واشنطن - افراسيانت - قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، إن حث أطراف أزمة الخليج على الحوار المباشر قد يساهم في حل هذه الأزمة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في مساعيها من أجل ترتيب "الحوار" بين الفرقاء.
واوضحت ناورت : أنه "استنادا إلى الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون أثناء جولته الخليجية، فإنه يعتقد أن الخطوة المقبلة ستركز على حمل الأطراف على الحوار المباشر، ونحن نأمل أن توافق الأطراف على ذلك وسنواصل من أجل هذا الهدف دعم أمير الكويت في جهود الوساطة التي يبذلها".
وكان وزير الخارجية الأميركي تيلرسون التقى الشيخ صباح خالد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة في لقاء خصص لمناقشة الجهود المبذولة لحل الخلاف الخليجي.
وبحسب "القدس" التي نقلت عن مصادر مطلعة، أن وزارة الخارجية الأميركية "تعمل على صياغة مسودة تتضمن نقاط محددة من أجل الحل تتسم بكونها تلبي مخاوف ومطالب كل أطراف الأزمة وتحافظ على سيادة هذه الدول وصلابة تحالفها مع الولايات المتحدة".
وعاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس إلى واشنطن بعد فشله في حل النزاع المرير القائم بين حلفاء الولايات المتحدة هناك، وسط ارتباك في فهم موقف الإدارة الأميركية الحقيقي حيال هذه الأزمة، ففي الوقت الذي بدت مساعي الإدارة الاميركية لحل الأزمة الخليجية من صلاحيات وزارة الخارجية مع بداية جولة الوزير تيلرسون، خرجت تصريحات ومواقف منسوبة لمسؤولين في البيت الأبيض - ربما الرئيس دونالد ترامب نفسه - تتناقض مع موقف وزير الخارجية وتحمل قطر مسؤولية هذه الأزمة.
يشار إلى أن المحطة الأخيرة في مساعي وزير الخارجية الأميركي تيلرسون كانت العاصمة القطرية الدوحة، حيث تشاور مع اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول نتائج اجتماعاته في اليوم السابق مع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر وهي السعودية والأمارات والبحرين ومصر ، غير ان التقارير تفيد أنه لم يحقق إنجازات ملحوظة في تليين موقف هذه الدول تجاه قطر، علماً بأن اجتماع تيلرسون يوم الأربعاء مع نظيره السعودي، عادل الجبير، "أنتج بعض الأمل في التقدم نحو حل الأزمة" حسب قول مسؤول في الخارجية الأميركية، إلا أن تيلرسون غادر جدة مساء الأربعاء دون محاولة إعلان، ولو صورية، عن إحراز اي تقدم.
وقال تيلرسون، إن حل الأزمة الخليجية - القطرية يتطلب جلوس جميع أطراف الأزمة إلى طاولة المباحثات.
واوضح تيلرسون في تصريح صحافي في طريق عودته من الدوحة إلى واشنطن: "الآن، أطراف الأزمة لا يتواصلون بأي شكل من الأشكال، نريد دفعهم للجلوس إلى طاولة (المحادثات) وجها لوجه، لمباشرة الحوار والتوصل لحل"، مشيرا الى إنه "من الضروري أن يكون هذا الجزء من العالم مستقرا، والواضح أن هذا الصراع، بالتحديد، لا يفضي إلى ذلك".
واكد أن الولايات المتحدة تدعم المبادرة الكويتية في الوساطة لحل هذه الأزمة، إلا أنه أقر أن واشنطن كان بإمكانها اقتراح أفكار حول كيفية التوصل لحل حسب ما ذكرته صحيفة (وول ستريت جورنال).
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن عددا من المشاكل، بين هذه الدول، قديم جدا، وأن "الحل يتطلب وقتا أكثر".
وقام تيلرسون بجولة خليجية زار خلالها كلا من السعودية والكويت وقطر بهدف إجراء محادثات مع قيادات هذه الدول، وبحث الأزمة بين الدول الخليجية الثلاث (البحرين، والسعودية، والإمارات) من جهة وقطر من جهة أخرى.
وأخبر تيلرسون الصحافيين المصاحبين له على طائرته بعد مغادرة العاصمة القطرية أنه "متعب، وأن الزيارة كانت طويلة".
ورداً على سؤال بشأن أكثر ما فاجأه في وظيفته الجديدة (كوزير للخارجية الأميركية) قال تيلرسون : "إنها تختلف كثيراً عن إدارة شركة (إكسون موبيل) حيث كنت صاحب القرار النهائي، وهو أمر يجعل الحياة أسهل بكثير"، مشيرا بفخر إلى الانضباط والتنظيم الذي اتسمت به عملية صنع القرار في تلك الشركة.
وأكد أن ذلك "يتيح لك إنجاز الكثير، وتحقيق الكثير بطريقة فعالة جداً"، مضيفاً أن "هذه ليست من سمات الحكومة الأميركية".
وأوضح تيلرسون أنه لا يعني "انتقاد الحكومة الأميركية" ولكن هذه هي الحقيقة، "فإنها (الحكومة) منظمة تفتقر للانضباط بدرجة كبيرة، وتنقسم فيها عملية صنع القرار على عدة أطراف، ويتفادى أعضاؤها عادة اتخاذ القرارات اللازمة، ويصعب داخلها التنسيق بين الهيئات والوكالات المختلفة" في إشارة واضحة إلى الإحباط الذي يشعر به بسبب إمعان البيت الأبيض بالتعبير عن رؤية متناقضة بشأن حل الأزمة الخليجية إلى جانب الإحباط الذي يشعر به بسبب عدم قدرته على ملء الشواغر الكثيرة في الوزارة التي يحتاج إليها للتعاطي مع أزمات السياسة الخارجية العديدة التي تواجهها الولايات المتحدة.