أراضيه، وتأكيد أمريكي على عدم وجود أي نية للقيام بذلك.
رفض عراقي واستبعاد أمريكي لتدخل بري واسع على الأرض لمحاربة "داعش"
الحكومة العراقية والولايات المتحدة ومنذ بدء الغارات الجوية على التنظيم في سوريا والعراق جددا تأكيدهما على عدم وجود أي نية للقيام بعملية عسكرية برية واسعة في العراق.
ونفى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وجود أي اتفاق لبلاده مع قوات التحالف أو القوات الأمريكية لتدخل بري في المعارك ضد "داعش" مؤكدا قدرة القوات العراقية على تحرير الأراضي التي سقطت بيد التنظيم.
وقال العبيدي إنه لا توجد أي نية لدى الأمريكيين "للتدخل بريا في العراق ولسنا بحاجة إلى تدخل أي جهة أخرى بريا في العراق" مؤكدا أن "القوات العراقية قادرة على الدفاع عن أراضيها وستحرر مناطق العراق كافة وقريبا جدا ".
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أيضا أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا "هو في موقع هجومي" وأن التنظيم المتطرف سيهزم مستبعدا تدخلا بريا جديدا واسع النطاق في الشرق الاوسط.
ولم يستبعد أوباما نشر قوات خاصة ضد تنظيم "داعش" إذا اقتضت الضرورة نافيا بشكل قاطع القيام بعملية برية كبرى في المستقبل.
المصدر: RT + وكالات