واشنطن - افراسيانت - قالت هيذر ناورت، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الشعب السوري هو من يقرر مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
واضافت ناورت في إطار ردها على سؤل بشأن تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التي قال فيها الأربعاء أن فرنسا ليس لديها مشكلة في بقاء الأسد وما إذا كانت الإدارة الأميركية تتفق مع هذا الموقف : "على الشعب السوري أن يقرر ذلك (مصير الأسد) في نهاية المطاف" وهو ما ينسجم مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أثناء جلسات المساءلة في مجلس الشيوخ عند المصادقة عليه كوزير للخارجية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال لثماني صحف أوروبية إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، وإن أولوية باريس هي الالتزام بمحاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة.
وقال ماكرون في مقابلته مع الصحف الأوروبية : "منظوري الجديد بشأن هذه المسألة هو أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلا شرعيا"، معتبراً أن "الأسد عدو للشعب السوري لكن ليس عدوا لفرنسا" بما يتناقض بشكل حاد مع مواقف الإدارة الفرنسية السابقة، ويتفق مع موقف موسكو بهذا الشأن.
وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي ندد فيها بالضربات العسكرية الأميركية في سوريا واعتبرها انتهاكا لسيادة سوريا، قالت ناورت "كانت تلك إجراءات دفاعية اتخذتها الولايات المتحدة، والسبب الوحيد لوجود الولايات المتحدة في سوريا هو مواجهة (داعش)".
وأوضحت "إن جهودنا في مناطق ما بعد (داعش) ستركز بشكل صارم على بسط الاستقرار وبالتالي تلبية الاحتياجات الفورية للمدنيين لتمكينهم من العودة إلى ديارهم ومنع تسلل (داعش) من جديد"، مضيفة أن الجهود الاميركية "تقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية وتطهير مخلفات الحرب من المتفجرات واستعادة الخدمات الأساسية".
ويشأن تصريحات وزير الدفاع التركي فكري إيزيك الذي قال إنّ وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس أكد له أنه بمجرد هزيمة (داعش) ستسترد الولايات المتحدة الأسلحة التي أعطتها لوحدات حماية الشعب الكردية، قالت ناورت رداً على "القدس": "يجب توجيه هذا السؤال لوزارة الدفاع وليس لنا- وجه هذا السؤال للوزير ماتيس".
وبخصوص تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دانفور في مطلع الأسبوع عن مصير الرقة بعد تحريرها من (داعش) بأن لدى وزارة الخارجية الأميركية "خطة للإدارة" بعد انتهاء المعركة في الرقة، قالت ناورت "لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. ما زالت المعركة من أجل الرقة جارية وقائمة. لن تحدد الولايات المتحدة أبداً من سيتولى السيطرة أو يتحمل المسؤولية في الحكومة. ينبغي على الشعب السوري أن يقرر ذلك".
ومع اقتراب انتهاء معركة الرقة (وانتهاء معركة الموصل) وهزيمة (داعش) هناك مخاوف لدى البعض من انزلاق الولايات المتحدة نحو حرب لانهائية جديدة في سوريا على غرار الحروب في أفغانستان وفي العراق.
وكتب فريد زكريا، صاحب برنامج (الميدان العالمي) في شبكة (سي.إن.إن) الاخبارية والمعلق في صحيفة (واشنطن بوست) مقالاً امس الجمعة أشار فيه إلى أنه بعد أن وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وإحاطة نفسه بمجموعة من الجنرالات "يبدو أن نزعته إلى استعراض القوة قد طغت عليه، فقد عززت الإدارة عملياتها العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل سوريا واليمن وأفغانستان والصومال، حيث أرسلت المزيد من القوات وشنت المزيد من أعمال القصف ونفذت المزيد من المهام".
ويتساءل زكريا عن "طبيعة الإستراتيجية الاميركية "؟ مجيباً " في الحرب على تنظيم (داعش)، تشن القوات الأميركية هجمات مكثفة، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في حصيلة القتلى من المدنيين في العراق وسوريا، وفي تصعيد دراماتيكي، أسقطت الولايات المتحدة هذا الأسبوع طائرة حربية سورية، ما وضع واشنطن على مسار تصادمي مع حليف سوريا، روسيا، وعزز إمكانية نشوب عمليات عدائية عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا".
ويحذر زكريا "والأسوأ من ذلك أنه لا يتضح كيف سيحقق هذا العدوان تجاه نظام بشار الأسد المهمة الوحيدة المعلنة لتدخل الولايات المتحدة في سوريا: وهي هزيمة تنظيم (داعش). فإذا ازداد الأسد ضعفاً، من المنطقي أن تزداد قوى المعارضة الرئيسية - الجماعات الإسلامية المسلحة المختلفة، بما في ذلك تنظيم (داعش) - قوة".
يشار إلى أن الإدارة الأميركية تزعم أنها لا تقاتل القوات النظامية السورية وأن حادث إسقاط الطائرة السورية كان "دفاعاً جماعياً عن النفس" ولكن "مع المزيد من مثل هذه الأعمال الدفاعية، قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى إرسال قوات برية إلى سوريا".
بدورها، كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) نقلا عن مسؤولين أميركيين , أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت إرسال فريق مدني إلى سوريا في محاولة لتحقيق الاستقرار في المناطق التي استعادتها القوات المدعومة أميركيا من (داعش)، وتفادي أزمة إنسانية هناك وأن الفريق يتكون من سبعة أفراد فقط وهم مسؤولون من وزارة الخارجية وعناصر أمنية.
وتقول الصحيفة أن مهمة هذا الفريق ستكون بعيدة عن إعادة بناء المدن والمناطق المتضررة، بل ستركز على مساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، من خلال تنظيم العمل على إزالة ألغام زرعها (داعش) على جوانب الطرق، إضافة إلى إعادة توصيل الكهرباء والحصول على المياه النظيفة واستعادة الخدمات العامة، ما من شأنه أن يسهم في منع تحول هذه المناطق إلى مرتع خصب للإرهابيين.