.jpg)
وزير الخارجية الاميركي تيلرسون
واشنطن - افراسيانت - أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ريكس تيلرسون سيبدأ يوم الاثنين (19 تموز) جولة في منطقة الخليج العربي تستغرق أربعة أيام يزور خلالها الكويت وقطر والسعودية لإجراء محادثات مع قيادات خليجية، ضمن مساع لإحراز تقدم نحو حل أزمة العقوبات التي فرضتها السعودية وحلفاؤها على قطر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إن زيارة تيلرسون للكويت تأتي تلبية لدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح لبحث جهود حل الأزمة الخليجية حيث سيلتقي أمير البلاد الشيخ صباح أحمد جابر الصباح وعددا من المسؤولين بهدف البحث عن أرضية مناسبة للبدء في وضع إطار لحل نهائي للأزمة الخليجية.
يشار إلى أنه وبعد أسابيع من التصريحات العلنية والمكالمات الهاتفية التي لم تسفر عن نتيجة واضحة، قرر الوزير تيلرسون التدخل شخصياً في أزمة الخليج العربي الجارية التي "تهدد بتقويض عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في الشرق الأوسط" بحسب تصريحاته السابقة.
وتوجه تيلرسون مساء الاثنين إلى دولة الكويت، التي تحاول حكومتها دون جدوى التوسط بين المملكة العربية السعودية وثلاث دول عربية أخرى قاطعت قطر وفرضت حظرا جويا وبرياً وبحريا عليها، في جولة قد تستغرق أسبوعا.
وتأتي أول مشاركة لتيلرسون في مفاوضات حول أزمة بالغة الدقة (والمخاطر)، في وقت تتعرض فيه قيادته لوزارة الخارجية للتشكيك من جانب الكونغرس والبيت الأبيض وحتى من الوزارة نفسها، حيث "يشكو كبار مسؤولي البيت الأبيض من أنه يخفي نفسه خلف حفنة من كبار مساعديه، وأنه يحجم عن تلقي مكالماتهم الهاتفية وعن الأخذ بتوصياتهم" بحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين، حيث ما تزال العشرات من المناصب رفيعة المستوى، خاصة السفراء، شاغرة بعدما آثر وزير الخارجية إعادة النظر في هيكل الوزارة بالكامل وتقييم العاملين فيها بشكل عام قبل إجراء تعيينات جديدة.
ويعتقد الخبراء أن نجاح تيلرسون في حل الأزمة بين دول الخليج العربي سيساهم في استعادته للاحترام والجدية التي عومل بها عند استلامه وزارة الخارجية في شهر شباط الماضي إذ كان يُنظر إليه كالرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل النفطية العملاقة، بأنه "يجلب معه علاقات عالمية واسعة ومميزة إلى وزارة الخارجية، طمأنت العديد من الاعضاء في الكونجرس الأميركي بشقيه الشيوخ والنواب كقوة موازنة لرئيس (ترامب) متهور وعديم الخبرة في الشؤون الخارجية بحسب واشنطن بوست.
وبينما يرى مسؤولون كبار أن تيلرسون هو الشخص الأفضل لحل أزمة الخليج المتصاعدة الا انهم يحذرون من أن الأمر لن يكون سهل.
وتخشى واشنطن من ان تساهم الاتهامات التي تتبادلها أطراف النزاع، (التي شكلت في شهر أيار الماضي أثناء القمة التي عقدها دونالد ترامب في الرياض صلب التحالف لمواجهة داعش والإرهاب)، وتفاقم الأزمة الخليجية بين دول جميعها حليفة ومقربة من الولايات المتحدة، بالمساس في الأهداف الأميركية في الشرق الأوسط على الرغم أن المسؤولين يصرون على أن الأزمة لم تؤثر بشكل مباشر في العمليات الجارية من القاعدة الجوية الأميركية الضخمة في قطر أو القاعدة البحرية الأميركية الكبرى في البحرين أو القواعد الأميركية في دولة الأمارات العربية أو المبادرات التعاونية الأخرى التي لها دور محوري في الحروب الدائرة في سوريا والعراق وأفغانستان.